د.إسلام عيسى أستاذ الأدب بجامعة برمنجهام بإنجلترا يكشف سر برنامج الملكة كيلوباترا
في الأيام السابقة أثار إعلان برنامج الملكة كليوباترا عبر شبكة نتفلكس ضجة عالمية وردود أفعال كثيرة ، وهنا يحاول الدكتور اسلام عيسى المصرى الانجليزى استاذ الادب والتاريخ بجامعة برمنجهام توضيح دوره في هذا البرنامج كالمصري الوحيد به.
أولاً : أنا إنسان يعتز بمصريته وكنت مهتماً أن يكون هناك صوت مصري في البرنامج ووافقت على هذا الأساس.
شركة الإنتاج التي تواصلت معي تابعه لويل سميث وزوجته وطلبوا مشاركتي كوني قد بحثت في حياة كليوباترا وتاريخ مصر ، وكوني حالياً من أهم المذيعين المصريين هنا كما انني أتممت كتاب يشمل تاريخ الإسكندرية بلدي وبلد أجدادي مع أكبر دار نشر في اوروبا والذي سيتاح في الأسواق هذا العام.
أحاول في حياتي المهنية أن أمثل مصر بأحسن وجه وفي ما يخص كليوباترا فقد قدمت برنامج وثائقي عبر الBBC أوضحت فيه أننا في مصر نحترم كليوباترا كقائدة وانسانة متعلمة وقدمت أيضاً معرض بمسقط رأس شكسبير قدمت به آثار وأفكار مصرية، إذاً حينما تواصل معي نتفلكس وطلب مني الاشتراك كنت متحمساً والدافع الأساسي لذلك كان مصريتي.
بالتأكيد أبديت برأيي في البرنامج وهو واضح، أن كليوبترا واجدادها حكموا مصر لفترة طويلة وبالتالي وإن كانوا يونانيين العرق فانهم أيضاً مصريين، وكليوبترا جمعت بين الثقافتين في زيها ولغتها واعتقاداتها.
هناك أشياء واضحة: أن كليوبترا من أصل يوناني وأن البطالمة كانوا يتزوجون من بعضهم البعض. لكن هناك أيضاً أشياء ليست واضحة، مثل هوية والدة كليوباترا ومن تكون جدتها من كلا الناحيتين. كان البطالمة لديهم جواري مصريات ومن الممكن أن تكون والدة كليوبترا أو جداتها من أصول مصرية وبالتأكيد لأثر ذلك على جيناتها.
ولأننا لا نعرف أصل والدتها وجداتها فإن كثيرا من الناس عبر التاريخ تخيلوها بأشكال مختلفة ولذلك في الإعلان التابع لنتفلكس اصرح انني اتخيلها بنفس بشرتي ولم أقل أنها بالتأكيد بنفس البشرة ولا أنها سوداء ولكن كمصري اتخيلها شبهي بلون قمحي وقد كتب أكبر المؤرخين تلك الاحتمالية من قبل بناءً على احتمالية عروق مصرية في سلالتها.
كما ذكرت بالتفصيل في كتابي عن الاسكندرية فإن عينات الDNA المسترجعة في مصر من المملكة الحديثة إلى العصر الروماني تكشف أن جينات المصريين لم تتجاوز ١٥٪ من افريقيا "جنوب الصحراء" ولا تتعدى ٢١% اليوم ولذلك وان كان من الصعب التأكد من أصل كليوباترا يمكننا أن نؤكد انه حتى مع وجود العرق المصري فمن الصعب أن تكن سوداء البشرة.
في الأخير فإن هناك توضيحات ذات أهمية. أولا أن البرنامج "دوكو دراما" أي أنه ليس وثائقي ولكن بعضه وثائقي وبعضه مسلسل ولم يقال لي في أي وقت أنه وثائقي بحت وبذلك فلن تكون جميع التفاصيل في الدراما دقيقة ومن ضمنها أحقية الإنتاج في اختيار الممثلين في الأدوار التخيلية للأشخاص التاريخية ( كما يقدم السيد المسيح بأشكال مختلفة حول العالم فنجده في اوروبا اوروبي وفي الصين صيني وفي افريقيا افريقي ولكن هناك شئ اكيد لن يغير من كون السيد المسيح من اهل فلسطين).
ثانياً : لم يوضح لي أحد من هم ضيوف البرنامج الآخرين ولا الممثلين وكان هناك حظر على معلومة الممثلة القائمة بدور كليوباترا.
وثالثاً: أنهم سجلوا التمثيل قبل التسجيل معي فلم يأخذوا رأيي فيما يخص الدراما وهذا شأن العمل الفني لكن مسئوليتي تنحصر في المادة العلمية والتاريخية والتي لا يستطيع احد تغييرها.
أخيراً أؤكد لحضارتكم أن جميع اعمالي وكما سترون في كتابي عن الإسكندرية مبنيه على معلومات دقيقة والأهم من ذلك على حبي لبلدي وافتخاري بمصريتي فبالرغم من اني ولدت بانجلترا فاني ولدت لأب وأم مصريين حقيقيين زرعوا في قلبي ووجداني حب مصر.