الحوار كامل.. بشار الأسد لـ"رأي نيوز": قطر دعمت الإرهاب في سوريا.. وهذا رأي في تظاهرات لبنان
في حوار نشرته وسائل الإعلام السورية - أجراه مع تلفزيون Rai news 24 الإيطالي الشهر الماضي ورفضت القناة بثه، أكد الرئيس السوري بشار الأسد أن قطر لعبت دورًا كبيرا في "إرهاب سوريا"، حيث دفعت أموالا طائلة للفقراء في الريف للانضمام إلى الجماعات المسلحة.
واعترف الأسد بأن هناك أخطاء من قبل الحكومة فيما يتعلق بإدارة الاقتصاد خلال السنوات الماضية، لكن هناك جهات تورطت في أن يسوء الأمر، قائلا: "عندما تفتح الاقتصاد بشكل ما، فإن المدن ستستفيد بشكل أكبر، وسيؤدي هذا إلى مزيد من الهجرة من المناطق الريفية إلى المدن، قد تكون هذه عوامل، وقد يكون لها بعض الدور، لكنها ليست هي القضية، لأنه في المناطق الريفية، حيث هناك درجة أكبر من الفقر، لعب المال القطري دورًا أكثر فعالية مما لعبه في المدن، وهذا طبيعي؛ إذ يمكن أن يدفع لهم أجر أسبوع على ما يمكن أن يقوموا به خلال نصف ساعة".
وأكد الأسد أن أوروبا كانت اللاعب الرئيسي في خلق الفوضى ومشكلة اللاجئين؛ بسبب دعمها المباشر للإرهاب إلى جانب الولايات المتحدة الأمريكية وتركيا ودول أخرى.
وشدد الأسد على أنه لم يستخدم الأسلحة الكيميائية ضد شعبه، وأن التسريبات الأخيرة حول تقرير منظمة حظر الأسلحة الكيميائية تثبت أن كل ما قالته سوريا على مدى السنوات القليلة الماضية كان صحيحًا، وأنها كانت محقة وهم كانوا مخطئين.
ودعا الأسد الدول التي تتدخل في سوريا للتوقف عن هذا التدخل، وكذلك التوقف عن انتهاك القانون الدولي والتزام الجميع به الأمر الذي ينعكس إيجابًا على وضع الشعب السوري، معتبرا أن المجتمع السوري، أفضل بكثير الآن.
وأضاف: "أعتقد أن مستقبل سوريا واعد، لأن من الطبيعي أن نخرج من هذه الحرب أكثر قوة، فيما يتعلق بالوضع على الأرض، فإن الجيش السوري يحقق تقدمًا على مدى السنوات القليلة الماضية، وحرر العديد من المناطق من الإرهابيين وبقيت إدلب، حيث توجد (جبهة النصرة) المدعومة من الأتراك، وهناك أيضًا الجزء الشمالي من سوريا، حيث غزا الأتراك أراضينا الشهر الماضي".
وأشار الرئيس السوري إلى أنه فيما يتعلق بالوضع السياسي فيمكن القول، إنه أصبح أكثر تعقيدًا بسبب وجود عدد أكبر من اللاعبين المنخرطين في الصراع السوري من أجل إطالة أمده وتحويله إلى حرب استنزاف.
وقال الأسد إنه منح العفو للجميع، وسيتخلى المسلحين عن أسلحتهم وسيلتزموا بالقوانين والوضع ليس معقدًا.. ليس "حرب أهلية" كما يسمونها في الغرب، لكن الإرهابيين كانوا يسيطرون على مناطق وتمت استعادتها ولم تكن هناك حربٌ طائفية ولا حربٌ عرقية ولا حرب سياسية، بل كان هناك إرهابيون مدعومون من قوى خارجية ولديهم المال والسلاح، ويحتلون تلك المنطقة.
وبشأن إمكانية تفاوضه وجلوسه مع الرئيس التركي رجب أردوغان قال الأسد، "لن أشعر بالفخر إذا تعين عليّ ذلك يومًا ما؛ بل سأشعر بالاشمئزاز من التعامل مع مثل هذا النوع من الإسلاميين الانتهازيين، ليسوا مسلمين، بل إسلاميين لكنني أقول دائمًا إن وظيفتي لا تتعلق بمشاعري، ولا بأن أكون سعيدًا أو غير سعيد بما أفعله، وظيفتي تتعلق بمصالح سوريا، وبالتالي أينما كانت تلك المصالح فسأتجه".
