منظمة الصحة العالمية تؤكد أن تهديد كورونا مستمرًا
في أول مؤتمر صحفي له في العام الجديد، قال المدير العام لمنظمة الصحة العالمية، الدكتور تيدروس أدهانوم غيبرييسوس، إنه على الرغم من التقدم الواضح الذي تم إحرازه، فإن تهديد كوفيد-19 (فيروس كورونا) مستمرًا.
وفي حديثه إلى الصحفيين في جنيف، قال "تيدروس" إنه لا تزال هناك تفاوتات كبيرة في الوصول إلى الفحوصات والعلاجات واللقاحات وفي نهاية المطاف، يبقى كوفيد-19 فيروسًا يشكل خطرًا على صحتنا واقتصاداتنا ومجتمعاتنا بشكل عام.
واستشهد مدير منظمة الصحة العالمية بالأرقام التي تدل على أن عدد الوفيات المعلنة بسبب المرض تبلغ حوالي عشرة آلاف كل أسبوع، ومن المحتمل أن تكون الخسائر الحقيقية أعلى من ذلك بكثير.
وقال تيدروس أدهانوم غيبرييسوس إن العالم أصبح في وضع أفضل بكثير مما كان عليه قبل بضع سنوات بسبب تحسن الرعاية السريرية وتطور اللقاحات والعلاجات. وسلط الضوء على الإعلان الذي أصدرته المنظمة يوم عيد الميلاد المجيد، والذي أفاد بأنها وافقت على إنتاج الدوائين المضادين للفيروسات، نيرماترلفير وريتونافير، بشكل الجنيس من قبل شركة تصنيع هندية، مما سيؤدي إلى زيادة الإنتاج والتوزيع، لا سيما في البلدان منخفضة ومتوسطة الدخل.
ومع ذلك، أعرب المدير العام لمنظمة الصحة العالمية عن قلقه العميق إزاء الامتداد المكثف للمرض في أجزاء عديدة من العالم، لا سيما مع الانتشار السريع لمتغير جديد من الفيروس. وأشار إلى الضغط المتزايد على الأنظمة الصحية، خاصة في المناطق معتدلة الحرارة من نصف الكرة الشمالي، حيث تنتشر أيضاً أمراض الجهاز التنفسي، بما في ذلك الأنفلونزا.
الوضع في الصين
أكد الدكتور "تيدروس" عقد اجتماعات في الآونة الأخيرة بين وفود من المنظمة ومسؤولين وخبراء صينيين لمناقشة زيادة حالات المرض والاستشفاء في البلاد. وأضاف: "نواصل مطالبة الصين بتقديم بيانات أكثر سرعة وانتظاماً وموثوقية حول حالات الاستشفاء والوفيات، فضلًا عن التسلسل الفيروسي بشكل أكثر شمولًا وفي الوقت الفعلي".
وأعرب عن قلق المنظمة إزاء المخاطر على الحياة في الصين، مؤكدًا على أهمية التحصين للحماية من الاستشفاء (أي الاحتياج لدخول المستشفيات بسبب الإصابة بالفيروس) والأمراض الشديدة والوفيات، خاصة لكبار السن، والذين يعانون من حالات طبية، وغيرهم ممن هم أكثر عرضة لخطر النتائج الوخيمة.
انتشار متحور فرعي لأوميكرون
في خبر متصل، ينتشر متحور فرعي لسلالة أوميكرون، كان قد تم اكتشافه في تشرين أكتوبر، والمعروف باسم XBB.1.5، بسرعة في أوروبا والولايات المتحدة.
في هذا الصدد صرحت الدكتورة ماريا فان كيركوف، رئيسة الفريق الفني لكوفيد-19 لدى منظمة الصحة العالمية، أمام الصحفيين، بأن تتبع المتغيرات الفرعية لسلالة أوميكرون بات صعبًا على المنظمة حيث أصبح التسلسل الفيروسي أقل توفرًا على المستوى العالمي.
وقالت "فان كيركوف" إن هذا المتحور الفرعي، الذي تم اكتشافه في 29 دولة حتى الآن، هو الأكثر قابلية للانتقال بسبب عدد التحولات، وهو يحل بسرعة محل المتغيرات الأخرى المنتشرة في بعض البلدان، وخاصة في المنطقة الشمالية الشرقية من الولايات المتحدة.
وحذرت رئيسة الفريق الفني لكوفيد-19 لدى منظمة الصحة العالمية من أنه ومع زيادة انتشار الفيروس، تزداد فرص تحوله. إلا أنها أضافت: "نتوقع المزيد من موجات العدوى في جميع أنحاء العالم، لكن ليس بالضرورة أن يترجم هذا إلى موجات أخرى من الموت لأن إجراءاتنا المضادة تستمر في العمل".
وشددت على أهمية استمرار المراقبة العالمية لكوفيد-19، مشيرةً إلى التراجع الحاصل في هذا المجال. ومع ذلك، أشارت إلى أنه تم الإبلاغ عن أكثر من 13 مليون حالة إصابة بكوفيد-19 كما كانت هناك زيادة بنسبة 15 في المائة في الوفيات في الشهر الماضي، مشيرة إلى أن هذه الأرقام قد لا تعكس الواقع وتوقعت أن تزداد الأعداد خاصة مع انتهاء موسم الأعياد.
نهاية محتملة لحالة الطوارئ
أيضًا قال "تيدروس" إن السنوات الماضية كانت قاسية على صحتنا الجماعية، لكنه أعرب عن ثقته في أنه من خلال العمل الجماعي، يمكن للعالم تقديم حلول تنقذ الأرواح وتبني التضامن لمواجهة التحديات الصحية التي نواجهها. وأضاف: "لا شك أن كوفيد-19 سيكون موضوع نقاش رئيسي"، متابعًا: "لكنني أؤمن وآمل أنه من خلال الجهود الصحيحة، سيكون هذا هو العام الذي تنتهي فيه حالة الطوارئ الصحية العامة رسميًا".