تقرير فرنسي يكشف علاقة حزب الله وعائلة "الحريري" بغسيل الأموال وتجارة المخدرات
كشف تحقيق صحفي لوسائل إعلام فرنسية، معلومات عن شبكة لتبييض الأموال وتجارة المخدرات، عبر وسطاء لبنانيين يشتبه أن تكون لهم علاقة بحزب الله اللبناني وعائلة الحريري.
وذكرت الصحف الفرنسية "لوجورنال دو ديمانش" و"لوباريسيان"، يوم الأحد الماضي، أن وكالة (DEA) الأمريكية، وهي الوكالة الفدرالية لمكافحة المخدرات، وعناصر فرنسيين من المكتب المركزي لمكافحة الجريمة (OCRGDF) عملوا لمدة سنة للكشف عن هذه الشبكة، التي تمتد من كولومبيا إلى لبنان.
ويرتكز هذا التنظيم على تدخل وسطاء يشترون بأموال كولومبيين يتاجرون بالمخدرات في أوروبا، سيارات وساعات فاخرة يرسلونها إلى لبنان لتباع هناك وتوفر "مالا نظيفا". ثم تحول أموال طائلة بعد ذلك إلى من له الحق في كولومبيا. وأموال أخرى تحول مباشرة عبر مهربين انطلاقا من باريس، خاصة، نحو بيروت.
وفي بداية 2015، فتح ملف في هذا الشأن وتولى القاضي بودوان توفنو متابعته، وسرعان ما أدت التحريات إلى "جامعي الأموال" و"غاسليها" أغلبهم من أصل لبناني. كان الأولون مكلفون بتسلم الأموال في إيطاليا وإسبانيا وفرنسا وألمانيا وبلجيكا وهولندا، في حين كان أخرون يشترون البضائع الفاخرة نقدا ويبيعونها في مرحلة أخرى بلبنان. وكان التنظيم المحبك يدور على هذا النحو منذ سنوات.
وفي يناير 2016، تم توقيف قرابة 15 شخصا عبر القارة الأوروبية في حين لا يزال البحث عن آخرين جاريا. وحسب المحققين الأمريكيين فإن حزب الله اللبناني المدعوم من إيران أحد أهم المستفيدين من هذا التنظيم.
ويشتبه المحققون الأمريكيون في أن حزب الله اللبناني مستفيد من هذه الشبكة، كما كشف التقرير حسب وسائل الإعلام الفرنسية أن عائلة الحريري كانت مذكورة وعثر على اسم أخيه فهد ضمن قوائم اتصالات تلفونية لأعضاء من الشبكة.
وحسب أحد "جامعي الأموال" الذي حققت معه الشرطة الفرنسية، فإن مبالغ كبيرة سلمت لمحامي لبناني في باريس يعمل لصالح رئيس الوزراء السابق. وحسب شهادة أخرى نقلتها صحيفة "لوباريسيان"، أكد أحد "جامعي الأموال" أن 7 ملايين يورو سلمت للمحامي لفائدة سعد الحريري والذي تواجه شركته للبناء والمقاولات صعوبات مالية منذ بضعة أشهر.
ويفتح هذه التحقيق العديد من التساؤلات بخصوص ما إذا كان حزب الله وسعد الحريري رغم العداء الحاد بينهما، ورغم أن التحقيق حول اغتيال رفيق الحريري أشار بإصبع الاتهام نحو حزب الله، مستفيدين من الشبكة نفسها ومن مصدر التمويل غير الشرعي ذاته؟.