عاجل
الأحد 24 نوفمبر 2024
رئيس مجلس الادارة
رجب رزق
رئيس التحرير
سامي خليفة
الرئيسية القائمة البحث

وزير خارجية اليمن: على الحوثيين عدم تفويت فرصة إنهاء الحرب.. وهذه التحديات تواجهها الهدنة الأممية

نيوز 24

أجرى موقع العين الإخبارية الإماراتي حوارا مع وزير الخارجية وشؤون المغتربين في الحكومة المعترف بها دوليا د. أحمد بن مبارك ، تابعه "نيوز 24"، وتحدث فيه عن المشهد السياسي خاصة في المرحلة الانتقالية الجديدة لهذا البلد الغارق في الحرب الحوثية.

وإليكم نص الحوار..

** ما التحديات التي تواجهها الهدنة الأممية؟
بالرغم من إيجابية الهدنة المعلنة في وقف الأعمال القتالية والتخفيف من معاناة الناس إلا أننا نجد تصلفا وعدم جدية للمليشيات الحوثية في التزامها بالهدنة، فالخروقات الحوثية المتكررة للهدنة مستمرة ومتصاعدة منذ اللحظات الأولى لدخولها حيز التنفيذ، فما زالت تحاصر مدينة تعز وتقوم بقصف أحيائها وقنص المدنيين العزل.

كما رفضت المليشيات وعرقلت أول رحلة طيران للخطوط الجوية اليمنية لنقل المرضى اليمنيين من مطار صنعاء إلى الأردن والتي كانت تمثل أهم نقطة للتخفيف من معاناة الناس، بما يضع الأمم المتحدة والمجتمع الدولي أمام اختبار حقيقي لجديتها في الضغط على مليشيات الحوثي للاستجابة لجهود السلام أو إفشال الهدنة والعودة إلى مربع الصراع مرة أخرى، فالهدنة تمثل نافذة سلام لكل اليمنيين وتتحمل المليشيات الحوثية مسؤولية تقويض هذه الفرصة.

** حصار تعز، هل تمارس الحكومة اليمنية الضغوط الكافية للحد من هذه الكارثة الإنسانية؟
طالبت الحكومة اليمنية الأمم المتحدة ومبعوثها الخاص كونه راعياً لاتفاقية الهدنة بالتحرك الجاد والحقيقي لردع الانتهاكات والاعتداءات الحوثية السافرة على تعز وآخرها استهداف إدارة أمن تعز بالطيران المسير مما أدى إلى إصابة 10 مدنيين، إذ يفقد استمرار الحصار على تعز من مصداقية الحوثيين في تنفيذ التزاماتهم تجاه الهدنة المعلنة لأن من أهم أولويات الهدنة رفع الحصار عن تعز باعتبار ذلك مطلبا إنسانيا لا يحتمل التأخير.

وبالتالي فإن تنصل مليشيات الحوثي لهذا الشأن يؤكد على عدم احترامها للهدنة الانسانية التي ترعاها الأمم المتحدة ويعري هذه المليشيات مرة أخرى أمام المجتمع الدولي بعدم اكتراثها لأي حلول سياسية أو فرص للسلام تنهي معاناة الناس والعمل على متاجرة معاناتهم لتحقيق أجندتها السياسية والتربح غير المشروع من استمرار حربها المدمرة.

** ما الذي حملته أول جولة خارجية لمجلس القيادة الرئاسي إلى السعودية والإمارات؟
من الأهمية بمكان أن يفتتح مجلس القيادة الرئاسي أولى جولاته الخارجية إلى المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة الشقيقتين كونهما الداعمين الرئيسيين للشرعية اليمنية ووقوفهما الدائم مع اليمن ووحدته وسلامة أراضيه ودعمهما في استعادة مؤسسات الدولة المخطوفة من قبل المليشيات المدعومة من ايران.

