صحف السعودية تهتم بتطورات الأحداث في اليمن
اهتمت صحف السعودية بتطورات الأحداث في اليمن ومحاولات المتمردين الفاشلة للاعتداء على الأراضي السعودية.. وتحت عنوان "لو أرادت المملكة لسحقت الحوثيين في ساعات" قالت صحيفة "الوطن" في افتتاحيتها، إن الغارات الجوية التي شنتها طائرات التحالف العربي على صعدة حيث يعتقد الحوثيون بأنها معقلهم الآمن؛ لتوضح للانقلابيين في اليمن أن الواقع شيء وطموحاتهم شيء آخر، فلا مكان لهم يلجأون إليه إن لم يرموا السلاح ويسلموه للحكومة الشرعية، وينسحبوا من المناطق التي استولوا عليها تنفيذا لأوامر سادتهم في طهران.
وأضافت "إن كان الحوثيون يظنون أن المملكة سوف تسكت عن قذائفهم التي يطلقونها من صعدة صوب أراضيها فقد خانهم الظن، لأن المملكة قادرة على سحق ميليشياتهم في ساعات، وما توغل القوات السعودية أمس الأول من أمس باتجاه صعدة إلا رسالة لهم كي يفهموا حجمهم، ويعرفوا حدود قدراتهم وقدرات من يواجهون في معركة لن يهزم بها سواهم، وإن طال أمدها قليلا فذلك لتجنب الإضرار بالمدنيين".
من جانبها نقلت صحيفة "الحياة" اللندنية في طبعتها السعودية عن مصادر، إن القوات البرية السعودية تمركزت في مرتفعات قمم جبال الفرع بمحافظة صعدة بعدما طاردت ميليشيا الحوثي والقوات الموالية للرئيس السابق علي عبد الله صالح، لمنعها من محاولة إطلاق الصواريخ على القرى السعودية القريبة من الحدود.
كما أشارت الصحيفة إلى أنه قد وصلت إلى مطار عدن قوة سعودية مزودة بكاسحات ألغام، في سياق المشاركة في تثبيت الأمن بالمدينة، بعد شهر على تحريرها من قبضة الحوثيين. وسترسل إمدادات عاجلة إلى مدينة تعز اليمنية.
من جهتها أشارت صحيفة "الرياض" إلى أن قوات تابعة للتحالف العربي الذي تقوده المملكة لردع المتمردين الحوثيين وفلول الرئيس المخلوع علي عبد الله صالح سيطرت أمس على منطقة العطيفين في صعدة، عقب توغلها عبر منفذ الخضراء.
ونقلت عن مصادر داخل المقاومة الشعبية أن قوات برية تابعة للتحالف عبرت الحدود إلى اليمن، وسيطرت على منطقة العطيفين وجبل الهشيم ببلاد وآيلة بصعدة. مضيفة أن مقاتلات التحالف استبقت عملية التوغل بشن غارات عنيفة على المناطق المستهدفة، ما أسهم في توغل القوات ووصولها دون أن تلقى أي مقاومة.
كما أشارت الصحيفة، إلى ما أعلنته قيادة قوات التحالف رسميًا من سيطرتها على مواقع عدة في محافظة صعدة، التي تعد معقل ميليشيا الحوثى شمالي اليمن، ونقلت الصحيفة عن تصريحات صحفية للمتحدث باسمها العميد أحمد عسيري إن "العمل الدفاعي لا يعني الثبات، بل هناك عمليات هجومية للمواقع التي تستهدف الأراضي السعودية".
وأضاف "لا توجد للمملكة أو التحالف أي أطماع في الأراضي اليمنية، وهذا مؤكد وقطعي، إنما هو هدف تكتيكي لمنع ميليشيات الحوثي وأعوانه من قوات المخلوع صالح من الاستفادة من المواقع التي يسيطرون عليها".
وأضاف أن الحوثيين يواجهون صعوبات في أكثر من محافظة، وخسائرهم كبيرة لكنه أشار إلى ازدياد وتيرة استهداف الميليشيا للمواقع على الحدود اليمنية السعودية خلال الفترة الماضية. قائلا "من خلال هذه العمليات يريد الأنقلابيون تحقيق انتصارات إعلامية، بعد خسائرهم الفادحة في مدن اليمن".
