في زيارته الأولى لمصر.. تفاصيل لقاء الرئيس السيسي بنظيره القبرصي في قصر الإتحادية
استقبل الرئيس عبد الفتاح السيسي اليوم بقصر الاتحادية الرئيس نيكوس خريستودوليدس، رئيس جمهورية قبرص، حيث أقيمت مراسم الاستقبال الرسمي وتم استعراض حرس الشرف وعزف السلامين الوطنيين.
وصرح المستشار أحمد فهمي المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية بأن اللقاء شهد عقد مباحثات منفردة أعقبتها مباحثات موسعة بين وفدي البلدين، حيث ثمن الرئيسان التطور المستمر في العلاقات المصرية القبرصية وما شهدته الروابط التاريخية الممتدة بين البلدين الصديقين من تقدم مضطرد خلال السنوات الأخيرة على كافة الأصعدة، لا سيما في مجالات الطاقة من غاز طبيعي وربط كهربائي، فضلًا عن مواقف الدعم المتبادلة في مختلف المحافل والمنظمات الإقليمية والدولية، وكذا التشاور المكثف حول القضايا والملفات ذات الاهتمام المشترك، بالإضافة إلى الاتفاق على تنفيذ العديد من المشروعات المشتركة في إطار آلية التعاون الثلاثي التي تجمع بين مصر وقبرص واليونان، والتي تعد نموذجًا يحتذى به للتنسيق والتشاور بين دول البحر المتوسط، مع تأكيد دلالة اختيار الرئيس القبرصي للقاهرة كوجهته الخارجية الأولى للمنطقة منذ انتخابه في فبراير الماضي، وهو ما يعكس الحرص على استمرار الطابع الاستراتيجي للعلاقات بين البلدين الصديقين على المستويين الرسمي والشعبي، كما تم التوافق بهذه المناسبة على تدشين منتدى أعمال مشترك بين الجانبين.
وقد عقد الرئيسان مؤتمرًا صحفيًا بعد انتهاء المباحثات.
وألقى الرئيس السيسي كلمة خلال وجاءت تفاصيل الكلمة:
اسمحوا لي أن أعرب عن سعادتي البالغة، باستقبالكم اليوم بالقاهرة، وترحيبي بزيارتكم الأولى إلى مصر، كرئيس لجمهورية قبرص الصديقة، وتقديري البالغ، لأن تكون مصر هي وجهتكم الإقليمية الأولى، عقب انتخابكم كرئيس لبلادكم، الأمر الذي يعكس حرصنا المشترك، على العلاقات المتميزة التي تجمع بلدينا وشعبينا الصديقين.
واسمحوا لي يا فخامة الرئيس، أن أشيد في هذا السياق بإسهاماتكم المقدرة، خلال السنوات الماضية، في تعزيز التعاون المشترك والشراكة الاستراتيجية بين بلدينا، من مختلف مواقع المسئولية التي شغلتموها سابقًا؛ كما لا يفوتني كذلك، الإشادة بالإسهام القيم للرئيس السابق "نيكوس أناستاسيادس"، في تعزيز أواصر الصداقة بين بلدينا، وبما قام به من جهد صادق في هذا الصدد على مدار عشر سنوات.
انطلاقًا من حرصنا على تقوية شراكتنا الثنائية، فقد استعرضت مع فخامة الرئيس خلال مباحثاتنا اليوم مختلف مسارات أوجه التعاون الثنائي بين البلدين، واتفقنا على أهمية الاعداد الجيد للجولة الثانية من اللجنة العليا المشتركة، بهدف تحقيق نقلة نوعية في كافة جوانب التعاون الثنائي، وعلى رأسها التعاون في قطاع الطاقة، بما يشمل مشروع الربط الكهربائي ونقل الغاز القبرصي لمحطتي الإسالة في مصر، أو التعاون في أطر جديدة مثل مشروعات الطاقة النظيفة والمتجددة؛ وكذا العمل على زيادة معدلات التبادل التجاري، ودعم التعاون في جميع المجالات التنموية والاقتصادية، فضلًا عن استمرار العلاقات العسكرية المتميزة.
كما توافقت مع فخامة الرئيس القبرصي على استمرار التنسيق الوثيق على المستوى السياسي إزاء كافة القضايا ذات الاهتمام المشترك، وفي هذا الصدد أكدت لفخامة الرئيس على ثوابت رؤية مصر المبدئية إزاء أهمية تحقيق الأمن والاستقرار في منطقة شرق المتوسط، عن طريق تأكيد التزام كافة الدول باحترام القانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة، خاصة مبادئ عدم التدخل في الشئون الداخلية واحترام الحقوق السيادية والمياه الإقليمية لكل دول المنطقة. كما أكدت لفخامته كذلك على موقف مصر الثابت من القضية القبرصية ودعم مصر لمساعي تسويتها وفق مقررات الشرعية الدولية وقرارات مجلس الأمن ذات الصلة، ورفض اتخاذ خطوات أحادية من أي طرف بهدف خلق أمر واقع مستحدث بالمخالفة لقرارات مجلس الأمن.
لقد كان لقاؤنا اليوم كذلك فرصة مواتية لتأكيد تثميننا للشراكة الثلاثية بين مصر وقبرص واليونان، ولما تمثله آلية التعاون الثلاثي بين الدول الثلاث من مثال يحتذى على جميع الأصعدة، ومن ثم اتفقنا على أهمية الاعداد الجيد للقمة القادمة لآلية التعاون الثلاثي والتي سيسعد مصر أن تستضيفها خلال العام الجاري.
كما تم التطرق إلى القضايا الإقليمية محل الاهتمام المشترك، حيث توافقنا على أهمية إجراء الاستحقاقات الانتخابية في ليبيا في أقرب وقت، وشددنا على أهمية خروج كافة القوات الأجنبية والمرتزقة من الأراضي الليبية، بما يتسق مع استعادة ليبيا لسيادتها ووحدة أراضيها واستقرارها. وفيما يتعلق بالقضية الفلسطينية، أكدتُ لفخامة الرئيس ضرورة تضافر الجهود الدولية من أجل تجنب تصاعد العنف ووقف الاستيطان، ودفع جهود التسوية النهائية من أجل إحلال السلام وإقامة دولة فلسطينية مستقلة وفق قرارات الشرعية الدولية، وعلى أساس حل الدولتين.
كما أطلعت فخامة الرئيس القبرصي على مساعينا المستمرة للتوصل إلى تسوية عادلة لقضية سد النهضة، وعلى جهودنا المتواصلة للتوصل إلى اتفاق قانوني وملزم لملء وتشغيل السد، بما يحقق تطلعات جميع الشعوب في التنمية، جنبًا إلى جنب مع الحفاظ على أمن مصر المائي الذي لا تفريط فيه.
اسمحوا لي ختامًا أن أرحب بكم مجددًا في القاهرة، معربًا عن تطلعي لأن تشهد الفترة القادمة مزيدًا من التعاون والتنسيق بين مصر وقبرص، بما يحقق الرخاء والازدهار لشعبينا الصديقين، ويولد مزيدًا من الزخم لشراكتنا الاستراتيجية وللصداقة التقليدية التي تجمع بين شعبينا وبلدينا.
وشكرًا.