بالإضافة إلى دور السعودية والإمارات الذي لا يخفى على أحد في دعم الاقتصاد اليمني وتقديمهما المساعدات التنموية والإغاثية والإنسانية لأبناء الشعب اليمني وآخرها إعلانهما تقديم دعم عاجل للاقتصاد اليمني بـ 3 مليارات دولار لدعم البنك المركزي اليمني وشراء المشتقات النفطية وبناء مشاريع ومبادرات تنموية، بالإضافة لما تم الالتزام به خلال الزيارة من مساعدات إضافية.

فكان واجبا على قيادة المجلس الرئاسي تقديم الشكر والتقدير لقيادة الشعبين الشقيقين والتطلع إلى تعزيز العلاقات معهما نحو آفاق أرحب في شتى المجالات في ظل المرحلة الجديدة التي يمر بها اليمن والنهوض الاقتصادي وإعادة إعمار ما دمرته الحرب.

** كيف سيتحقق السلام الذي يتصدر أولويات مجلس القيادة الرئاسي في ظل تعنت الحوثي؟
أعلن مجلس القيادة الرئاسي منذ الوهلة الأولى من تشكيله أنه مجلس سلام ويده ممدودة إلى كل القوى الخيرة الداعية إلى تحقيق السلام وإنهاء معاناة الناس، والتزم بتنفيذ الهدنة التي أعلن عنها المبعوث الأممي كانعكاس لصدق نوايا مجلس القيادة الرئاسي لإنهاء الحرب الحوثية الكارثية والتخفيف من معاناة الناس.

على الحوثيين عدم تفويت هذه الفرصة الثمينة لإنهاء الحرب وإحلال السلام وإلا سوف يضعوا أنفسهم أمام الشعب اليمني والمجتمع الدولي بأنهم هم المعرقلون للسلام، وسوف يتخذ مجلس القيادة الرئاسي الخيارات الأخرى لإنهاء هذا الصلف والعبث الحاصل في اليمن منذ 8 سنوات، وهذه المرة ستكون الشرعية اليمنية جميع مكوناتها السياسية والعسكرية متحدة في تنظيم واحد وقيادة واحدة بدعم غير مسبوق إقليميا ودوليا للتخلص من هذه المليشيات الإجرامية.

**غياب الحماية الدولية الفعالة لاتفاقات السلام باليمن، ألا يطيل هذا أمد الحرب الحوثية؟
بالتأكيد يطيل أمد الحرب لأن المليشيات الحوثية مرتهنة كليا للنظام الإيراني في تنفيذ سياساته التخريبية في المنطقة العربية وبالأخص الخاصرة الجنوبية للوطن العربي، فإذا لم تكن هناك ضغوط حقيقية على النظام الإيراني وعدم تدخله في الشأن اليمني ودعمه لمليشياتها فإن الحرب مستمرة وتداعياتها ستتفاقم ليس على المستوى الإقليمي بل على المستوى الدولي أيضا من خلال تهديد أمن الملاحة الدولية وأمن الطاقة العالمية.

** طهران وتأجيج حرب اليمن، أين يتركز أخطر أدوارها؟
يتركز أخطر أدوار طهران في اليمن من خلال نسف النسيج الاجتماعي والثقافي بين أبناء الشعب اليمني الواحد من خلال فرض أفكار دخيلة على اليمن تقسم المجتمع اليمني على أساس سلالي وطائفي عبر تكريس فكرة لأحقية فئة محددة من الشعب للحكم وفقا لنظرية الاصطفاء الإلهي، علاوة على ذلك تغيير المناهج الدراسية وفقا للأفكار الإيرانية المستوردة.

وبالتالي تنشئ (إيران) أجيالا يحملون أفكارا غير سوية خارجة عن الثقافة اليمنية العربية الأصيلة بثقافة خمينية دخيلة فهذه هي القنبلة الموقوتة التي يجب علينا الحذر منها ومحاربتها وإرجاع اليمن إلى حاضنته الطبيعية ومكانه العروبي ونظامها الديمقراطي القائم على العدل والمواطنة المتساوية بين الناس والتوزيع العادل للثروة.

