عاجل
السبت 23 نوفمبر 2024
رئيس مجلس الادارة
رجب رزق
رئيس التحرير
سامي خليفة
الرئيسية القائمة البحث

المواقف المتباعدة لأطراف الأزمة في اليمن تهدد جهود الأمم المتحدة بالفشل

اسماعيل ولد الشيخ
اسماعيل ولد الشيخ أحمد مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة

تهدد المواقف المتباعدة لأطراف الأزمة اليمنية بفشل جهود الأمم المتحدة لحث هذه الأطراف على الدخول في مفاوضات لحل الأزمة، خاصة بعد ثبوت تباين وتباعد هذه المواقف بصورة تبعث على التشاؤم، إلى الحد الذي حذر فيه إسماعيل ولد الشيخ أحمد مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة أمس الثلاثاء من أن الأوضاع في اليمن مرشحة لبلوغ مراحل الخطورة ما لم تعد الأطراف إلى محادثات السلام كخيار بديل ووحيد لإنقاذ الشعب اليمني.

ويأتي هذا التحذير على لسان المبعوث الأممي على الرغم من اعتزامه القيام بجولة خليجية والاجتماع بأطراف الأزمة في الرياض ومسقط بعد تلقيه ضمانات خطية من جماعة أنصار الله الحوثيين وحليفهم الرئيس السابق علي عبدالله صالح رئيس حزب المؤتمر بتنفيذ قرار مجلس الأمن رقم 2216 في ضوء النقاط السبع التي توصل إليها وفد الجماعة والمؤتمر في محادثاتهم معه في مسقط.

وقد جاء رد الحكومة اليمنية الشرعية على الدعوة إلى عقد محادثات سلام رافضًا لأي حوار سياسي مع الحوثيين.

وقال وزير الخارجية رياض ياسين في مؤتمر صحفي عقده أمس في السفارة اليمنية بالرياض أن الحكومة لن تجرى أي حوار سياسي يعطي الحوثيين فرصة فرض مطالبهم بالقوة، مشيرًا إلى أن هناك قرارًا دوليًا واضحًا لمجلس الأمن والحكومة تريد مشاورات لتطبيقه بشكل سلمي وهذا لا يعني الدخول في حوار سياسي شامل لكل اليمنيين فلا يمكن أن نذهب إلى حوار سياسي يعطى لميليشيات استخدمت القوة والعنف الحق في أن تفرض رأيها بقوة السلاح.

ويؤكد هذا الموقف أن الحكومة اليمنية لم تغير رأيها في النقاط السبع التي توصل إليها المبعوث الأممي مع الميليشيات والتي وصفتها يوم الخميس الماضى بالمناورات من جانب الحوثيين وصالح موضحة أنها مستعدة لأي حوار مع الميليشيات بعد الإعلان الصريح من قبلهم بقبول تنفيذ القرار مع تحفظهم على النقاط السبع.

وأكدت الحكومة أن الميليشيات تعاني من هزائم في كل الجبهات وهو ما أدى بهم الى اتخاذ هذه الخطوة والتى تعد مناورة منهم .

وجاء هذا الموقف القاطع من جانب الحكومة اليمنية بعد يوم من لقاء عقده الرئيس اليمن السابق علي عبدالله صالح مع قناة الميادين، والذي حمل فيه الرئيس اليمنى عبدربه منصور هادي مسئولية الحرب التي تشهدها اليمن واستمرارها وقال إن المؤتمر وأنصار الله قدموا التنازلات لوقف الحرب وأنهما سيتعاملان بإيجابية مع القرار الدولى مطالبا الأمم المتحدة بوقف الحرب.

وبعد ساعات من المؤتمر الصحفى لوزير الخارجية اليمنى جاء الدور على عبد الملك الحوثى زعيم جماعة أنصار الله ليدعو الشعب اليمنى في خطاب له مساء أمس إلى مواجهة ما وصفه بالاحتلال والتصدى لكل محاولات احتلال ما بقي من البلد.

ودعا الحوثي الشباب إلى دخول معسكرات التدريب والذهاب إلى الجبهات للقتال كما دعا المثقفين والإعلاميين الى التعبئة الثقافية والاعلامية في كل أوساط الشعب ورجال الاعمال الى توفير احتياجات الشعب في محاولة لحث اليمنيين الوقوف الى جانب جماعته والتى تواجه هزائم متتالية منذ شهرين متجاهلا معاناة اليمنيين في المحافظات التى تحت سيطرتهم خاصة في تعز.

وجاء خطاب الحوثي أمس وكأنه تكرار للخطابات السابقة منذ أن بدأت عاصفة الحزم التي تقودها المملكة العربية السعودية منذ في أواخر شهر مارس الماضى واستمرار محاولاته في التنصل من مسئوليته وجماعته وصالح عما وصلت إليه الأوضاع في اليمن مع أنهم من بدأوا الانقلاب على الشرعية واحتلوا صنعاء وأطاحوا بالرئيس عبدربه منصور هادي وحكموا البلاد ثم أعلنوا الحرب على الجنوب بعد لجوء الرئيس إلى عدن.

ويبقى الشعب اليمني هو الطرف الوحيد الذي يعاني من الأوضاع التي فرضتها الجماعة وصالح عليه ولم يتطرق الحوثي وصالح إلى معاناته، فهو لا يجد أبسط مقومات الحياة من كهرباء مقطوعة منذ 6 أشهر واختفاء الغاز المنزلي وارتفاع أسعاره لدرجة أدت بالنساء أمس الى التظاهر في العاصمة ليسمع المسئولون أصواتهن بدلا من أن يبرروا اختفاء أسطوانات الغاز من الأسواق وتوافرها في السوق السوداء وارتفاع أسعار المواد الغذائية إلى النصف في بعض السلع وارتفاع قيمة الدولار إلى 250 ريالًا بزيادة 35 ريالًا عن السعر الرسمي وسط محاولات لوقف هذا الارتفاع بمنع البنوك من التعامل بالدولار حتى الأموال الواردة من الخارج يتم صرفها بالسعر الرسمي وغير ذلك من المشاكل التي حولت حياته إلى جحيم.

وهكذا فإن الوضع في اليمن سيظل على ما هو عليه حتى يتم حسم الأمر عسكريًا اللهم إلا إذا حدث تطور يؤدى إلى التوافق على بدء محادثات سياسية وهو أمر لن يتحقق في ظل هذه المواقف المتباعدة.