فولكر تورك: أزمة غزة تنتقل إلى مستوى إنساني جديد
علق فولكر تورك، مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان، على الأحداث الحالية في غزة، حيث لفت إلى أن التقارير أفادت بأن القصف والعمليات البرية التي نفذتها القوات الإسرائيلية في غزة الليلة الماضية كانت الأكثر كثافة حتى الآن، مما أدى إلى نقل هذه الأزمة الرهيبة إلى مستوى جديد من العنف والألم، مشيرًا إلى أن ما زاد من بؤس ومعاناة المدنيين أن الضربات الإسرائيلية على منشآت الاتصالات السلكية واللاسلكية وما تلاها من قطع الإنترنت قد تركت سكان غزة بلا وسيلة لمعرفة ما يحدث في جميع أنحاء غزة وقطعتهم عن العالم الخارجي.
وبحسب بيانٍ وزعه مركز الأمم المتحدة للإعلام بالقاهرة على الصحف ووسائل الإعلام المصري، ذكّر "تورك" جميع الأطراف بالتزاماتها بموجب القانون الإنساني الدولي والقانون الدولي لحقوق الإنسان.
واقع مروع
وفقًا للبيان، قال مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان، إن قصف البنية التحتية للاتصالات يعرض السكان المدنيين لخطر جسيم، مضيفًا أن سيارات الإسعاف وفرق الدفاع المدني، لم تعد قادرة على تحديد مكان المصابين أو آلاف الأشخاص الذين يقدر أنهم ما زالوا تحت الأنقاض، وكذلك لم يعد المدنيون قادرين على تلقي معلومات محدثة حول المكان الذي يمكنهم فيه الوصول إلى الإغاثة الإنسانية والأماكن التي قد يكونون فيها أقل عرضة للخطر، وإلى جانب أنه لم يعد بإمكان العديد من الصحفيين الآن الإبلاغ عن الوضع.
وتابع: "لقد فقدنا الاتصال بزملائنا في غزة الليلة الماضية، ولقد تحمل زملائنا أيامًا ولياليًا تحت القصف المتواصل لغزة، لقد فقدوا عائلاتهم وأصدقائهم ومنازلهم في الغارات التي أسفرت عن مقتل عدة آلاف في غضون ثلاثة أسابيع فقط وتدمير أحياء كاملة في جميع أنحاء غزة، لا يوجد مكان آمن في غزة ولا يوجد مخرج، أنا قلق للغاية على زملائي، كما أنا قلق على جميع المدنيين في غزة".
وقال فولكر تورك أيضًا: "عندما تنتهي هذه الأعمال العدائية، سيواجه الناجون أنقاض منازلهم وقبور أفراد أسرهم، إن إلحاق الجروح والصدمات بمئات الآلاف من الأشخاص لا يساعد أحدًا".
عواقب إنسانية مدمرة وطويلة الأمد
كما قال المسؤول الأممي، أن العواقب الإنسانية والمتعلقة بحقوق الإنسان سوف تكون مدمرة وطويلة الأمد، وقد مات الآلاف بالفعل، وكثير منهم من الأطفال، ونظرًا للطريقة التي تدار بها العمليات العسكرية حتى الآن، في سياق الاحتلال المستمر منذ 56 عامًا، فإنني أدق ناقوس الخطر بشأن العواقب الكارثية المحتملة لعمليات برية واسعة النطاق في غزة واحتمال تعرض آلاف آخرين من المدنيين للموت.
واختتم "تورك" تعليقه بالقول: "إن استمرار العنف ليس هو الحل، وإنني أدعو جميع الأطراف وكذلك الدول الثالثة، ولا سيما تلك التي تتمتع بنفوذ على أطراف الصراع، إلى بذل كل ما في وسعها لتهدئة هذا الصراع، والعمل على تحقيق الهدف الذي يتمكن فيه الإسرائيليون والفلسطينيون من التمتع الكامل بجميع حقوق الإنسان والعيش جنباً إلى جنب في سلام".