رئيسة اللجنة الدولية للصليب الأحمر: سوريا تواجه الآن ما يهتز له الجبال

وزع مكتب البعثة الدولية للصليب الأحمر بالقاهرة، بيانًا صحفيًا، اليوم الأربعاء، صادرًا عن رئيسة اللجنة الدولية للصليب الأحمر (اللجنة الدولية)، ميريانا سبولياريتش، عقب زيارتها إلى سوريا التي استمرت من يوم 9 إلى يوم 14 فبراير الجاري.

تأتي زيارة "سبولياريتش" إلى سوريا في أعقاب الزلزال المدمر الذي ضرب البلاد قبل 9 أيام (يوم 6 فبراير الجاري).

الكارثة سحقت معنويات الناس

قالت رئيسة اللجنة الدولية للصليب الأحمر (بحسب البيان): "عانى الناس في أرجاء سورية على مدار أكثر من عقد من تبعات الدمار الذي خلفه النزاع المسلح. وعندما ضرب الزلزال الذي وقع في الـ 6 من فبراير المنطقة، لم يميّز الدمار الهائل الذي خلّفه على أي جانب من خطوط المواجهة يقف ضحاياه. فحصد أرواح عائلات وأصدقاء، وأحال منازل إلى ركام، وأجبر الناس على النزوح مرة أخرى. وأصبح بقاء الناس على قيد الحياة مرهونًا بتوفر رعاية طبية ومياه صالحة للشرب ومصادر إمداد غذائي يُعتمد عليها".

وأضافت: "مجتمعات عصفت بها سنوات النزاع تواجه الآن ما تهتز له الجبال. لكم يؤلمني أن أقول إن هذه الكارثة الطبيعية سحقت معنويات الناس سحقًا. تحدثت إلى أناس في حلب اتخذوا من مدرسة ومسجد مأوى لهم، ولمست كيف زلزل الدمار كيانهم. لم يكد كثير منهم يلملمون الجراح التي خلفها القتال حتى وجدوا أنفسهم يسقطون في براثن أزمة جديدة".

تابعت ميريانا سبولياريتش أنها التقت هذا الأسبوع مسؤولين في السلطات السورية لمناقشة الاحتياجات الإنسانية في أرجاء المنطقة، لافتةً إلى أنّ المحادثات كانت مشجّعة، معلنةً ترحّب اللجنة الدولية للصليب الأحمر بأي مبادرة تسعى إلى تيسير إيصال المساعدات الإنسانية إلى المجتمعات التي هي في أمس الحاجة إليها أينما كانت. 

وأكدت رئيسة اللجنة الدولية للصليب الأحمر أنها من جانبها متمسكة بضرورة حصول اللجنة الدولية على الضمانات اللازمة للوصول إلى المحتاجين كافة، وأن تلبي المساعدات الإنسانية الاحتياجات الناجمة عن الزلزال والنزاع، مثل الرعاية الطبية وإصلاح البنية التحتية المتضررة في شبكات المياه.

وصرحت كذلك: "منذ لحظة وقوع الزلزال، هبّت فرق اللجنة الدولية تشاركها فرق الهلال الأحمر العربي السوري للاستجابة للاحتياجات الملحة في حلب واللاذقية وطرطوس. ومن ذلك ترتيب عملية عاجلة لنقل المياه بالشاحنات من أجل تلبية احتياجات العائلات المقيمة في أماكن الإيواء، وتزويد ثلاثة مستشفيات بالمستلزمات الطبية الضرورية لعلاج المصابين، وتوزيع أكثر من 100,000 عبوة مياه والآلاف من فرش النوم، وتوفير أغذية معلبة و أطقم مستلزمات النظافة الصحية. ومن المقرر في الأيام المقبلة تقديم المزيد من المواد الإغاثية لأكثر من 40,000 أسرة للمساعدة في تلبية احتياجاتها الأساسية، وتعزيز قدرة المستشفيات على إجراء عمليات جراحية. كما سنساعد على إعادة الاتصال بين أفراد العائلات المشتتة".

وقالت أيضًا "سبولياريتش" إنّ الحركة الدولية للصليب الأحمر والهلال الأحمر حاضرة في الميدان في سورية وتركيا، حيث تنفذ أنشطة استجابة لتلبية الاحتياجات العاجلة لضحايا الزلزال، مؤكدةً أنّ اللجنة الدولية – أمام سيل الاحتياجات المتدفق – تسعى إلى جمع مزيد من التبرعات لأنشطتها الرامية إلى مد يد العون إلى ضحايا الزلزال في البلدين.

الصليب الأحمر في سوريا

تجدر الإشارة إلى أن اللجنة الدولية للصليب الأحمر تعمل في سوريا منذ اندلاع النزاع الممتد منذ أكثر من عقد من الزمان لتقديم المساعدة إلى من هم بحاجة إليها. 

وفي هذا الصدد، أكدت رئيسة اللجنة الدولية، ميريانا سبولياريتش، أن اللجنة ملتزمة بدعم الناس في أرجاء سوريا، مشددةً أن "الصليب الأحمر" سوف يبذل كل ما بوسعه لمساعدة المجتمعات المتضررة على التعافي من هذه الكارثة الطبيعية المفجعة.