وشدد الأسد على أن الإرهاب في سوريا دعمته كل من أوروبا والولايات المتحدة وتركيا وآخرين؛ لكن أوروبا كانت اللاعب الرئيسي في خلق هذه الفوضى وأن الاتحاد الأوروبي دعم علنًا الإرهابيين في سوريا منذ اليوم الأول.
وأكد الرئيس السوري بشار الأسد أن روسيا تعتبر القانون الدولي في مصلحتها ومصلحة العالم أجمع، مشددا أنها لا تساوم على الأراضي السورية.
وقال الأس: "لفهم الدور الروسي، علينا أن نفهم المبادئ الروسية. الروس يعتبرون أن القانون الدولي، والنظام الدولي الذي يستند إليه، هو في مصلحة روسيا ومصلحة العالم أجمع. وبالتالي، فإن دعم سوريا، بالنسبة لهم، هو دعم للقانون الدولي. هذه نقطة".
ووأضاف "النقطة الثانية هي أن عملهم ضد الإرهابيين هو في مصلحة الشعب الروسي وفي مصلحة العالم بأسره. وبالتالي، فإن قيامهم بمساومات مع تركيا لا يعني أنهم يدعمون الغزو التركي، لكنهم أرادوا أن يلعبوا دوراً لإقناع الأتراك بأن عليهم أن يغادروا سوريا. إنهم لا يدعمون الأتراك. إنهم لا يقولون: “هذا واقع جيد ونحن نقبله، ويتعين على سوريا قبوله”. إنهم لا يقولون ذلك".
وتابع الرئيس السوري "لكن، وبسبب الدور الأمريكي السلبي، والدور الغربي السلبي فيما يتعلق بتركيا والأكراد، تدخل الروس من أجل تحقيق التوازن مع ذلك الدور. لجعل الوضع، أنا لا أقول أفضل الآن، وإنما أقل سوءا، إذا توخينا الدقة".
وأكمل "إذا، هذا هو دورهم في هذه الأثناء. أما في المستقبل، فموقفهم واضح جداً؛ سيادة سوريا وسلامة أراضيها. وسيادة سوريا وسلامة أراضيها يتناقضان مع الغزو التركي، وهذا واضح بجلاء".
وقال الرئيس السوري بشار الأسد إن "المظاهرات المطالبة بالإصلاح إيجابية، لكن التخريب والقتل وتدخل القوى الخارجية لا يمكن إلا أن يكون سيئاً وخطيراً".
وفي رده على سؤال حول "اللحظة الراهنة، والاضطرابات والفوضى التي تشهدها المنطقة، وهل ينعكس ذلك على الوضع في سوريا"، قال الأسد: "بالتأكيد، فكلما كانت هناك فوضى، ستنعكس سلباً على الجميع، وسيكون لها آثار جانبية وتبعات، وخصوصاً عندما يكون هناك تدخل خارجي. إن كان الأمر عفوياً.. إن كنت تتحدثين عن مظاهرات وأناس يطالبون بالإصلاح أو بتحسين الوضع الاقتصادي، أو أي حقوق أخرى، فإن ذلك إيجابي".
مضيفاً: "لكن عندما تكون عبارة عن تخريب ممتلكات وتدمير وقتل وتدخل من قبل القوى الخارجية، فلا يمكن لذلك إلا أن يكون سلبياً، لا يمكن إلا أن يكون سيئاً وخطيراً على الجميع في هذه المنطقة".
ورداً على السؤال: "هل أنتم قلقون حيال ما يحدث في لبنان، وهو جاركم الأقرب؟". قال الرئيس الأسد: "نفس الشيء. بالطبع، لبنان سيؤثر في سوريا أكثر من أي بلد آخر لأنه جارنا المباشر".
وأضاف: "لكن مرة أخرى، إذا كان ما يحدث عفوياً ويتعلق بالإصلاح والتخلص من النظام السياسي الطائفي، فإنه سيكون جيداً للبنان. ومجددا، فإن ذلك يعتمد على وعي الشعب اللبناني بألا يسمح لأي كان من الخارج أن يحاول استغلال التحرك العفوي أو المظاهرات في لبنان".