في ذكرى انطلاق عمليات حفظ السلام.. مصر تضيف صوتًا قياديًا من الجنوب
أول مهمة قوات حفظ سلام عام 1948 كانت لمراقبة الهدنة بين العرب ودولة الاحتلال الإسرائيلي
60 مصريًا من حفظة السلام يخلدون ذكراهم في سبيل السلام
مركز القاهرة لتسوية النزاعات ركيزة أساسية لدعم جهود التفاوض
تحل هذه الأيام الذكرى السنوية الـ 76 لانطلاق عمليات الأمم المتحدة لحفظ السلام التي شارك فيها أكثر من مليون من حفظة السلام وخدموا تحت راية الأمم المتحدة عبر ما يزيد عن 70 عملية لحفظ السلام.
بهذه المناسبة تعاونت إلينا بانوفا، المنسقة المقيمة للأمم المتحدة بمصر، والسفير/ أحمد أبو زيد، المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية ومدير إدارة الدبلوماسية العامة بالوزارة، في إخراج مقال حمل عنوان: نحو عمليات حفظ سلام أممية أكثر فعالية وملائمة لتحديات المستقبل.. تأملات في 76 عامًا من عمليات حفظ السلام وسجل مصر الحافل.
وتقول "بانوفا" وأبو زيد" في المقال المشترك، إن حفظة السلام أصحاب الخوذات الزرقاء أسهموا على مدار 7 عقود في طي صفحات الصراعات وبدء مسارات التنمية المستدامة بعدد من البلدان.
كما أوضحا أنه رغم تلك الإسهامات وجهود حماية المدنيين وتوفير الضمانات الأمنية الأساسية والاستجابة للأزمات، إلا أن التحديات الماثلة أمام بناء السلام ما تزال كبيرة.
بداية عمليات حفظ السلام
بدأت عمليات حفظ السلام في الـ 29 من مايو عام 1948، حيث قرر مجلس الأمن حينها نشر مجموعة من المراقبين العسكريين لمراقبة الهدنة بين الدول العربية ودولة الاحتلال الإسرائيلي.
تجدر الإشارة إلى أن تلك المجموعة أطلق عليها اسم (يونتسو).
ومن حينها، ظلت قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة، أحد أفضل الوسائل والضمانات لتحقيق التهدئة في المناطق المضطربة حول العالم.
وعلى مدار السنوات الـ 76 الماضية، تطورت قوات حفظ السلام من كونها بدأت كـ مجموعات عسكرية صغيرة ذات تسليح خفيف ومهمتها رصد الخروقات والسعي لبناء الثقة نحو سلام مستدام، إلى لعب أدوار أكبر يشمل تسهيل العمليات السياسية ودعم الانتخابات واستعادة حكم القانون.
مصر داعم أساسي
بالعودة إلى مقال إلينا بانوفا، وأحمد أبو زيد، فإن مصر كانت ولا تزال إحدى الداعمين الأساسيين لجهود الأمم المتحدة لحفظ السلام، فقد بدأت أولى العمليات التي شاركت فيها مصر عام 1960 عندما أرسلت القاهرة قوات عسكرية للكونغو، كما وصل عدد حفظة السلام المصريين الذي ارتدوا الخوذات الزرقاء وخدموا تحت علم الأمم المتحدة، أكثر من 30 ألفًا، ضمن 37 بعثة لحفظ السلام في 24 دولة.
كذلك- ووفقًا للمقال - تعد جمهورية مصر العربية واحدة من كبريات الدول التي تساهم بقوات نظامية في حفظ السلام، وفي هذا الصدد تنشر مصر حاليًا 1602 من حفظة السلام من النساء والرجال ضمن عمليات تابعة للأمم المتحدة في الكونغو والسودان وجنوب السودان والصحراء الغربية.
وفي سجل الإنجازات المصرية الحافل فيما يتعلق بعمليات حفظ السلام، خلد 60 مصريًا من أصحاب الخوذات الزرقاء ذكراهم بتضحياتهم العظيمة وجادوا بأرواحهم في سبيل السلام.
واعترافًا من المجتمع الدولي بدور مصر في عمليات حفظ السلام، أعيد انتخاب القاهرة كمقرر خاص للجنة الأمم المتحدة الخاصة لعمليات حفظ السلام، بالإضافة إلى انتخابها مؤخرًا رئيسًا لمفوضية الأمم المتحدة لبناء السلام.
صوت قيادي من الجنوب
نظرًا للتغيرات التي طرأت على الساحة العالمية وتعقد البيئة الأمنية، عملت مصر من خلال مركز القاهرة الدولي لتسوية النزاعات وحفظ السلام على تيسير عمليات التدريب المدني الخاصة بقضايا السلم والأمن لجميع الدولة الإفريقية، ويتعاون المركز في هذا السياق مع أسرة الأمم المتحدة بمصر، بحسب المقال.
بالتالي أضافت مصر صوتًا قياديًا من الجنوب العالمي، بعدما صار مركز القاهرة لتسوية النزاعات وحفظ السلام، إحدى ركائز تعزيز الحوار وجهود التفاوض والوساطة، كما يعد المركز أحد أدوات الإنذار المبكر والاستجابة وإدارة الأزمات في أفريقيا العالم العربي.