وتابع "قيادة التحالف سوف تتخذ كل الإجراءات، ولن تعطي الحوثيين فرصة الاستمرار بهذه العمليات العبثية، وهناك تدرج أفقي من الجنوب إلى الشمال، وانتقلت إلى الخط الوسط في اليمن، كما هو حاصل في تعز ومآرب".
من ناحية أخرى أشارت صحيفة "الرياض" إلى انه قد وصلت لمحافظة مآرب أمس الأربعاء، طائرات أباتشي تابعة لقوات التحالف، في إطار تعزيز دول التحالف لجبهة المقاومة والجيش ضد الحوثيين وصالح.
ونقلت الصحيفة عن مصادر عسكرية وفي المقاومة، أن ثماني طائرات مروحيات "أباتشي" لدول التحالف وصلت إلى مطار شركة صافر بمآرب وهو المطار الذي جرى تجهيزه مؤخرا في إطار التجهيزات الجارية مع تدفق قوات عسكرية كبيرة إلى مآرب استعدادا لشن حملة عسكرية كبيرة .
كما أشارت إلى أنه وصلت خلال اليومين الماضيين تعزيزات عسكرية ضخمة قدمتها دول التحالف مكونة من عشرات الدبابات والعربات وحاملات جند، بهدف حسم المعركة. وشهدت جبهات القتال في مآرب معارك عنيفة أسفرت عن سقوط قتلى وجرحى من الطرفين.
وذكرت الصحيفة أن ذلك يأتي بعد وقت قصير من وصول قوة عسكرية سعودية إلى مطار عدن الدولي، وذلك في إطار عملية "إعادة الأمل" الساعية إلى دعم الشرعية وعودة الاستقرار إلى البلاد.
ونقلت الصحيفة عن مصادر عسكرية، إن القوة التي وصلت إلى عدن تضم 100 جندي سعودي، مدعومين بآليات منها كاسحات ألغام.
وكانت المقاومة الشعبية والقوات الشرعية نجحت في تحرير محافظة عدن في منتصف يوليو الماضي، وذلك بعد أيام قليلة على إطلاق التحالف العربي عملية "السهم الذهبي". وفي هذا الإطار، بدأت فرق نزع الألغام عمليات مسح للكشف عن الألغام، التي زرعها المتمردون، في مدينة عدن وعدد من المدن اليمنية الأخرى.
من جهة ثانية استبعد نائب رئيس هيئة الأركان العامة اليمني اللواء ناصر الظاهري أن تشن قوات التحالف هجوما بريا على صنعاء.. وذكر أن تطهيرها سيتم من داخلها، بواسطة رجال المقاومة الشعبية والضربات الجوية التي تستهدف ميليشيات الحوثي وقوات الرئيس السابق.
وقال الظاهري لـ"الحياة" إن تحرير صنعاء ستقوده المقاومة الشعبية بمساندة من قوات التحالف، من خلال ضرب الأهداف العسكرية التابعة للمتمردين، وبسند من القوات الموالية للشرعية التي تقف على مشارف صنعاء إذا تطلب الأمر تدخلها". وزاد: "نحن على يقين بأن المقاومة قادرة على شل حركة المتمردين واستعادة العاصمة من أيديهم".
من جهة أخرى كشفت مصادر في الأمم المتحدة عن أن المبعوث الدولي إلى اليمن إسماعيل ولد الشيخ أحمد، يحاول إقناع الحوثيين عبر المشاورات التي يجريها معهم في مسقط منذ يوم الأحد الماضي، بإعلان هدنة إنسانية تتيح وصول المساعدات الإنسانية، وإقناعهم بالانسحاب من المدن خاصة من تعز وإب، وإطلاق سراح المعتقلين وفقًا للبنود الواردة في القرار الدولي 2216.
وقال ماثيس جيلمان، في مكتب الأمين العام للأمم المتحدة، لصحيفة "الشرق الأوسط" الدولية في طبعتها السعودية إنه «بينما نحاول إحراز تقدم في المشاورات "في مسقط" إلا أنه لا تزال توجد اختلافات كبيرة".
