كل ما تود معرفته عن منطاد التجسس الصيني فوق أمريكا
قالت وزارة الدفاع الأمريكية، إنها تعمل على مراقبة منطاد تجسس صيني مشتبه به يطفو فوق ولاية مونتانا الغربية، ما أجج التوترات بين أكبر قوتين اقتصاديتين في العالم في وقت يستعد فيه كبار الدبلوماسيين الأمريكيين لإجراء محادثات صعبة مع بكين.
تاريخ استخدام المنطاد للتجسس
شكل المنطاد أداة فعالة في عمليات التجسس والاستطلاع، حيث يتميز بكونه رخيصا وصامتا ويصعب الوصول إليه.
واستخدم منطاد التجسس في عدة صراعات مثل الحرب الأهلية الأمريكية، وأصبح أكثر انتشارا خلال الحرب العالمية الأولى، والحرب الباردة، حيث استخدمت الولايات المتحدة مئات المناطيد لجمع المعلومات الحيوية عن الاتحاد السوفيتي والصين.
وفي حين تراجع الاعتماد على المناطيد مع انتشار الطائرات المسيرة والأقمار الصناعية، لا تزال العديد من البلدان تستخدم المنطاد للتجسس.
وكشف تقرير لمجلة "بوليتيكو" العام الماضي أن البنتاجون وسع استثماره في المناطيد، رغم أن المناطيد الحديثة غالباً ما تكون غير مأهولة، لكنها تفتقر إلى قوة الدفع وتتأثر بتيارات الرياح.
وأعلنت إدارة بايدن رصدها للمنطاد الصيني، الخميس، موضحة أنه رصد في وقت سابق من هذا الأسبوع، ومؤخرا شوهد وهو يطفو على ارتفاع 12 ألف متر فوق ولاية مونتانا.
ويعد هذا الموقع بالتحديد حساسا عسكريا، حيث تحتوي مونتانا على جناح الصواريخ 341 التابع للقوات الجوية الأمريكية، ويشمل الصواريخ الباليستية العابرة للقارات المسماة مينتمان 3 (Minuteman III).
ومن جانبه، أعرب المتحدث باسم وزارة الدفاع الأمريكية عن ثقة الوزارة الكبيرة بأن هذا المنطاد ينتمي للصين، دون أن يوضح السبب أو يكشف تفاصيل، رغم أن وزارة الخارجية الصينية قالت اليوم الجمعة إنها "لا تخطط لانتهاك سيادة الدول الأخرى ومجالها الجوي".
هل يشكل هذا المنطاد تهديدا أمنيا؟
تعتبر المعلومات الموثوقة المتاحة عن هذه المسألة شحيحة للغاية، حيث رفض المسؤول الأمريكي الذي أعلن رصد المنطاد يوم الخميس الإجابة عن عدة أسئلة حول حجمه أو مواصفاته.
وأكد المسؤولون الأمريكيون أن قدرة المنطاد على جمع معلومات استخباراتية محدودة، خاصة عند أخذ ما يمكن للصينيين جمعه بالفعل من خلال شبكتها من الأقمار الصناعية في الاعتبار.
وقالت قيادة الدفاع الجوي في أمريكا الشمالية (نوراد)، الخميس، إنها "تستمر في تعقب ومراقبة المنطاد عن كثب"، في حين كشفت وزارة الدفاع الكندية أنها تتعقب "حادثة ثانية محتملة"، دون الكشف عن تفاصيل.
دوافع صينية محتملة
ومنذ عقود يشتكي الصينيون من نشاطات التجسس الأمريكية على أراضيهم باستخدام السفن وطائرات التجسس، ما أدى إلى بعض المواجهات العرضية السابقة على مر السنين.
وأوضح مسؤولون أمريكيون أن المنطاد الذي تم الإعلان عن رصده يوم الخميس ليس أول منطاد صيني يتم رصده قرب الأراضي الأمريكية، ومع ذلك لم يتضح بعد سبب استخدام هذا المنطاد الآن.
يذكر أن هذه الواقعة تأتي قبل أيام من زيارة وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن إلى بكين، ما يهدد بتقويض جهود بكين الدبلوماسية في خلق خلفية بناءة للزيارة الأولى لوزير الخارجية الأمريكي إلى الصين منذُ عام 2018.
وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الصينية ماو نينغ اليوم الجمعة إن بكين: " تعمل على جمع الحقائق وتتحقق منها وتأمل أن تتعامل الأطراف المعنية مع المسألة بهدوء".
لماذا لم تدمر الولايات المتحدة المنطاد؟
نصح وزير الدفاع لويد أوستن الرئيس الأمريكي جو بايدن بتجنب تدمير البالون خوفا من سقوط الحطام على سكان الولاية..
وفي حين فكرت السلطات في إسقاطه عندما كان يطفو فوق مناطق منخفضة الكثافة السكانية، إلا أنها قررت عدم اتخاذ هذه الخطوة بسبب حجم المنطاد الضخم الذي يهدد بإحداث أضرار في الولاية.
ويطفو المنطاد على ارتفاع أعلى من الذي تستخدمه الطائرات المدنية، لذلك من المستبعد أن يشكل أي خطر مباشر على العامة.
الرد الأمريكي
كشف مسؤول أمريكي بارز أن الولايات المتحدة قد تحدثت مع الصين عن المنطاد، وأفادت صحيفة "وول ستريت جورنال" بأن وزارة الخارجية الأمريكية استدعت القائم بالأعمال الصينية، ومع ذلك لم يتضح ما إذا كان الأمر سيؤثر على رحلة بلينكن إلى الصين.
وكشف مسؤول آخر أن الإدارة أطلعت "مجموعة الثمانية" في مجلسي النواب والشيوخ والتي تضم أعضاء رفيعي المستوى يتم اطلاعهم على مسائل المخابرات السرية على الأمر.
ومن جانبهم يضغط أعضاء الحزب الجمهوري على بايدن لاتخاذ رد أقوى، حيث وصف رئيس مجلس النواب كيفن مكارثي الواقعة بأنها "تجاهل صريح لسيادة الولايات المتحدة".