إيران وإسرائيل .. تاريخ تحالف لم ينقطع
تطل علينا خلال الفتره الحاليه اخبار لا تنقطع عن تصعيد خطير بين ايران واسرائيل وتصريحات ناريه متبادلة بين مسؤولى الدولتان وهى تصريحات معتاده كل فتره وتكون مرتبطه بتحركات واهداف اقليميه فى العاده.
الا ان الحاله الحاليه شهدت تطور جديد الا وهو استخدام الجيوش الالكترونيه لكلا الدولتان في شن هجمات سيبرانيه " الكترونيه " وهو المفهوم الحديث للحروب بان يكون هناك جيوش الكترونيه لدى الدول بجانب الجيش التقليدى .
فالتحالف بين فارس وبني إسرائيل يعود إلى 2500 عام، ولم ينقطع حتى اعتراف طهران بإسرائيل 1950 والتحالف سويا لتدمير العراق بداية من 1981.
يعود تاريخ التحالف الفارسي مع بني إسرائيل لنحو 2500 عام، حين اجتاح الفرس أرض الشام، ومن بينها القدس، وطردوا البابليين وأعادوا الأسرى اليهود من بابل إلى الشام.
ولم ينقطع التحالف بين الجانبين منذ ذلك الحين فعليا، فقد غدر اللاجئون اليهود في مصر بالبلد الذي استضافهم بعد الغزو البابلي، وساعدوا الفرس بقيادة قمبيز خليفة قورش على احتلال مصر في القرن السادس قبل الميلاد، واستمروا في هذا التحالف بشكل معلن أحيانا وخفي أحيانا أخرى، حتى إعلان إيران " فارس سابقا" تأييدها لقيام دولة إسرائيل في فلسطين عام 1950.
ورغم أن كلا من إيران وإسرائيل يحملان مشروعا خاصا بكل طرف منهما لاحتلال منطقة الشرق الأوسط- استنادا لمعتقدات دينية كثير منها مصطنع لتبرير الاحتلال- إلا أن كلا منهما عون قوي للآخر في تدمير دول المنطقة، لتخلو الساحة من الجيوش القادرة على مواجهتهما.
وصاغ رئيس الوزراء الإسرائيلي ديفيد بن جوريون في ذلك الوقت مبدأ استراتيجيا في تحالفات إسرائيل، وهو أن تتحالف مع الدول والمكونات غير العربية في المنطقة، خاصة إيران وتركيا، لتتقوى بها ضد العرب، وهو المبدأ الذي لاقى قبولا لدى إيران وتركيا لتكون إسرائيل أداة ردع للبلاد العربية التي تكافح ضد تمدد النفوذ الإيراني والتركى.
ولا تصطدم إيران بإسرائيل إلا في حدود إذا ما تعدت إحداهما على نفوذ الأخرى، ولكنهما دائمتا التحالف حين يتعلق الأمر بتدمير دولة عربية.
ولم يختلف التحالف في عهد شاه إيران عن عهد الخميني، إلا في أنه بعد ثورة الخميني عام 1979 أصبح تحالفا مستترا، يجري عبر وسطاء، لتحافظ إيران على صورتها المزعومة بأنها نصيرة للقضية الفلسطينية وقائدة لما تصفه بالصحوة والمقاومة الإسلامية.
وكانت أبرز صفحات هذا التحالف في عهد شاه إيران في مجالي النفط والاستخبارات، وفي عهد ثورة الخميني في حرب الخليج الأولى لتدمير الجيش العراقي والمفاعل النووي العراقي، وفي مجالات النفط والملاحة البحرية والاستخبارات والتسليح.
ففي حرب الخليج الأولى بين إيران والعراق 1981-1988 رفع الخميني شعار "طريق القدس يمر من بغداد" لتبرير حربه على العراق.
وخلال تلك الفترة صدرت إسرائيل إلى إيران أسلحة ليتغلب بها على العراق فيما عرف في الغرب باسم فضيحة "إيران كونترا" و"إيران جيت".
كما امتد التعاون بينهما إلى عدوهما المشترك "العراق" إلى تعاون استخباراتي لإنجاح الضربة الإسرائيلية للمفاعل النووي العراقي الذي كان قيد الإنشاء.
وفي الفترة من 1989-2002 تحدثت صحف إسرائيلية وغربية عن إجراء مباحثات بين إيران وإسرائيل لإنشاء أنبوب "إيلات- أشكلون "عسقلان" لنقل النفط الإيراني عبره بدلا من قناة السويس.
وسأترك لك عزيزى القارئ استنتاج نظره هاتان الدولتان الى مصر وكيف يعتبران ويضعان مصر فى مكانه خاصه باعتبارها الدوله العربيه الوحيده التى تستطيع ان تقف وبحزم امام خططهماالتوسعيه.
لذا فتقديري للحاله الحاليه من التلاسن بين الطرفين لن تتعدى تلك المرحله ولن يكون هناك حرب عسكريه بالمعنى المفهوم وقد يكون هناك بعض العمليات المحدوده وربما من خلال عناصر بالوكاله من اتباع الطرفين فى العراق واليمن وسوريا ولبنان واسوء تقدير القيام بعمليات نوعيه فى دول خليجيه اخرى والصاقها بايران .
الكاتب اللواء تامر الشهاوى ضابط المخابرات الحربيه السابق وعضو مجلس النواب المصرى ولجنه الدفاع والامن القومى السابق والخبير الاستراتيجى.