دراسة: سرعة تطور الرجال تساهم في تعزيز قوتهم وجاذبيتهم مقارنة بالنساء

وجدت دراسة جديدة أن الرجال يتطورون بمعدل أسرع من النساء من حيث الطول والوزن، وذلك بفضل عدة عوامل.

بحثت الدراسة، التي حملت عنوان "الجسد الذكري المثير والرائع: الطول والوزن عند الرجال يعتمدان على البيئة والصفات الجنسية المختارة"، في طول ووزن أكثر من 135 ألف شخص من 62 دولة، استنادا إلى بيانات منظمة الصحة العالمية لعام 2003.

وقارن باحثو جامعة جنوة في إيطاليا، بين هذه البيانات وبين مقياس "مؤشر التنمية البشرية" (HDI)، الذي يقيس رفاهية الإنسان في الدول المختلفة، بهدف فحص تأثير العوامل البيئية على النمو (ظروف المعيشة مثل الغذاء الأفضل والرعاية الصحية وقلة الضغوطات).

ووجد الباحثون أن الأشخاص الذين يعيشون في دول ذات درجات منخفضة في مؤشر التنمية البشرية، حيث تنتشر الأمراض المعدية وسوء التغذية، يعانون أكثر من أولئك الذين يعيشون في دول ذات مستويات رفاهية أعلى. وفي المقابل، أظهرت النتائج أن الرجال الذين يعيشون في دول ذات درجات عالية في هذا المؤشر ينمون بمعدل أسرع، حيث يزداد طولهم بمقدار 1.5 بوصة ويكتسبون 14 رطلا (6.35 كغ) من العضلات مقابل كل زيادة قدرها 0.2 في مؤشر التنمية البشرية.

وأوضح فريق البحث أن هذا التطور بين الرجال يتماشى مع النظرية التطورية التي ترى أن سمات مثل الطول والقوة هي إشارات على الصحة والقدرة على البقاء، ما يجعل الرجال الأطول وذوي العضلات أكثر جذبا.

ولاحظت الدراسة ازدواجية الحجم الجنسي (SSD) في العديد من الأنواع الحيوانية، حيث يكون الذكور أكبر حجما بكثير من الإناث. على سبيل المثال، في الفيل البحري، قد يزن الذكور 10 أضعاف وزن الإناث.

كما بيّنت أن النساء تميلن إلى البحث عن شريك أقوى وأكثر صحة، وهو ما يتماشى مع ما لوحظ في العديد من الأنواع الحيوانية.

وقال الباحثون: "تشير تحليلاتنا إلى أن تحسن الظروف الاجتماعية والبيئية يساهم في زيادة الطول والوزن لدى الأفراد، ولكن الزيادة كانت أكبر بين الرجال مقارنة بالنساء، ما يؤدي إلى زيادة ازدواجية الحجم الجنسي. وهذه النتائج تبرز أن الرجال أكثر حساسية لظروف المعيشة من النساء، خاصة فيما يتعلق بالطول والوزن".

وأشاروا إلى أن هذه الظاهرة قد تكون مرتبطة بالطبيعة التطورية للبشر، حيث يُتوقع من الذكور التنافس جسديا على المكانة والسيطرة على الموارد. وأضافوا أن الحجم الأكبر، خاصة عندما يرتبط بكتلة عضلية أكبر، يتطلب تكلفة أعلى من حيث التطوير والرعاية الصحية.