تفجير برميل بارود جديد في الشرق الأوسط
كالعادة في صباح أي يوم عمل تصفحت البريد الإلكتروني (الإيميل)، كانت أبرز الرسائل الواردة تقريرًا خبريًا من وكالة أسوشيتدبرس الأمريكية (إحدى أكبر 5 وكالات أنباء عالمية)، وإذا بالتقرير يتحدث عن قصف باكستاني للأراضي الإيرانية، ويحصي سقوط عدد من القتلى.
إيران كانت قد بدأت يومي الإثنين والثلاثاء الماضيين، قصفًا لمنطقة بلوشستان الحدودية مع باكستان، مستهدفةً جماعة تسمى العدل تعلن مبايعتها لتنظيم القاعدة.
على إثر ذلك سحبت باكستان سفيرها من طهران، وعاد رئيس وزرائها بسرعة من منتدى دافوس.
برميل بارود آخر إذَا يتفجر في إقليم الشرق الأوسط، منذ أحداث غزة الدامية التي بدأت مع خروج شمس يوم 7 أكتوبر الماضي للحياة، ولم تخرج من حينها شمس اليوم التالي.
المسيرات - سلاح العصر - كانت أداة القصف الإيراني - الباكستاني المتبادل، وهي سلاح لا ينضب ويستحدث من العدم، وبالتالي لم تخترق أي دولة مجال الأخرى رسميًا.
إسلام أباد أطلقت اسم "مارج بار سارماشار ويعني بالعربية "الموت" على عمليتها النوعية ضد الانفصاليين البلوش القوميين، وهو اسم له دلالة، إذ كان أحد أيقونات ثورة الخميني الإيرانية، وكان هتافًا حينها - 1979 - مناهضًا للغرب ولإسرائيل.
الأصولية الإسلامية والقومية العرقية في منطقة الحدود الإيرانية - الباكستانية، برميل بارود ممتلئ ومضغوط بالشحنات التي يسهل تفريغها شُحنة بعد شحنة في مساحة مهيأة لصدام حضاري وثقافي وديني.
حروب الوكالة عن طريق الدول وعن طريق الفاعلين من غير الدول (الجماعات المسلحة باختلاف مسمياتها) بين الغرب والشرق تأخذ بالإقليم نحو مزيد من الدم وهو ضرائب المستضعفين والفقراء في حروب الكبار والأغنياء.
ولا يزال سكان الشرق الأوسط، أسرى الزمان والمكان، ينتظرون شمس اليوم التالي.