"روشتة" من رئيس جامعة القاهرة لمواجهة المكافآت بالمؤسسات الحكومية
قال الدكتور جابر نصار رئيس جامعة القاهرة: إن هناك أنماطا من المكافآت تعتبر في حقيقتها إهدارا كبيرا للمال العام.
وذكر نصار، في تدوينة له على موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك": "هناك أربعة نماذج لهذه المكافآت توجد فى كل المؤسسات الحكومية، "مكافآت القطيع"، مؤكدا أنها أخطر أنواع المكافآت التى تهدر المال العام وأكثرها كلفة، وتقوم على تقرير صرف المكافأة لكل المنتسبين للمؤسسة بغض النظر عن إنتاجهم أو كفاءتهم، ويستوى فيها من يحضر ومن يغيب، ومن يعمل ومن لا يعمل، ومن هو نشط مع الكسول، وهو نمط مدمر ومهلك، ومحبط"، مضيفا: "الحمد لله لم يعد له وجود فى منظومة جامعة القاهرة".
وأردف أن من بين المكافآت التى تهدر المال العام، المكافآت المتكررة، وتعنى بصرف أكثر من مكافأة عن عمل واحد، ولكن بأكثر من وجه، وأكثر من مسمى، وفى توقيتات مختلفة، مؤكدا أن البيروقراطية المصرية بارعة فى ذلك.
كما استعرض نصار "مكافآت الترضية"، وتشيع فى الإدارات الحكومية هذه الصورة، وهى تعنى أنه حين تقرر مكافأة إدارة ما، فلابد من مكافأة الإدارات الأخرى بنسب اقل، وهكذا، فمثلا حين تكافئ إدارة لانها قامت بعمل معين، عليك الا تنسي إدارة ب و ج و د مثلا و"كله لازم يذوق"، وهنا تقفز قيمة المكافأة إأضعافا مضاعفة، والقيمة على حساب صاحب المحل، المال العام.
وأشار الدكتور جابر نصار، إلى أن مكافآت اقتسام الحصيلة، وتعنى أن الإدارة التى تحصل الأموال تأخذ نسبة منها وصلت فى بعض الأحيان 25%، وهذا أمر بالغ الغرابة، وهو نمط كان من أصعب الأنماط فى التغلب عليه، مستدركا "ولعلنا نرى بعض المؤسسات التى يتحدث الموظفون فيها عن حقهم بنسبة فيما يحصلون".
واختتم نصار قائلا: "مواجهة هذه الأنماط أدت إلى توفير مئات الملايين فى جامعة القاهرة فى سنتين ونصف، مكنت الجامعة من الصرف على كل الملفات التى كانت مركونة منذ أكثر من ربع قرن مثل مستشفى ثابت ثابت، وتحديث الفرنساوى، ومضاعفة ميزانية البحث العلمى أكثر من عشرة أضعاف، وتحديث البنية التحتية للجامعة، وتشغيل مستشفى الطوارئ 185، وتطوير العملية التعليمية والبحثية، دون اللجوء إلى الموازنة العامة، ودون زيادة فى ميزانية الجامعة، هذه التجربة تؤكد أن مصر دولة لاتنقصها الموارد، فهى دولة غنية، وإنما ينقصها حسن إدارة الموارد، مرة أخيرة، الإصلاح الإداري هو الفريضة الواجبة فى الدولة المصرية".