** من يقف ويستفيد من تصاعد العمليات الإرهابية في مناطق اليمن المحررة؟
يعيش اليمن مرحلة جديدة في ظل مجلس القيادة الرئاسي الذي تم تشكيله من كافة القوى السياسية اليمنية عدا الحوثيين، فالمجلس يقوم بتطبيع الأوضاع السياسية والأمنية والاقتصادية في المناطق المحررة.

إن المستفيد الأكبر من أعمال تلك العمليات الإرهابية هو بلا شك الحوثيين الذين لا يريدون أي نوع من أنواع الاستقرار والأمن في المناطق المحررة لأن ذلك سيرتد عليهم خاصة وأنهم يحكمون مناطقهم بالحديد والنار.

نحن لا نستبعد وقوف مليشيات الحوثي خلف تلك العمليات الإرهابية خاصة وأن هناك تقارير حكومية عديدة توضح مدى التعاون والتنسيق بين الحوثيين والتنظيمات الإرهابية كالقاعدة وداعش في عمليات الاغتيالات والاختطافات وغيرها من الأعمال الإرهابية التي تحدث في المناطق المحررة ولا تحدث في مناطق سيطرتهم، وهذا ما يطرح نفس التساؤل لماذا جميع الأعمال الإرهابية تحدث في المناطق المحررة فقط؟

** تقفون في رأس المعركة الدبلوماسية، هل عززت الخارجية اليمنية حضورها إقليميا ودوليا؟
شهدت الخارجية اليمنية منذ استلامي لإدارتها قبل عام ونصف تحولا كبيرا في تعزيز حضورها إقليميا ودوليا فقد كانت رأس الحربة الخارجية للمعركة الدبلوماسية أمام المجتمع الدولي والذي استطعنا من خلال نهجنا الدبلوماسي من ترميم علاقاتنا إقليميًا واستطعنا من تغيير السرديات والتصورات الخاطئة التي كانت لدى بعض الأصدقاء الأوروبيين للحرب في اليمن والتي نتجت عنها زيارات لمسؤولين من دول الاتحاد الأوروبي وسفرائها المعتمدين لدى بلادنا إلى العاصمة المؤقتة عدن ليروا حقيقة الصراع على أرض الواقع.

كما شهدت الخارجية اليمنية دوراً كبيراً في تعزيز نهج دبلوماسية التنمية من خلال السعي في حث الدول والمنظمات الدولية لتقديم مساعدات تنموية ومنح مالية للنهوض بالاقتصاد الوطني أهمها عقد الاجتماع الوزاري المشترك اليمني الخليجي في سبتمبر/أيلول 2021 وانعقاد مؤتمر المانحين لليمن في مارس/آذار 2022 لحشد التمويلات الدولية لخطة الاستجابة الإنسانية، وعقد اللجنة الوزارية المشتركة اليمنية الجيبوتية وغيرها.

••دبلوماسيا أيضا، ما مدى حضور قضية اليمن عالميا وكيف تتصدون لجناح الحوثي الناعم المدعوم إيرانيا؟
سعت الخارجية اليمنية لتعزيز دور الدبلوماسية الشعبية عبر المشاركة في الندوات العلمية والمؤتمرات الحوارية العالمية لإبراز القضية اليمنية أمام قادة الدول وكبار المفكرين والرأي والإعلاميين وتكوين تصور كلي للأزمة اليمنية ورؤيتنا للسلام والدفع بالعملية السياسية نحو الأمام، ومن هذه الدبلوماسية الشعبية استطعنا التصدي لجناح الحوثي الناعم المدعوم إيرانيا وتفنيد مزاعمهم المضللة وتعرية المليشيات أمام الرأي العالمي وأمام المجتمع الدولي والتي توجت بإعلان مجلس الأمن في قرارها رقم 2624 بتصنيف الحوثيين كجماعة إرهابية، كما وضعت الإدارة الأمريكية العديد من قيادات المليشيات ضمن قائمة الإرهاب، وأصبحت المليشيات منبوذة إقليميا ودولياً بفضل معركتنا الدبلوماسية اليمنية.