عنف وقتال طويل.. "الجارديان": سيعود العنف بالسودان مجددا وقد يكون الأسوأ
حذر تقرير بريطاني من الأيام القادمة فى السودان، معتبرا أن عملية إجلاء الرعايا على عجل تنذر بعنف أسوأ وقتال طويل حتى النهاية، وطالب بدعم فوري لدول الجوار التي تشمل مصر مطالبا بدعم فوري لهذا الدول نظرا لظروف هذه الدول الاقتصادية التى تعيق إدارتها لملف اللاجئين.
صحيفة الجارديان البريطانية، التى خصصت افتتاحيتها عن الوضع في السودان، وقالت إن هناك خوفا شديدا مما هو قادم هناك، خاصة أن وقف القتال لمدة 72 ساعة - فى إشارة للهدنة الأخيرة - لن يعني حدوث أي تحسن دائم في السودان بعيدًا عن احتمال حدوث تحسن دائم، وسيعود العنف مجددا وقد يكون أسوأ.
وحذرت الصحيفة البريطانية، من أن عمليات الإجلاء من العاصمة السودانية الخرطوم ومدن أخرى وإبعاد الرعايا الأجانب ستؤدي إلى قتال عنيف مع القليل من الاهتمام الدولي. يبدو أنهم يرون هذا على أنه قتال حتى النهاية بدون توقف.
ولفتت إلى أن القلق زاد في بريطانيا خاصة من أداء وزير خارجية المملكة المتحدة جيمس كليفرلي، الذي قرر مغادرة الدبلوماسيين أولا وترك رعايا بريطانيين هناك، وكان التواصل معهم ضعيفا وتأخرت رحلات إجلائهم.
لكن القضية الأكثر إلحاحا وفق "الجارديان"، هي ما سيحدث للمدنيين السودانيين. مئات الآلاف يتكدسون على الحدود، مع تقارير تفيد بالانتظار لمدة تصل إلى ثلاثة أيام للعبور إلى مصر، دون طعام أو ماء أو إمدادات طبية. ويقول آخرون إن السعودية تعطي الأولوية للمواطنين الأجانب لركوب سفن الإجلاء.
وهناك الكثير من المواطنين يواجهون احتمالية اشتداد القتال، مع تناقص مخزون الغذاء فى السودان وعدم وجود خدمات أساسية بالأماكن التي توقفت فيها الخدمات الطبية بشكل أساسي.
وانتقدت الصحيفة البريطانية، تجاهل طرفي الصراع -الجيش السوداني وقوات الدعم السريع- القاتل للمدنيين، حيث تتعرض المستشفيات والمنازل للهجوم. وحذرت منظمة الصحة العالمية من "خطر بيولوجي كبير" بعد أن احتل المقاتلون مختبرا للصحة العامة وطردوا العاملين فيه. كما تم إطلاق سراح سجناء، منهم سياسي سابق مطلوب في جرائم مزعومة ضد الإنسانية، مما زاد المخاوف من انقسام الصراع واتساعه.
وتقول الجارديان، إنه من الضروري أن يحصل أولئك الذين يحاولون الفرار على ممر آمن وملاذ آمن، ويجب على المجتمع الدولي الضغط على مصر وغيرها لتخفيف قيود التأشيرة وتسريع العبور، وكذلك مساعدة البلدان المضيفة على توفير الدعم اللازم عند الوصول.
لكنها حذرت في الوقت ذاته من أن الدول الفقيرة والهشة لا تستطيع إدارة هذا بمفردها، وتوقع قيامها بذلك سيزيد من مخاطر هذا العنف الذي يزعزع استقرار المنطقة الأوسع ويعرض الكثيرين للخطر.