اليوم.. اجتماع قمة أهداف التنمية المستدامة بالأمم المتحدة
قمة أهداف التنمية المستدامة هي أحد المحاور الرئيسية للأسبوع رفيع المستوى للجمعية العامة للأمم المتحدة، حيث يجتمع قادة العالم اليوم الإثنين، وغدًا الثلاثاء، بهدف إعادة العالم إلى المسار الصحيح نحو مستقبل أكثر اخضرارا ونظافة وأمانا وعدالة للجميع.
وبحسب بيانٍ وزعه مكتب الأمم المتحدة للإعلام بالقاهرة على الصحف ووسائل الإعلام المصرية، تهدف قمة أهداف التنمية المستدامة إلى اعتماد إعلان سياسي تطلعي يؤكد من جديد على الالتزام بالوعد الرئيسي لخطة عام 2030 وهو عدم ترك أحد يتخلف عن الركب. ومن هذا المنطلق، يسعى المجتمعون على مدار يومين للتوافق على أفضل السبل للمضي قدمًا.
لماذا تعد قمة أهداف التنمية المستدامة مهمة؟
بدأ السباق العالمي لحماية البشر والكوكب في عام 2015 عندما تم اعتماد خطة التنمية المستدامة لعام 2030 وأهداف التنمية المستدامة السبعة عشر.
وتشكل تلك الأهداف خطة لتسريع الرخاء الاقتصادي والرفاهية الاجتماعية، وحماية الناس والبيئة في الوقت ذاته.
ويبقى عنصر الوقت عاملًا جوهريًا لاسيما وأن أهداف التنمية باتت في مأزق عميق ونحن في منتصف الطريق.
وقد تعطل التقدم في أعقاب جائحة كوفيد-19، وتفاقمت أزمة المناخ، وأصبحت الأهداف المتعلقة بالجوع، والصحة، والتنوع البيولوجي، والمؤسسات القوية، والتلوث، والمجتمعات المسالمة بعيدة عن المسار الصحيح.
وتسعى قمة أهداف التنمية المستدامة إلى البحث عن حلول لتغيير المسار السلبي الحالي.
غايات على المحك
إن 12% فقط من نحو 140 غاية من غايات أهداف التنمية المستدامة تسير على الطريق الصحيح.
وما يقرب من النصف حادت عن المسار بشكل معتدل أو شديد. كما أن حوالي 30 في المائة من تلك الغايات إما لم تشهد أي تحرك أو تراجعت إلى ما دون مستويات عام 2015 عندما تم تبني خطة 2030.
ومثال على هذا، سيستغرق الأمر 286 عاما وفقا للمسار الحالي لردم الهوة بين الجنسين على صعيد الحماية القانونية وإلغاء القوانين التمييزية (الهدف 5).
ولا تبدو الصورة جيدة فيما يتعلق بهدف التعليم الجيد. فتأثير سنوات نقص الاستثمار وفقدان التعلم يعني أنه بحلول عام 2030 سيكون حوالي 84 مليون طفل خارج المدرسة، بينما سيكون 300 مليون طفل أو شاب ممن يذهبون إلى المدرسة غير قادرين على القراءة والكتابة.
يذكر أن عدم تحقيق تقدم على صعيد أهداف التنمية المستدامة هو أمر عالمي، لكن البلدان النامية وأفقر سكان العالم وأكثرهم ضعفا يتحملون وطأة الفشل الجماعي على هذا الكوكب.
وعلى ضوء الاتجاهات الحالية، سيظل 575 مليون شخص يعيشون في فقر مدقع في عام 2030، ولن يتمكن سوى ثلث البلدان فقط من تحقيق هدف خفض مستويات الفقر الوطنية إلى النصف (الهدف 1).
ما هي الخطة لعكس الاتجاهات الحالية؟
قال الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش في وقت سابق: "لا يوجد كوكب بديل".
ولهذا السبب، يجتمع قادة العالم في قمة أهداف التنمية المستدامة. وبهدف تحفيز التوجه العالمي نحو إحراز تقدم، فقد اتفقوا على أن الوقت قد حان للدول والشركاء لتحويل الأقوال إلى أفعال من أجل تعزيز النتائج على الأرض.
ويشمل ذلك دعوة جميع البلدان وأصحاب المصلحة الرئيسيين والسلطات المحلية والقطاع الخاص والمؤسسات والمنظمات الخيرية والمجتمع المدني.
ما هو الهدف النهائي لقمة أهداف التنمية المستدامة لعام 2023؟
يعتمد رؤساء الدول والحكومات المشاركون في القمة إعلانا سياسيا. كما أنهم حددوا بالفعل التحديات وسبل المضي قدما في مسودة إعلان تمت صياغته في الفترة التي سبقت القمة.
وتنص المسودة على أن "تحقيق أهداف التنمية المستدامة في خطر. في منتصف الطريق نحو تحقيق أهداف خطة عام 2030، نشعر بالقلق من أن 12 في المائة فقط من أهداف التنمية المستدامة تسير على المسار الصحيح، وأن 30 في المائة منها تظل دون تغيير أو أقل من مستويات عام 2015".
وأضاف قادة الدول في مسودة الإعلان: "لا نزال متفائلين، لأن عالمنا وشعبه والأمم المتحدة لديهم تاريخ من الصمود والتغلب على التحديات".
ويلتزم القادة أثناء القمة بتكثيف جهودهم بما في ذلك القضاء على التلوث البلاستيكي وجسر الهوة الرقمية وجني فوائد الذكاء الاصطناعي.
وأيضًا قال قادة الدول في مسودة الإعلان: "يجب أن ترقى أفعالنا لحجم ونطاق الأزمات التي تؤثر على عالمنا. هذا الوضع يدفع العالم إلى مضاعفة جهودنا وإحداث انفراجه لتحقيق أهداف التنمية المستدامة بحلول عام 2030".