عاجل
الجمعة 22 نوفمبر 2024
رئيس مجلس الادارة
رجب رزق
رئيس التحرير
سامي خليفة
الرئيسية القائمة البحث

آيات القرآن "راسخة" مهما حاول أعداء الأمة تأويلها.. الجهاد مشروع بشرط "صد العدوان".. التفسيرات الشاذة هدفها تضليل الشباب.. و"كريمة": "الإخوان" و"السلفيين" ليسوا السبب

 الدكتور أحمد كريمة
الدكتور أحمد كريمة أستاذ الفقه المقارن

يعتبر الإيمان سلاح ذو حدين فكل مؤمن بفكر كافر بـ"آخر"، ويظل الفكر فكرًا طالما بقي كذلك، وما أن يأخذ شكله في التحول إلى أطوار العمل واتخاذ القرارات، يدخل إلى مرحلة التقييم وإعادة الحسابات.

ولا يعني رفض الفكر والكفر بمبادئه الوصول أننا أصبحنا قادرين علي الحسم وكشف الحقيقة، فلم يولد الإنسان ومعه كتيب الإرشادات الذي يفهمه نفسه ومجتمعه وحياته والأحداث الطارئة التي تحل به وبمحيطه المؤثر فيه.

القرآن ثابت ونصوصه راسخة ولم ولن يقدر إنسان على زعزعة استقرارها ومهما حاول الفسدة والأفاقين والمستغلين وأصحاب المصالح والأجندات إفساد ذلك أو تزوير الحقائق والتلاعب بالألفاظ.

أزمة الإرهاب قديمة قدم الإسلام

ويعد التطرف الفكري والإرهاب ومحاولة التضليل واستغلال النصوص القرآنية أسوء استغلال، من خلال التلاعب بالتفاسير، ومقاصدها قديم قدم العهد بالاسلام، وأزمة حقيقة أودت بكثير من المسلمين في حفرة الإرهاب وخندق القتل وسفك الدماء، وسبق وان حذرنا الرسول الكريم محمد "صلي الله عليه وسلم"، من تفشي الظاهرة التي بدأنا نستشعر خطرها الآن بقوة، والتي عايشها علي رضي الله عنه عند مواجهته للخوارج.

ورصدت "العربية نيوز" من خلال سطور هذا التحقيق آراء أساتذة العقيدة والفقه المقارن ورجال الفتوي حول محاولة البعض توجيه تفسير آيات القرآن جهة الأغراض والمصالح والتضليل واستقطاب الشباب نحو التهلكة، وكيفية قناعة الكثيرين بسهولة لمثل تلك الأفكار.

التفسيرات الشاذة هدفها استقطاب الشباب

فى البداية يقول الدكتور عبدالعزيز النجار، عضو لجنة الفتوى بالأزهر، إنه لا يجوز في أي حال من الأحوال تفيسر القرآن على حسب الهوى، ولا من أجل أن يخدم قضية بعينها مثل بعض التأويلات التي يستخدمها ما يطلق عليهم علماء الجماعة الإسلامية من أجل تطويع النصوص لاستثمار أحكام من شأنها أن تمرر الجرائم التي يقوم بها هؤلاء القتلي الذين لا يخشون في الله لومة لائم.

وأضاف النجار في تصريحات خاصة لـ"العربية نيوز"، أن من يطلق عليهم علماء يلبسون على الناس الحق بالباطل من أجل استقطاب أكبر عدد من الشباب وتضليلهم عن طريق التفسيرات الشاذة وغير المصدقة، وهذا إن دل على شيء فهو يدل على الجُرم الكبير الذي يفعله هؤلاء من الجماعات الإسلامية.

الجهاد غير مشروع إلا لدفع العدوان

وأوضح الدكتور محمد عبدالعاطي، أستاذ العقيدة والفلسفة عميد كلية التربية بجامعة الأزهر سابقًا، إن جماعات الفكر المتطرف تتبع أسلوب التفسيرات المغالية المتعنتة لآيات القرآن، فيقوموا بلوي عنقها حتى تتماشى مع ما يتناولوه من أغراض ومصالح.

وأضاف عبد العاطي في تصريحات خاصة لـ"العربية نيوز"، أن الجماعات المتطرفة تقوم بوضع استراتيجية وفقا لأهدافها ثم يدعموها بالتفاسير المغلوطة لآيات القرآن حتى يبرروا لأنفسهم ولأتباعهم عمليات القتل وسفك الدماء معتمدين على إثارة العاطفة، بأن القول من الله أو الرسول، مشيرًا إلى أن التطرف الفكري قديم العهد بالإسلام حيث يوجد من السنة الـ3 هجريًا.

وأكد أستاذ العقيدة والفلسفة، أن النظرة الصحيحة لمفهوم الجهاد بمعني القتال، أنه غير مشرع إلا في حالات دفع العدوان فقط لا غير، وأن غيره من تفاسير الجهاد كان جهادًا للنفس وجهادًا في فهم القرآن، نافيًا أي محاولة إلى عنق آيات الجهات وتحيدها جهة القتال وسفك الدماء.

الإخوان والتكفيريون ليسوا سبب التفسير المغلوط


وفى السياق ذاته، قال الدكتور أحمد كريمة أستاذ الفقه المقارن والشريعة الإسلامية بجامعة الأزهر، إن الفكر الإرهابي والتفسير المغلوط للآيات القرآنية وفقا للأهواء والمصالح قديم العهد بالإسلام، مشيرًا إلى أن الخوارج موجودون منذ عهد سيدنا على وحذر من ظهورهم رسولنا المصطفى.

وأضاف كريمة في تصريحات خاصة لـ"العربية نيوز"، أن ظاهرة تفشي الإرهاب بكافة نواحي الأرض لا يعني أن عملية التفسير المغلوط للآيات القرآنية حديث العهد بسبب الإخوان وفكر حسن البنا وأحمد السكري وتنظيمات التكفير والهجرة والسلفية الجهادية؛ إنما هي ظاهرة تواجه الإسلام منذ ظهوره وحذر منها الرسول قبل وفاته.

وتابع: "من يؤمن بالتفسيرات المغلوطة للآيات القرآنية هو شخص تم مسح مخه بالكامل، فالمواجهة الفكرية ممكنة لكن تحتاج إلى سعى جاد من الحكومة والمؤسسات التي يتسم أداؤها بالتواضع والاكتفاء بكلام إنشاء مثل تجديد الخطاب الديني".

وأضاف أستاذ الفقه المقارن أن الفكر السلفي المتفشي بكافة البلدان العربية هو أساس ظاهرة التطرف الفكري والاستشهاد المغلوط بالآيات، مشيرًا إلى أنه حارب ذلك الفكر خلال مسيرته، وله أكثر من كتاب في ذلك منها "ظاهرة العنف المعاصر"، مؤكدًا على أن تحريف النص القرآني أزمة قديمة والوضع الحالي من نتاجها.