عاجل
الجمعة 22 نوفمبر 2024
رئيس مجلس الادارة
رجب رزق
رئيس التحرير
سامي خليفة
الرئيسية القائمة البحث

جهود لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي لتحويل وادي غزة لمحمية طبيعية

لافتة مشروع تطوير
لافتة مشروع تطوير وادي غزة

بجهود حثيثة تعمل منظمة الأمم المتحدة من خلال برنامج الأمم المتحدة الإنمائي على تحويل وادي غزة إلى محمية طبيعية، بعد أن تسبب التلوث البيئي، على مدار العقود الماضية، بموت النباتات وهجرة الطيور والسكان نتيجة تجمع المياه العادمة والنفايات الصلبة في الوادي.

 

يمتد وادي غزة من قلب صحراء النقب على بعد نحو ثمانين كيلومترا حتى جنوب مدينة الخليل في الضفة الغربية المحتلة قبل أن تصب مياهه داخل القطاع. ويمتد الوادي داخل قطاع غزة على مسافة تسعة كيلومترات من حدوده الشرقية مع إسرائيل إلى شاطئ البحر غربا.

 

وحتى نهاية العالم الماضي، كان يتم تفريغ نحو 16 ألف متر مكعب من المياه العادمة في وادي غزة يوميا، وفق سلطة جودة البيئة في قطاع غزة. غير أن جهود الأمم المتحدة ساهمت في تغيير هذا الواقع.

 

ومنذ أشهر مضت بدأت المرحلة الأولى من المشروع وشرعت الآليات التي لا تزال تعمل في الوادي، وتمكنت حتى الآن من إزالة 22 ألف طن من النفايات الصلبة المتراكمة، فيما يجري العمل على إزالة 40 ألف طن من النفايات المتبقية.

 

الوادي يتنفس من جديد

يقول أحمد سمارة، المدير التنفيذي لمجلس خدمات وادي غزة، خلال مقابلة مع موقع أخبار الأمم المتحدة: "إن وادي غزة بهذا المشروع سيتنفس من جديد، وأصبح بالإمكان أن يعود هذا الوادي محمية طبيعية كما كان في السابق".

 

وأضاف "سمارة": "في الوقت الحالي، هذه المرحلة تعد المرحلة التمهيدية، والتي تشمل أعمال التنظيف في الوادي لأكثر من 60 ألف طن من النفايات، جرى حتى الآن إزالة أكثر من 22 ألف طن منها".

 

وتابع قائلًا:"إن مجاري الصرف الصحي والمكرهة الصحية التي كانت موجودة لم تعد موجودة الآن".

 

وقال أيضًا: "أصبح بالإمكان الآن أن يتحقق هذا الحلم ويعود وادي غزة محمية طبيعية".

 

المشروع سينفذ على ثلاثة مراحل خلال 10 سنوات

يعمل برنامج الأمم المتحدة الإنمائي على تحويل الوادي إلى محمية طبيعية عبر ثلاث مراحل ستستغرق عشر سنوات، بتكلفة 66 مليون دولار بتمويل نرويجي وبلجيكي.

 

تشمل هذه المراحل التطويرية للوادي خمس مناطق في محيطه ستستخدم لأغراض علمية وثقافية، منها ممر للمشاة على طول الوادي، وسيزرع بالأشجار ومجراه بالنباتات المائية، إضافة لإعادة الاهتمام بخمس مناطق أثرية مندثرة على طول الوادي، وإنشاء ملاعب ومدرجات ومتنزهات.

 

من جانبه، قال فيكتور مونتيانو، ممثل برنامج الأمم المتحدة الإنمائي في غزة: "إن هذه مجرد خطوة أولى في أحكام الخطة الرئيسية لوادي غزة وتطوير جميع مناطقه الأساسية الخمس".

 

وأضاف "مونتيانو" في حديثه لموقع أخبار الأمم المتحدة "إن حشد الجهود والموارد لهذا الجزء المهم من عملنا يجب أن يبدأ في القريب العاجل".

 

 وتابع قائلًا: "وادي غزة هو أحد المحميات الطبيعية على شواطئ شرق حوض البحر الأبيض المتوسط، وتم اعتبار الوادي محمية طبيعية، وهو المنطقة المحمية الوحيدة في غزة منذ عام 2000".

 

وادي غزة موطن لمجموعة متنوعة من النباتات والحيوانات

يعد وادي غزة موطنًا لمجموعة متنوعة من النباتات والحيوانات، وواحدًا من أكبر مناطق الأراضي الرطبة في القطاع.

 

يمتد الوادي 105 كيلومترات من صحراء النقب حتى جنوب الخليل في الضفة الغربية ولمسافة تسعة كيلومترات عبر قطاع غزة حتى البحر الأبيض المتوسط.

 

على مدى عقود ماضية، أصبح الوادي يعاني من تلوث بيئي بسبب تراكم النفايات ومياه الصرف الصحي.

 

وتعيش بجانب الوادي خمس تجمعات فلسطينية تحوي مئة وخمسين ألف نسمة كانت تعاني على مدار سنوات من الرائحة الكريهة والحشرات والأمراض.

 

وقال ماجد سمور أحد سكان المنطقة لموقع أخبار الأمم المتحدة: "إن الصورة انعكست مائة درجة وأصبح المشهد أفضل".

 

وأضاف: "كنا نعاني من الحشرات وعندما ندخل المنطقة نغلق نوافذ السيارة بسبب الرائحة الكريهة والمشهد غير القابل للرؤية".

 

وتابع: "المنطقة بعد هذا المشروع أصبحت نظيفة وأصبحنا نتحرك بكل أريحية ولا يوجد أية روائح كريهة".

 

ولا يهتم مشروع تحويل وادي غزة لمحمية طبيعية بالشق البيئي فحسب بل بالاقتصادي أيضا، حيث سيخلق فرص عمل مستدامة للشباب والمجتمعات المحلية المحيطة بالمنطقة.