طارق لطفي: أحلم بتجسيد شخصية "يزيد بن معاوية".. واقتربت من تقديم عمل مسرحي
أجرت جريدة الشرق الأوسط السعودية حوار مع الفنان طارق لطفي، تابعه "نيوز 24"، وكشف فيه أسرار عن مشواره الفني.
في البداية، تحدث لطفي عن كواليس مشاركته في مسلسل «ليلة السقوط»، قائلاً: «تواصل معي عادل عشوب، وهو شريك في الإنتاج مع الجانب العراقي، وبعدما قرأت السيناريو نال إعجابي، فالكاتب مجدي صابر كتب عملاً رائعاً بكل أحداثه بالإضافة إلى أنهم تحدثوا معي عن تفاصيل أخرى كثيرة بشعة، تمت من قِبل عناصر تنظيم داعش، ولم نتمكن من إضافتها للعمل، فهو مسلسل يتناول قضية مهمة جداً، ويوثقها، للتحذير من اللعب بالشعارات الدينية ويسلط الضوء على ما حدث في الموصل منذ 3 سنوات ومحاولة دخول الجماعات الإرهابية للعراق وقيامها بأعمال وحشية ودمار وكيف تكاتف الشعب العراقي بكل أطيافه لمواجهة ذلك في إطار درامي تشويقي وأحداث متصاعدة.
ويؤكد لطفي أنه تحمس للمشاركة في المسلسل، للتنوع الذي يحمله والإمكانيات الكبيرة التي وفرتها حكومة العراق لظهوره بشكل جيد: «الحكومة وفرت الكثير من الإمكانيات التي لا يمكننا تخيلها أو نحلم بها سواء معدات عسكرية أو أماكن تصوير وأسلحة حتى إنهم فتحوا لنا قلعة من القلاع الأثرية، كل ذلك كان عامل تشجيع للموافقة على مسلسل يضم نخبة فنية عربية منهم الفنان المصري أحمد صيام، والفنان السوري باسم ياخور، وصبا مبارك، وفهد الشارشجي من العراق وهو فنان مهم جداً وإخراج ناجي طعمة، وسيتم عرضه خارج سباق موسم دراما رمضان».
وعن أوجه الشبه أو الاختلاف بين دوره في «ليلة السقوط» ودوره في «القاهرة كابول»، يقول لطفي: «إنه يجسد شخصية أحد زعماء داعش (الذباح أبو عبد الله)، ولأنني أقوم بالبحث ملياً في التفاصيل حتى أخرج منها بكل ما هو مختلف، ولا أشعر بالراحة إلا إذا وصلت للشكل والإكسسوارات التي تليق بالشخصية، لا أقدم أدواراً متشابهة، فلو كنت وجدت أن دوري بالمسلسل الأخير يشبه (الشيخ رمزي) في (القاهرة كابول) ولو بنسبة واحد على ألف، ما كنت أوافق عليه، فالشخصيات لها خصائص وتركيبات مختلفة، وشخصية أبو عبد الله المغتصب والقاتل تختلف عن طبيعة الشيخ رمزي تماماً».
ورغم حديث منتج المسلسل عن اعتذار الكثير من الفنانين عن المشاركة في العمل خوفاً من تهديدات التنظيم الإرهابي، فإن لطفي قال إن «المسلسل يكشف أسراراً حدثت على أرض الواقع وتفاصيل كثيرة قاسية، لكنه لم يتخوف مطلقاً، ولم يتعرض لأي تهديدات حتى الآن»، وأضاف: «إذا أصابني مكروه فهو أمر الله، فالعمل بمثابة توثيق لما حدث حتى لا ينسى الناس».
وبسؤاله عن أسباب اختياره هذه النوعية من الأعمال التي تتطلب مجهوداً ذهنياً وبدنياً كبيراً يقول: «أي دور أقدمه يأخذ مني مجهوداً يفوق ما يتخيله أي أحد، فأنا عندما أقرر الموافقة على أي عمل، لا بد أن يكون له مردود إيجابي من قبل الجمهور، فأنا أجلس طويلاً في منزلي، وعندما أقرر العمل أبذل قصارى جهدي للوصول به إلى المقدمة، وأن يكون مغايراً لما قدمته من قبل.
مؤكداً أنه لا يخشى من حصره في تقديم شخصيات المتطرفين الدينيين، على غرار شخصية «مصباح» في مسلسل «العائلة»، «الشيخ رمزي» في «القاهرة كابول»، و«أبو عبد الله» في «ليلة السقوط» لأنه يعتبرها مختلفة تماماً في تفاصيلها، ومشجعة بالنسبة له: «أحب الأدوار الصعبة، وأشعر أنها تحد للفنان لتقديم كل ما بداخله». مشيراً إلى أنه «لا يتأثر بالشخصيات التي يقدمها بعد انتهاء التصوير، ولا يستعين بأطباء نفسيين للتخلص من تأثيراتها».
وأشار إلى أن فيلم «حفلة 9» قد لا يرى النور قريباً لأن منتجه ليس لديه إمكانيات مادية لاستكماله قريباً.
وكشف لطفي أنه بدأ تصوير مسلسل «جزيرة غمام» من تأليف عبد الرحيم كمال وإنتاج سينرجي، وإخراج حسين المنباوي: «قصة العمل عميقة، ومتشعبة للغاية وتدور أحداثها في حقبة العشرينيات من القرن الماضي، وهو مسلسل يصنف على أنه صعيدي، لكنني لن أتحدث باللهجة الصعيدية خلال مشاهدي».
وأعلن الفنان المصري عن رغبته في تقديم عمل مسرحي خلال الفترة المقبلة: «من المحتمل أن يتحقق هذا الأمر قريباً، عبر تجربة أتعاون فيها مع الكاتب عبد الرحيم كمال على المسرح القومي».
وأوضح أنه يتمنى تقديم شخصية «يزيد بن معاوية» لأنه شخصية تاريخية مهمة جداً، ومغرية لتقديمها فنياً.
ويرى لطفي أن «تكريم الفنانين في المهرجانات الفنية جزء من حقوقهم الأدبية عما قدموه على الشاشة، وأنا أقصد المهرجانات الحقيقية التي أختار وجودي بها بعناية إذا سمحت ظروف التصوير».
ويؤمن لطفي بأنه لم يعد ينقصه تقديم أدوار أكبر حجماً، بعدما اقترنت بعض أعماله باسمه، «مسلسل طارق لطفي»، مؤكداً أن ما يهتم به خلال الفترة المقبلة هو «مدى تأثير الدور واختلافه عما قدمه من قبل، فعلى سبيل المثال قدمنا في (القاهرة كابول) ملحمة فنية بمشاركة نجوم لهم ثقل كبير». ويختتم لطفي حديثه بالتأكيد على تفضيله أن يظهر طبيعياً على الشاشة من دون الاستعانة بشعر أو لحية مستعارة، لافتاً في الوقت ذاته إلى أنه «لا يمكنه الاعتذار عن عمل بسبب أزياء أو ماكياج، لأن هذا سهل إيجاده، لكن بإمكانه الاعتذار لأسباب إنتاجية أو إخراجية، بمعنى الاعتذار عن عدم العمل مع مخرج لا يفضل العمل معه، أو منتج لا ينفق بشكل سليم، وكاتب لا يمكنه كتابة نص محكم، لكن الملابس والماكياج يمكننا تغييرها للأفضل».