مدد يا أم هاشم.. جدل حول الاحتفال بمولد السيدة زينب.. باحث في الفرق والملل: عادة وثنية.. داعية إسلامي: "رقص وسرقة وفوضى".. وأزهريون: من معالم التاريخ الإسلامي
تستعد محافظة القاهرة، للاحتفال بمولد السيدة زينب خلال اليومين المقبلين، ومع بداية الاحتفال بالمولد، تبدأ معركة الحكم الشرعي بين المؤيد لفكرة الاحتفال وبين من يحرم ذلك ويعتبرها عادات وثنية، ودليل على البعد عن الدين.
"العربية نيوز" استطلعت آراء الفريقين المؤيد والمعارض لفكرة الموالد للأولياء الصالحين، ومن بينها مولد السيدة زينب.
الاحتفال بمولد السيدة زينب "عادة وثنية"
في البداية، انتقد الدكتور محمود عامر، الباحث في الفرق والملل الدينية، من يدعو إلى الاحتفال بمولد السيدة زينب أو غيرها من الموالد المتشابهة، مشيرًا إلى أنه لا يوجد أي فقيه لديه ذرة علم يجيز الاحتفال بالموالد، فهذا حرام شرعًا، ومن يحلل ذلك عليه أن يجيبنا من أين أتى بالأدلة التي تحلل ذلك الاحتفال.
وأضاف "عامر" في تصريحات لـ"العربية نيوز"، أن الاحتفال بالموالد بكل أنواعها يُعد مظهرًا من مظاهر التخلف والبعد عن الدين، واصفًا ما يحدث في هذه الموالد بإحياء للعادات الوثنية بكل معانيها.
الموالد في مصر "رقص وسرقة وفوضى"
فيما أكد أشرف سعد محمود، الداعية الإسلامي، أن الاحتفال بمولد السيدة زينب وغيرها من موالد الأولياء الصالحين رضي الله عنهم، أمر مستحب، ولكن فى إطار الاحتفال الذي يليق بذكرهم، حتى تكون مناسبة أخلاقية وتربوية، مستشهدًا بقوله تعالى: "وذكرهم بأيام الله".
وأكد "محمود" في تصريحات خاصة لـ"العربية نيوز"، أن المصريين حولوا الاحتفال بموالد الله الصالحين من التذكرة بهم وبسيرتهم العطرة إلى "كرنفالات شعبية"، مشيرًا إلى أن انتشار الممارسات البغيضة التي يرفضها الإسلام مثل الاختلاط بين النساء والرجال، والسرقات، والرقص، والفوضوية.
وأشار إلى مجالسة علماء الدين في هذه المناسبات، لكي يتم الاحتفال في المنظور الشرعي وليس المداحين، لمعرفة السيرة الذاتية الصحيحة لـ"الأولياء".
الاحتفال بـ"المولد" من معالم التاريخ الإسلامي
وأكد الدكتور أحمد كريمة، أستاذ الفقه المقارن والشريعة الإسلامية بجامعة الأزهر، أنه لا بأس بالاحتفال بموالد الله الصالحين، إذا كانت عن طريق التذكرة بسيرتهم الصالحة.
وأضاف "كريمة" في تصريحات خاصة لـ"العربية نيوز"، أن احتفال المسلمين بالأولياء في المنظور الشرعي للانتفاع من مواقف أولياء الله الصالحين، يعد من معالم التاريخ الإسلامي.
وأشار "كريمة" إلى ضرورة ترشيد الاحتفال بالموالد لكي تختصر على الأداء العلمي الدعوي التربوي فقط، لافتًا إلى أن الأمور المنتشرة بالموالد من نوم الناس على أرصفة الشوارع وفى الخيم، أمر غير مستحب ومرفوض.
من يكفّر الاحتفال بمولد السيدة زينب "دواعش"
ورفض الدكتور محمود أبوالفيض، عضو المجلس الأعلى للطرق الصوفية، الحديث أن الاحتفال بمولد السيدة زينب عادة وثنية، قائلا: إن "ذلك الكلام لا يدل سوى على اعتناق من يقول ذلك للفكر الوهابي الذي يعتنقه جماعة داعش والجماعات التكفيرية التي تكفر كل من يعارضها".
وأضاف عضو المجلس الأعلى للطرق الصوفية لـ"العربية نيوز": "إن من يكفر الاحتفال بالموالد لا يميز بين الشرك والاحتفال، حيث إن الاحتفال بأهل البيت شيء غير مكروه في الدين بل ومكرّم عند المسلمين"، قائلًا: "نحن لا نعبد السيدة زينب ولكن أقل ما يمكن أن نقدمه لها وهي من قرابة سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم هو زيارتها والاحتفال بمولدها".
أما عن مظاهر الاحتفال بالمولد، فقال "أبو الفيض" إنه لن يكون أي مظهر من مظاهر الاحتفال سوى قراءة القرآن والإنشاد الديني وإلقاء الدروس العلمية.
تكفير المحتفلين بمولد السيدة "لا يجوز"
قال الدكتور علي أبوالخير، الباحث في الشئون الصوفية والسلفية، إنه لا يجوز تكفير من يحتفل بموالد أهل البيت مثل السيدة زينب، ووصف ذلك بالعبادات الوثنية، لأن الأزهر الشريف أجاز ذلك مما يعني أنه لا يرى فيه غضاضة، ولو كان ذلك من العادات الوثنية فإنه يمكننا أن نعتبر زيارة قبر الرسول من تلك العادات.
ووصف "أبو الخير"، في تصريحات لـ"العربية نيوز"، تلك الاحتفالات بالوسيلة التي تشفع للشخص عند ربه، مؤكدًا ذلك بمقولة الشيخ الشعراوي "الأرواح تلتقي في البرزخ".
وأضاف "أبو الخير": "إن الاحتفال يكون على مدار أسبوع، وفي الليلة الختامية يخرج إمام المسجد للناس ليأمرهم بالعودة إلى منازلهم، كما تحتفل وزارة الأوقاف معنا بحضور الشيخ التهامي المنشد".