الأبعاد والاسقاط النجمي
اسمحوا لي قرائي الكرام ان استهل مقالي البحثي هذا بتوضيح بسيط فأنا منذ بداية عام 2020 احاول كتابة هذا المقال لأن الصعوبة تكمن في أسلوب تبسيط العلوم المعقدة لتكون في متناول أيدي جميع القراء باختلاف مستوياتهم مع تقليل الملل والرتابة في المصطلحات والنظريات العلمية المعقدة بقدر الامكان، ولن اطيل الاسترسال ونبدا علي بركة الله مع التنويه ان المقال يحتاج التركيز الكامل وقد يحتاج قراءته عدة مرات .
سوف اتحدث في مقالي هذا عن نظرية الأبعاد وقد يكون الكلام أقرب للواقعية، فنحن نصطحب أطفالنا في ممارسة بعض الالعاب او مشاهدة السينما ال3 دي وتطورها الذي وصل لـ 9 دي اي ثلاثي ووتساعي الأبعاد باستخدام آلات وأجهزة خاصة لذلك .
يتبادر الي الذهن سؤال نحن نعيش في أي بعد؟ البشر العاديون أغلبهم يعيشون في البعد الرابع الذي يتكون من الطول والعرض والارتفاع مع الأخذ في الاعتبار عنصر الزمن .
تخيل معي انك في اي لقاء يحتاج تفصيلات كتحقيق قانوني او عائلي تخيل انك امام زوجتك وتسالك كنت فين من ساعتين مثلا؟ فتجد انها اضافت الزمن لتحصل علي نتائج حقيقية مفصلة وسيكون ردك من ساعتين كنت مع صديق في الكافيه الذي يقع أمام المول الفلاني والطريق كان نظيفا وتم سفلتة حديثا وعلى يميني وعلى يساري مرتادي الكافيه وفي السماء كان القمر او الشمس حسب توقيتك ولو تأملت جيدا ستجد انك قمت بشرح جميع الاتجاهات التي تستطيع رؤيتها جيدا بالإضافة للبعد الزمني وهكذا ببساطة نعيش في البعد الرابع .
أما الكائنات المختلفة فهي تعيش في أبعاد مختلفة بداية من الثاني الي أكثر من ذلك لك ان تتخيل انك بالنسبة للنملة مثلا فانت جن لا تراك ولا تشعر بوجودك في عالمها علي الاطلاق، الحيوانات والحشرات والكائنات البحرية، الجن والملائكة مثلا هم ايضا درجات فهناك انواع من الجن تعيش في الأبعاد الأعلى، وهناك أنواع ملائكة تعيش في أبعاد مختلفة على حسب الملائكة الأرضيين او الملائكة السماويين، تخيل من يعيش في بعد السادس والسابع حتى الحادي عشر ماذا يري ومال بالك بالملائكة المقربين الذي يعيشون في ابعاد اكثر من البعد الذي نتخيله فما بالك برب الأبعاد كلها ما ندركه وما لا ندركه.
يجب عزيزي القارئ ان تعلم ان هناك فرق بين الأبعاد الروحانية، والابعاد الفيزيائية فهل نستطيع ان نعيش لنرتقي لابعاد اخري ؟ الاجابة نعم البعد الخامس الروحاني مثلا هو مستوى من الوعي يمكن الوصول إليه من خلال النقاء الروحي والوعي والإدراك الكامل للذات والتجرد من قيود هذا العالم المادي .. من جشع وكراهية وحسد وغرور الخ
ما هي أوصاف هذا البعد الخامس ؟
هو عالم آخر تتمثل فيه كل معاني الجمال والكمال والصفاء والنور
كل شيء هناك رائع وواضح كما لم تره قبل السماء والشمس والأفلاك مختلفة وقريبة تلامس روحك، الحيوانات تشع نورا ومحبة، لا جوع .. جميع الثمار متوفرة ودون أن تنضب ، الماء رقراق لا يروي الظمأ فقط .. بل يسقي الروح والوجدان أيضا .الزمان ليس له معنى .. ولا المكان .. كل شيء مفتوح بإمكانك الانتقال إلى أي زمان ومكان تشاء ..لا معاناة .. لا ألم .. لا حسرة .. فقط محبة وسكينة وسلام ..لا كلام .. كل شيء بالتخاطر .. ولا فرق بين الحلم والحقيقة،اي عالم اشبه بالجنة كثيرا وهذا مجرد انتقال للدرجة الأعلى من البعد الرابع فقط فما بالك بعالم الجنة.
وهنا لا بد ان تدرك ان الزمن بعد تخيلي (في واقع الأمر ان الزمن ليس به ماضي وحاضر ومستقبل) الزمن واحد موجود بجميع تفاصيله أما تقسيمه حاضر وماضي ومستقبل مجرد تبسيط لواقعنا فقط في البعد الرابع.
وهذا هو البعد الخامس الروحاني .
هل البعد الخامس الروحاني هو نفسه الفيزيائي؟ الاجابة لا
بالنسبة للروحانيين فإن الأبعاد الفيزيائية لا تعني شيء ، أما العلماء الماديون (الذين يربطون أبحاثهم بالمادة الملموسة ليس الروح) فهم يقيسون الأبعاد والمسافات والكتلة والجاذبية الخ .. أما الأبعاد الروحانية فهي مستويات وعي وادراك ..
ما هو البعد الخامس الفيزيائي ؟ لكي نفهم البعد الخامس علينا أن نفهم أولا ما هي الأبعاد الفيزيائية التي تحكم عالمنا ( بتبسيط شديد جدا جدا جدا )..
