مجزرة نابلس في فلسطين.. بدأت بمقتل 11 وانتهت بالإضراب
ارتفع عدد القتلى الفلسطينيين إثر اقتحام القوات الإسرائيلية مدينة نابلس في فلسطين إلى 11، بالإضافة لإصابة 102 آخرين بعد أن اندلعت اشتباكات بعد اقتحام قوة كبيرة من الجيش الاسرائيلي الحي الشرقي في نابلس.
مجزرة نابلس في فلسطين
وتبادلت إسرائيل وفصائل فلسطينية مسلحة في قطاع غزة عمليات قصف الخميس غداة عملية شنها الجيش الإسرائيلي في مدينة نابلس.
أسفرت العملية عن مقتل 11 فلسطينياً، وجرح أكثر من 100 آخرين بالرصاص خلال العملية الإسرائيلية التي سقط فيها أكبر عدد من القتلى في عملية إسرائيلية في الضفة الغربية منذ 2005.
وكان الجيش الإسرائيلي أعلن في بيان أن القبة الحديدية اعترضت خمسة صواريخ أطلقت من قطاع غزة، بينما سقط آخر في منطقة مفتوحة.
وتبنت حركة الجهاد الإسلامي إطلاق الصواريخ، وقال مصدر فيها إن عناصر من الحركة "أطلقوا رشقة صواريخ باتجاه مستوطنات غلاف غزة رداً على مجزرة نابلس"، بحسب فرانس برس.
وقالت وزارة الصحة الفلسطينية، إن مدنياً يبلغ من العمر 72 عاماً، وهو عدنان سبع، كان من بين الشهداء، وأظهر مقطع مصور، جثمانه إلى جوار أكياس الخبز في الشارع.
وأضافت الوزارة أن عبد الهادي أشقر البالغ من العمر 61 عاما، ومحمد شعبان وهو طفل يبلغ من العمر 16 عاما، من بين القتلى، كما توفي شيخ آخر، هو عنان شوكت، البالغ من العمر 66 عاما، جراء تأثره بقنابل الغاز المسيل للدموع، في وقت لاحق الأربعاء.
وطالب الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش بوقف الاستيطان الإسرائيلي "غير القانوني"، وقال أمام اللجنة الأممية المعنية بممارسة الشعب الفلسطيني لحقوقه غير القابلة للتصرف، "كل مستوطنة جديدة عقبة إضافية على طريق السلام. كل نشاط استيطاني هو غير قانوني بنظر القانون الدولي ويجب أن يتوقف. في الوقت نفسه، التحريض على العنف هو طريق مسدود. لا شيء يبرر الإرهاب الذي يجب أن يكون مرفوضاً من جانب الجميع".
وقالت مجموعة عرين الأسود وجماعات مسلحة فلسطينية أخرى، على تطبيق تليغرام، إن 6 من عناصرها "قد استشهدوا" خلال الهجوم.
وأدانت الرئاسة الفلسطينية "العدوان الإسرائيلي" ووصفته بـ "الجريمة". وحملت الرئاسة وفق ما نشرته وكالة الأنباء الرسمية الفلسطينية (وفا) "الحكومة الإسرائيلية مسؤولية هذا التصعيد الخطير".
وتعدى ضحايا الهجوم، عدد ضحايا الهجوم السابق، الشهر المنصرم على مدينة جنين، والذي كان الأعنف في الضفة الغربية منذ عام 2005.
وتسبب الهجوم الضخم في إصابة العشرات، حسب وزارة الصحة الفلسطينية، التي قالت إن أكثر من 80 شخصا أصيبوا بطلقات نارية، وتم نقلهم إلى أكثر من 5 مستشفيات لتلقي العلاج.
وندد حسين الشيخ، وهو مسؤول فلسطيني بارز، بما سماه "المجزرة"، بينما حمل المتحدث باسم الرئيس الفلسطيني، الحكومة الإسرائيلية المسؤولية عن "هذا التصعيد الخطير، الذي يدفع المنطقة إلى المزيد من التوتر والانفجار".
من جانبها حذرت حركة حماس، التي تسيطر على قطاع غزة، من أنها "تراقب الجرائم المتصاعدة التي يرتكبها العدو بحق شعبنا في الضفة الغربية المحتلة، ويكاد صبرنا أن ينفد".
الهجوم استمر 4 ساعات، وبدأ قبيل منتصف النهار، حيث كانت شوارع المدينة القديمة، مزدحمة، بالمتسوقين، والأسر.
وقال خليل شاهين أحد أبناء المدينة، إن الانفجار أيقظه من نومه، مضيفا "نظرت من النافذة وشاهدت عناصر القوات الخاصة، ومعهم الكلاب، وكانوا يوصلون الأسلاك، والتي افترضت أنها لتفجير مادة تي إن تي، الله أعلم".
وقال الجيش الإسرائيلي، إنه "طور" العملية بعد إطلاق المسلحين الفلسطينيين الرصاص على جنوده، وقامت القوات الإسرائيلية بإطلاق، الصواريخ المحمولة على الكتف، على مبنى كان يحتمي به مسلحون مطلوبون، ما أدى إلى انهيار المبنى بشكل جزئي.
