وهم برلمان المستقلين
وهم برلمان المستقلين
التحليل السياسى أنه يقوم على معلومات، وعندما تأكدت أن الذين يمارسون هذه المسألة بصدد الانتخابات البرلمانية، سمحت لنفسى بالسخرية المهذبة منهم، فأطلقت عليهم «المحللاتية»، وابتعدت عن التركيز فيما يقولون، منشغلا بالمعلومات على الأرض مع الاجتهاد فى دراسة التفاعلات الناتجة عن مسار العملية الانتخابية.
ظهرت نتائج المرحلة الأولى لتقدر الأحزاب على تجاوز نصف أعداد الناجحين، عكس ما بشر به «المحللاتية»، كذلك استطلاع حضور أقل من المتوسط إسقاط حزب «النور» بالضربة القاضية، وعجز أباطرة الحزب الوطنى عن تحقيق نجاح كان يؤكده «المحللاتية»، ولنا فى عمر هريدى وحازم حمادى وعمر الطاهر نماذج- فضلا عن آخرين- واستطاع أكثر من 12 شابا- دون 35 عاما- قهر المستحيل، ونجحوا فى معارك شرسة، رغم حديث اليأس والإحباط الذى كانت تبثه وسائل الإعلام، وساسة الزمن القديم، بل إن خمس سيدات نجحن فى انتزاع مقاعد البرلمان، متقدمات على رجال مشهود لهم بقدرات خاصة فى الانتخابات، وتوزع نجاحهن ما بين الإسكندرية «هند قبارى»، وإمبابة «نشوى الديب»، و«شادية ثابت» إلى إدفو «منى شاكر»، مرورا بالوراق وأوسيم «هيام فتحى»، وبقيت إعادة دمنهور التى كانت تتصدرها «سناء برغش»، وفى قلب أسيوط قدم الشعب نائبا مسيحيا، ويمكننا حصر الذين أنفقوا الملايين وسقطوا أمام أسماء يحترمها الشعب، سنجد أنهم كثر.
ولنا فى فوز «كمال أحمد» نموذج، وبإضافة عدد الوجوه الجديدة على الممارسة البرلمانية، وهو يتجاوز نصف عدد الناجحين، سنجد أن كل ما بشر به «المحللاتية» عبر الشاشات وفى الصحف، أكد أنهم كانوا يتحدثون عن انتخابات غير التى جرت على الأرض، وكانوا يحدثون شعبا غير «الشعب المصرى الشقيق»!! أخشى أن يعتبر هؤلاء المرحلة الأولى بوصلة جديدة، يأخذون اتجاهها لمواصلة «الرغى السياسى»، لأن المرحلة الثانية ستختلف كثيرا عن الأولى، وستشهد مفاجآت مدوية فى مقاعد الفردى وبالنسبة للقوائم.
كما أن الإقبال فيها على التصويت سيرتفع نسبيا، وسيكون للشباب أدوار مختلفة كمرشحين وناخبين، وعلى نهج «المحللاتية» أنصح هواة الممارسة السياسية بالتوقف عن مجرد الاعتقاد فى أن المستقلين يمكن أن يقودوا برلمان