البعد الأول : خط يمتد على مد البصر .. أي أنه يمتلك بعد طولي فقط.
البعد الثاني : يمكنك تصوره علي شكل مربع مرسوم على الأرض .. أي له طول وعرض فقط (وهذه الصورة تحدث لنا عندما ننتقل من البعد الرابع الي البعد الثاني عن طريق ظاهرة الظل غير المجسمة) وكذلك يحدث لبعض الكائنات من الجان عندنا تنتقل من بعدها السادس الي بعدنا الرابع تتجسد في جسد إنسان او حيوان( وجب التنويه ان الجان فئة من الجن) سنتناول ذلك في مقال آخر.
يَا بَنِي آدَمَ لَا يَفْتِنَنَّكُمُ الشَّيْطَانُ كَمَا أَخْرَجَ أَبَوَيْكُم مِّنَ الْجَنَّةِ يَنزِعُ عَنْهُمَا لِبَاسَهُمَا لِيُرِيَهُمَا سَوْآتِهِمَا ۗ إِنَّهُ يَرَاكُمْ هُوَ وَقَبِيلُهُ مِنْ حَيْثُ لَا تَرَوْنَهُمْ ۗ إِنَّا جَعَلْنَا الشَّيَاطِينَ أَوْلِيَاءَ لِلَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ.
( آية 27 الأعراف)
البعد الثالث : يمكنك تخيله على أنه مكعب .. له طول وعرض وارتفاع ، شيء مجسم ، هو كأفلام الكارتون و الانيميشن الحديثة ثلاثية الأبعاد (3D) عند مقارنتها بافلام الكارتون القديمة ثنائية الأبعاد. (2D).
البعد الرابع : هو البعد الثالث بعد اضافة الزمن، أي الطول والعرض والارتفاع والزمن.
البعد الخامس الفيزيائي ؟
من الناحية النظرية هو كل الأبعاد آنفة الذكر لكن بشكل غير مقيد ، يضاف اليه جميع الاحتمالات، أي يمكنك ان تنتقل عبر هذه الأبعاد في جميع الاحتمالات والاتجاهات ، بالموجب والسالب ، يمينا ويسارا.
بمعني انه يمكنك في البعد الخامس التنقل عبر الزمن ما بين الحاضر والماضي والمستقبل جيئة وذهابا ( مثل ما ذكرت فالزمن موجود بكل احتمالاته في الحاضر ) .. طبعا هذا شيء يصعب تخيله وإدراكه، وقد يبدو الأمر أغرب من الخيال نفسه ، لكن ثق عزيزي القارئ أني هنا أتكلم عن نظريات علمية وليس أسطورة أو خرافة.
ولكي أوضح الصورة أمامك أكثر ، أسمح لي أن أضرب لك المثال التالي :
طيب دعنا نفترض ، أنه أثناء جلوسك في غرفتك قفزت كرة يركلها أحد الصبية الذي يلعبون اسفل شقتك، قفزت الكرة من الشباك الذي إلى يسارك داخل الحجرة وارتطمت بالأرض وخرجن من شباك آخر علي يمينك ولنفترض ان المسافة التي قطعتها الكرة حتى تخرج من الغرفة ولنفترض أنها 5 ارتطامات مثلا فأنت تستطيع في البعد الخامس رؤية حركة الكرة حسب التسلسل الزمني .. قفزة قفزة ..
في نفس الوقت بمعني انك سترى الكرة تقفز كل قفزة من قفزاتها الخمس مرة واحدة، أي ستري الخمس مواضع بنفس الوقت، ليس ذلك فقط بل سترى أيضا جميع الاحتمالات التي يمكن ان تحدث في البعد الخامس أنت سترى جميع هذه الاحتمالات .. وبغض النظر عن حدوثها أم لا! بل سترى جميع الحقائق البديلة أيضا! ..
سيكون بامكانك التلاعب بالزمن كما تشاء ، كأنها حبات مسبحة تتلاعب بها اصابعك ، سيكون بإمكانك ان تذهب إلى المستقبل ، وأن تعود إلى الماضي ، وأن ترى حياتك بأسرها أمام ناظريك ، وترى أيضا جميع الاحتمالات للقرارات المختلفة التي اتخذتها في حياتك.
هكذا اعتقد انك ادركت الان ما معنى ان الزمن بجميع مراحله موجود في نفس الوقت أي أنك ستسافر عبر الزمن الي المستقبل وسترى نتائج احتمالات التي كنت تنوي تنفيذها سواء حدثت أم لم تحدث.
طيب لو استطعت إدراك هذا البعد فمال بالك ان هناك ابعاد من 11 الي 15 بعد ما بالك بقدرة تلك الكائنات التي تعيش في تلك الأبعاد فهناك انواع من الجن مثلا تعيش في البعد السادس والسابع وأنواع من الملائكة تعيش في الأبعاد حتى الحادي عشر، وأخرى حملة العرش والملائكة المقربون في إبعاد حتى الخامس عشر وما لا يدركه العلم.
أما الله خالق كل الابعاد منزه ان يعيش داخل بعد فهو فوق جميع الأبعاد ليس كمثله شيء ويرى ويدرك ما لا يدركه أحد.
وحتى لا يحدث تداخل فما هو الاسقاط النجمي او الأثيري باختصار هو حالة خروج الروح من الجسد مؤقتا بحيث تنفصل عن الجسد الفيزيائي باعتبار ان هناك هيئة نجمية والسفر عبرها الي أي مكان يريده وهي تعتبر نوع من انواع الاحلام التي تظل في الذاكرة وسوف اتناول تلك الظاهرة في مقال لاحق بإذن الله.