عاجل
الخميس 06 فبراير 2025
رئيس مجلس الادارة
رجب رزق
رئيس التحرير
سامي خليفة
الرئيسية القائمة البحث

بعد فشل جميع العلاجات.. الذكاء الاصطناعي ينقذ حياة مريض مصاب بمرض نادر

أرشيفية
أرشيفية

نجح الذكاء الاصطناعي في إنقاذ حياة مريض كان في المراحل الأخيرة من مرض "كاسلمان" متعدد المراكز مجهول السبب (iMCD)، وهو مرض نادر ذو معدل بقاء منخفض وخيارات علاج محدودة.

جاء هذا الاكتشاف بعد تحليل أكثر من 4 آلاف دواء موجود، حيث تمكنت أداة ذكاء اصطناعي من تحديد "أداليموماب"، وهو جسم مضاد وحيد النسيلة معتمد من إدارة الغذاء والدواء الأمريكية، كأفضل علاج محتمل للمرض.

واستخدم فريق البحث من كلية بيرلمان للطب بجامعة بنسلفانيا تقنية تعلم الآلة لاكتشاف العلاقة بين "أداليموماب" ومرض iMCD. وأظهرت التجارب أن هذا الدواء يستهدف عامل نخر الورم (TNF)، وهو بروتين التهابي وُجد أن مستوياته مرتفعة لدى المرضى الذين يعانون من الأشكال الأكثر خطورة من المرض.

وبعد تحليل هذه البيانات، قرر الطبيب ديفيد فايغنبوم، الباحث الرئيسي في الدراسة، والطبيب لوك تشين، أخصائي أمراض الدم في مستشفى فانكوفر العام، تجربة الدواء لأول مرة على مريض كان قد فشلت جميع العلاجات الأخرى في مساعدته.

وقال فايغنبوم: "كان المريض في طريقه إلى الرعاية النهائية، لكنه الآن بعد قرابة عامين في حالة تعاف تام. هذا إنجاز لا يقتصر على هذا المريض فقط، بل يفتح آفاقا لاستخدام الذكاء الاصطناعي في العثور على علاجات لأمراض أخرى".

وتعتمد هذه الدراسة على مفهوم إعادة توظيف الأدوية، أي استخدام أدوية موجودة لعلاج أمراض لم تُصمم لها في الأصل. فبينما قد تبدو الأمراض مختلفة في الأعراض والأسباب، فإنها قد تتشارك في آليات بيولوجية مشتركة، ما يجعل بعض الأدوية فعالة لعلاج حالات غير متوقعة.

يذكر أن فايغنبوم نفسه مصاب بمرض iMCD، وقد تمكن قبل أكثر من عقد من اكتشاف علاج أعاد توظيفه لإنقاذ حياته، ما أبقاه في حالة تعاف منذ ذلك الحين. وهذه التجربة ألهمته للمشاركة في تأسيس منظمة Every Cure، التي تهدف إلى تسخير الذكاء الاصطناعي لتحليل الأدوية المعتمدة والبحث عن علاجات للأمراض النادرة.

ورغم ندرة مرض كاسلمان (وهو اضطراب نادر يصيب العقد اللمفاوية ويؤدي إلى فرط نشاط الجهاز المناعي، ما قد يسبب التهابا شديدا ومضاعفات خطيرة)، إذ يتم تشخيص نحو 5 آلاف حالة سنويا في الولايات المتحدة، إلا أن نتائج هذه الدراسة قد تساعد في إنقاذ العديد من المرضى الذين يعانون من الأعراض نفسها.