في حوار شامل.. الفنانة داليا البحيري: غبت عن السينما بإرادتي.. وهذه مقاييس الجمال في نظري
أجرت جريدة الشرق الأوسط السعودية حوار مع الفنانة داليا البحيري كشفت فيه عن أسرار حول أعمالها الفنية وتاريخها الفني.
وإليكم نص الحوار..
> كيف تقيمين مشاركتك بلجنة تحكيم مهرجان الدار البيضاء للفيلم العربي أخيراً؟
- هذه هي المرة الأولى التي أحضر فيها هذا المهرجان بدعوة من فاطمة النوالي مدير المهرجان، وهي شخصية جديرة بالاحترام تتعامل مع مهمتها بحب شديد، وأنا من محبي السينما المغربية، وسعدت كثيراً بهذه المشاركة التي لا تعد التجربة الأولى لي في مجال التحكيم بل ربما المرة العاشرة، فقد شاركت في لجان تحكيم مهرجان القاهرة السينمائي مرتين، وفي دمشق قبل توقفه، وفي «سلا» بالمغرب، والرباط لسينما المؤلف، وأسوان لأفلام المرأة.
> كممثلة كيف استفدت من مشاركاتك تلك؟
- أرى أنها استفادة على كل الأصعدة، حيث أشاهد أفلاماً غير تجارية، لا يتاح مشاهدتها سوى في المهرجانات، وأتعرف على مواهب شابة في كل المجالات، وعلى شخصيات سينمائية قد لا ألتقيها سوى في المهرجانات، وفي الدار البيضاء تعرفت بشكل أكبر على المخرج الفلسطيني رشيد مشهراوي، ومحمد القبلاوي رئيس مهرجان مالمو، وأتذكر أنني لم ألتقِ خيري بشارة منذ سنوات رغم أنني قدمت معه واحداً من أهم أعمالي «ريش نعام»، كما أستفيد على الصعيد الفني والإنساني مما يفتح أمامي آفاقاً جديدة.
> وهل يوجد في رأيك مواصفات محددة للفيلم الجيد؟
- الفيلم الجيد لا يختلف عليه أحد، وقد توافقنا كلجنة تحكيم على الأفلام الفائزة، وأولها الفيلم الأردني «فرحة» الفائز كأفضل فيلم لأنه يطرح قضية إنسانية بشكل صادق مسّتنا جميعاً مع تمثيل رائع وتصوير بديع، والفيلم الجيد لا بد أن يقدم بلغة سينمائية عالية ترتكز على الصورة والأداء أكثر من الحوار، لذلك فإن الفيلم يجب أن يكون متماسكاً ويجذب المشاهد من البداية للنهاية.
> قدمت بطولات سينمائية ناجحة على غرار «السفارة في العمارة»، «محامي خلع»، «حريم كريم» فلماذا غبت عن السينما في الآونة الأخيرة؟
- لأنني أحترم الجمهور ونفسي، وتاريخي الفني الصغير، الذي قدمت فيه حتى الآن 12 فيلماً، ولا أنوي عمل أفلام تقلل من قدري، ولا من احترام الجمهور لي، فقد عُرضت علي أفلام في الفترة الأخيرة شبيهة بأفلام المقاولات التي انتشرت فترة الثمانينات، ولم أعتد تقديم أعمال بمنطق التواجد، أو لأجني من ورائها أموالاً فقط، ولكن لكي تضيف لرصيدي الفني وأظل فخورة بما قدمته، البعض لا يفرق معه ذلك، والبعض يقبلها لضرورات الحياة، والحمد لله على نعمة استطاعة أن أقول لا.
> بدأت بروفات مسرحية «سيدتي الجميلة جداً» التي ستقدمينها على المسرح القومي... فماذا يمثل لك هذا العرض؟
- سعادتي كبيرة للغاية بأن أقف على خشبة المسرح القومي، وهو أمر سيظل في تاريخي كممثلة، بالنسبة للمسرحية فقد أحببتها منذ صغري، كان لدينا في مكتبة أبي النص المسرحي «بيجماليون» الذي كتبه برنارد شو، وبعدما أصبحت ممثلة كنت أتمنى تقديمها، وبالصدفة عرضها علي المخرج محسن رزق، الذي أعدها مسرحياً أيضاً، وكنت أتمنى أن أعمل معه لثقتي أنه سيخرج مني طاقات جديدة كممثلة، وكان قد كتب مسرحية «أبو العربي» وشاهدت له عروضاً جميلة في مسرح الأطفال من بطولة صديقتي الفنانة مروة عبد المنعم، بالطبع المسرح شاق جداً ويستلزم مجهوداً كبيراً لكنني أحب لقاء الجمهور.
> معنى ذلك أننا سنشاهد نسخة جديدة من «صدفة بعضيشي»؟
- «سيدتي الجميلة جداً» ليس لها علاقة بـ«صدفة بعضيشي» ولا بمسرحية شويكار وفؤاد المهندس، لكنها تلعب على التيمة نفسها، لأنهما مأخوذتان عن النص الأصلي «بيجماليون»، ومعي مجموعة جميلة من الممثلين، ونقدمها في إطار كوميدي استعراضي ومن ألحان الموسيقار محمود طلعت، ومن حسن حظي أنني التقيت الفنانة الكبيرة شويكار في افتتاح فيلم «سنة أولى نصب» حيث كنت أجلس بجوارها وحينما شاهدت الفيلم قالت لي «أنت استايل إسباني» وأشادت بأدائي.
> قدمتِ 4 أجزاء من مسلسل «يوميات زوجة مفروسة أوي» فما مصير الجزء الخامس منه؟
- أسمع فقط عن تقديم جزء خامس، لكنني أتطلع لذلك، فهو من الأعمال العزيزة جداً على قلبي، ويحتمل تقديم أجزاء أخرى منه، لأن أحداثه متجددة باستمرار، وقد نال حب الجمهور وشغفه، كما أنه زاد من قاعدة جمهوري، خصوصاً الأطفال الذين كانوا يشاهدونه ويعرفونني باسم بطلته «إنجي»، ويصرون على التقاط صور معي.
> بدأت كمذيعة بالقناة الفضائية المصرية وهناك ممثلون وممثلات خاضوا تجربة تقديم البرامج بعد شهرتهم درامياً، فهل تفكرين في العودة إليها؟
- أرحب بذلك لو وجدت فكرة تضيف لي ولا تأخذ مني، فقد قدمت بالفضائية المصرية كل نوعيات البرامج (سياسية ومنوعات وأطفال)، والمهم أن تكون الفكرة مختلفة، وقد عُرض على أخيراً تقديم برنامج، لكن وجدت أن الهدف منها ربح مادي للقناة ولن تضيف لي.
> كملكة جمال سابقة لمصر، ما هي رؤيتك للجمال؟
- الجمال مجموعة عناصر تكمل بعضها من بينها جمال الملامح إلى جانب اللباقة والثقافة والذكاء، وقد شاركت كثيراً في مسابقات اختيار «مس إيجيبت» ولا أعرف لماذا نطلق عليها في مصر «ملكة جمال» فهي «فتاة مصر» أي أنها أكثر واحدة لديها مواصفات الفتاة المصرية المثالية، كأن يكون شكلها مصرياً، ورياضية المظهر، ومتناسقة الشكل، ومحافظة على التقاليد، ولديها ثقافة، لأن جمال الملامح ليس كل شيء، فهناك سيدات جميلات شكلاً حينما يتحدثن ينهار جمالهن في ثانية، فقد تكون شديدة الجمال لكن ليس لديها أي قدر من الذكاء.