في حوار لـ"العين الإخبارية".. قيادي سوري يكشف أسرار عن التدخل التركي.. يطمع في تلك المنطقة
قال مصطفى بالي، المتحدث باسم سوريا الديمقراطية، إن معطيات المعركة كافة تشير إلى وقوع إدلب " ضحية" صفقة تركية-روسية، تستهدف نزوح جميع سكانها، ما يصب في مصلحة أنقرة وأطماعها في الشمال السوري.
وأكد بالي في حوار مع "العين الإخبارية" أن النازحين ورقة ضغط تستغلها تركيا في المفاوضات مع الأطراف الأخرى، أو لتجنيدهم كمرتزقة لصالح عملياتها العسكرية بسوريا وخارجها.
وأكد مصطفى بالي أن المخطط التركي الاستعماري في الشمال السوري دخل حيز التنفيذ بعمليات التغيير الديموغرافي وبناء المستوطنات.
وأوضح أن مدن تل أبيض ورأس العين وعفرين الأكثر تضررا من التغيير الديموغرافي الذي تقوم به أنقرة ضمن عدوانها على الشمال السوري.
وأضاف المتحدث باسم سوريا الديمقراطية "جلبت تركيا أكثر من 1500 عائلة لرأس العين، وأكثر من 700 عائلة إلى تل أبيض من تركمان الأيغور والعناصر الإرهابية من داعش وتنظيمات أخرى بدلا من السكان الأصليين، تنفيذا لمخطط تركي ببناء حزام تركماني داخل الشمال السوري".
وأشار إلى أن تركيا استهدفت المكون الكردي منذ غزوها عفرين في يناير/كانون الثاني 2018، منوها بأنها أصبحت تستهدف كامل التركيبة السكانية، بما فيها العرب داخل تل أبيض ورأس العين".
كما استنكر بالي ادعاءات أردوغان بأن هدف بناء المستوطنات إعادة اللاجئين إلى ديارهم.
واعتبر القيادي بسوريا الديمقراطية أن أنقرة أعلنت جهرا عن مطامعها، تحقيقا لما تسميه بـ"الميثاق الملي"، الذي يدعي الحقوق التركية في ولايتي حلب السورية والموصل العراقية، وفقا للمعايير العثمانية وليس وفقا لتقسيم المحافظات الإداري حاليا.
وفند الميثاق قائلا "حسب التفسير التركي حلب تضم مدن اللاذقية وإدلب والرقة والحسكة ودير الزور، وتضم الموصل مدن دهوك وكركوك وأربيل، وهي المزاعم التي سُخر لها الإعلام التركي لكسب تأييد الرأي العام وتبرير احتلال أردوغان مدن أعزاز وعفرين وتل أبيض وجرابلس ورأس العين".
وعن خريطة انتشار قوات سوريا الديمقراطية أشار بالي إلى تمركز القوات في مناطق التماس مع تركيا بمحاذاة مدينتي رأس العين وتل بيض، مؤكدا استمرار الأعمال العسكرية والمبادرات السياسية والدبلوماسية لتحرير المناطق من الغزو التركي.
وأكد بالي ارتكاب الجيش التركي جرائم حرب، باستخدامه أسلحة غير تقليدية ظهرت آثارها على الضحايا والجرحى.
وأردف "هذا العدوان نتج عنه أكثر من 300 ألف نازح من رأس العين وتل أبيض، تم توزيعهم على مخيمات ومدارس في الرقة والحسكة والقامشلي".
يقول بالي "نجحت قواتنا في تعقب أبوبكر البغدادي منذ ما يقرب من عام"، موضحا دور القوات بداية من العمل الاستخباراتي وجمع المعلومات وتعقب الإرهابيين، وصولا إلى تنفيذ العملية بجميع مراحلها.
وعن حجم وجود داعش، أشار إلى أن النصر العسكري على التنظيم الإرهابي يعني تحرير مناطق جغرافية من سيطرة عناصره.
وحذر من ترديد عبارة "انتهاء داعش تماما"، خاصة أن التنظيم لا يزال موجودا قادرا على إعادة إنتاج نفسه من جديد بمسميات مختلفة، حسب وصفه.
وأشارت تقارير المرصد السوري لحقوق الإنسان، في يناير/كانون الثاني الجاري، إلى مقتل نحو 135 مدنيا في الرقة والحسكة ودير الزور ومنبج على أيدي عناصر مجهولة يرجح أنها خلايا داعشية، إضافة لإجبار مسلحين لبعض سكان ريف دير الزور لدفع أموال لهم.
يتابع بالي "داعش له أيديولوجية تشبه تلك التي يعتنقها أعضاء تنظيمات الإخوان والقاعدة تستهدف نشر التطرف، لذا القضاء على هذه الكيانات ليس سهلا"، مستشهدا بتحركات داعش الأخيرة داخل دير الزور.
واختتم حديثه قائلا "دحر داعش يتطلب نقلة نوعية دستورية في سوريا، تحمي الممارسة الديمقراطية في الحياة السياسية، لمحو أي وجود للإرهاب على أراضينا".