وقال الجيش إنه قرر الهجوم على المبنى بشكل سريع، بعد تقارير عن منشور على الفيسبوك يحدد موقع أحد المسلحين.
وأضاف ريتشارد هيشت، المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، في بيان للصحفيين "لقد حددنا مصدر التهديد، وكان علينا أن نتصرف، وننهي العمل".
لكن مقاطع مصورة فلسطينية، أظهرت عددا من المدنيين، غير المسلحين، وهم يتعرضون لإطلاق النار، بينما كانوا يفرون، واحد منهم سقط على الأرض، بينما سمعت طلقات رصاص، ووصف الجيش الإسرائيلي المقاطع بأنها "مثيرة للمشاكل" وأضاف أنه يقوم بالتحقيق فيها.
وكان اثنان من بين المسلحين المحتمين في المبنى المحاصر، هما محمد جنيدي، وهو قائد في جماعة الجهاد الإسلامي، وحسين سليم، وهو عنصر بارز أيضا.
وقال الجيش الإسرائيلي، إنهما والمسلح الثالث، وليد دخيل، كان يشتبه في أنهم شنوا هجمات باستخدام الرصاص، في وقت سابق في الضفة الغربية، قبل نحو 4 أشهر، ما أدى لمقتل جندي إسرائيلي، وكذلك خططوا لهجمات أخرى في المستقبل القريب، كما اعتقل مسلحان آخران في نابلس الأسبوع الماضي.
وخلال الهجوم نشر سليم مقطعا صوتيا على واتس آب، تمت مشاركته بشكل واسع، على منصات التواصل الاجتماعي، يقول فيه "نحن في مشكلة، لكننا لن نسلم أنفسنا، ولن نلقي أسلحتنا، وسوف أموت شهيدا، فاستمروا في حمل السلاح بعدنا".
كما أدان رئيس الوزراء الفلسطيني محمد اشتية، الاقتحام الإسرائيلي لمدينة نابلس ووصفه بـ"الإرهاب المنظم" الذي تسعى إسرائيل من خلاله إلى تصدير أزمتها الداخلية إلى الساحة الفلسطينية.
وتحدث وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن يوم السبت مع كل من رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو والرئيس الفلسطيني محمود عباس داعيا إياهما إلى "استعادة الهدوء".
وأغارت القوات الإسرائيلية على منزل سليم، مطلع الشهر الجاري، واستجوبت أسرته، وقال والده لوسائل إعلام فلسطينية إنهم قالوا له إن نجله يجب أن يسلم نفسه، وإلا فسوف يتم قتله.
وكان سليم، وجنيدي، من أبرز قادة جماعة "عرين الأسود" المسلحة، وهي جماعة جديدة ظهرت في مدينة نابلس العام الماضي، وسط تراجع سيطرة السلطة الوطنية، وقواها الأمنية.
وكما هي الحال مع مجموعة أخرى، في مدينة جنين المجاور، يستخدم المسلحون الشباب، تطبيق تيك توك، وتليغرام، لنشر الرسائل الخاصة بالمقاومة المسلحة للاحتلال الإسرائيلي، وسط جيل جديد من الفلسطينيين.
واستهدفت إسرائيل المدينتين بموجة واسعة من عمليات الدهم والتفتيش، والاعتقالات، ومحاولات لجمع المعلومات الاستخباراتية، مؤكدة أنها تسعى لمنع هجمات وشيكة ضد الإسرائيليين.
وحتى الآن قتل أكثر من 60 فلسطينيا، من المسلحين، والمدنيين، بينما قتل 11 إسرائيليا في هجمات شنها الفلسطينيون.
ويعد هجوم نابلس الأخير، مؤشرا على أن محاولات التهدئة الأخيرة التي تقودها الولايات المتحدة، فاشلة.
وتخلت السلطة الوطنية الأسبوع الجاري، عن محاولة الدفع نحو تصويت في مجلس الأمن الدولي، حول قرار بحظر الحكومة الإسرائيلية الجديدة، بسبب خططها المعلنة بتوسيع المستوطنات في الضفة الغربية.
وكجزء من تفاهم مشترك، قالت الحكومة الإسرائيلية لاحقا، إنها لن تعلن مشروعات جديدة لتوسيع المستوطنات، في الأشهر المقبلة، وحسب مصادر نقلت عنها وسائل إعلام إسرائيلية، فإن الحكومة ستبدأ أيضا تخفيض كثافة غاراتها على المدن الفلسطينية.
إضراب شامل في فلسطين
وعم إضراب شامل، اليوم الخميس، كافة مناحي الحياة في الضفة الغربية وقطاع غزة، تنديدا بقتل الجيش الإسرائيلي 11 فلسطينيا خلال اقتحامه مدينة نابلس شمالي الضفة الغربية يوم أمس الأربعاء.
كما عم الإضراب الشامل، أنحاء مدينة القدس الشرقية، وأغلقت الغالبية العظمى من المحال التجارية أبوابها فيما علقت الدراسة في المدارس والجامعات.