من جانبه، قال السفير اليمني لدى الأمم المتحدة خالد اليماني: إن "المبعوث الخاص إسماعيل ولد الشيخ أحمد حصل قبل أسبوعين على ورقة من الحوثيين تشمل عشر نقاط تحدد موقفهم التفاوضي ومطالبتهم بتسوية سياسية وحصل منهم على وعد بالتعامل بإيجابية مع القرار 2216 وهو ما اعتبره ولد الشيخ أحمد إنجازا كبيرا لكن الحكومة اليمنية رفضت شروط الحوثيين باعتبارهم طرفا معتديا على السيادة اليمنية وقيامهم بقتل ممنهج لليمنيين وفق منهج طائفي، ولوحت الحكومة اليمنية بالتعامل معهم على أساس أنهم فئة إرهابية في حال استمروا في جرائمهم".
وتابع اليماني في تصريحات خاصة لـ"الشرق الأوسط": "ما علمناه من نتائج مشاورات إسماعيل ولد الشيخ أحمد مع الحوثيين وأنصار على عبد الله صالح، إن الطرف الحوثي متردد في التعاطي مع المقترحات التي قدمتها الحكومة اليمنية وإن المبعوث الخاص مستمر في مشاوراته في مسقط".
ورفض اليماني وصف جهود ولد الشيخ أحمد بالفاشلة وقال: "لا أريد أن أحكم على المبعوث الخاص لليمن فهو لا يزال في بداية المهمة المكلف بها وجاء إلى هذا المنصب في ظروف صعبة لكن نص خطاب تعيينه مبعوثا خاصا للأمين العام للأمم المتحدة إلى اليمن - يشير في أول فقرة أن مهمته هي البحث عن كل السبل لتنفيذ قرار مجلس الأمن 2216 وكل القرارات المتعلقة"، وشدد اليماني على أن العملية السياسية برمتها في اليمن قائمة على تنفيذ القرار 2216 وقال: "من يريد تعقيد الأزمة اليمنية هو من يخرج عن الالتزام بالقرار 2216".
وهاجم السفير اليماني الصمت الدولي إزاء عدم تنفيذ قرار مجلس الأمن 2216 الذي صدر تحت الفصل السابع باعتباره قرارا ملزما للأمين العام للأمم المتحدة للقيام بتنفيذه، مطالبا بأن يقوم الأمين العام للأمم المتحدة بجهد أكبر لتنفيذ قرار مجلس الأمن، وقال: "على الأمين العام أن يقوم بإرسال مبعوثيه للحوثيين وإجبارهم على التراجع والتسليم بما ارتكبوه من أخطاء وجرائم، وأن يدفع الدول المعنية للضغط على الحوثيين لتنفيذ القرار 2216".
وأضاف "المشكلة أن القرارات الصادرة تحت البند السابع أحيانا تشهد فتورًا من المجموعة الدولية في الإقدام على تنفيذها لكننا مصرون على متابعة تنفيذ القرار 2216 باعتباره خارطة الطريق لإنقاذ اليمن ويشتمل على كل الخطوات لتحقيق السلام وإنهاء الإجراءات الانقلابية وحظر الأسلحة والإفراج عن المعتقلين وغيرها".
وحول التناقض بين الصمت الدولي والتراخي تجاه تنفيذ القرار 2216 وفي الوقت نفسه صدور تقارير من عدة منظمات تابعة للأمم المتحدة حول الوضع الإنساني المأساوي في اليمن ووقوف اليمن على شفا مجاعة مع نقص الوقود والدواء قال اليماني: «هناك مساع موازية لإسقاط القرار 2216 عن طريق التباكي على الوضع الإنساني واستغلاله كورقة سياسية، فقد حرمت عدن وتعز وإب من المساعدات بسبب استيلاء عصابات صالح على تلك المساعدات. ومنذ تحرير عدن أستطيع أن أجزم أن ما دخل عدن من مساعدات إنسانية من قوات التحالف - منذ التحرير - أكثر بكثير من كل المساعدات الإنسانية التي قدمتها المنظمات الدولية إلى كل مناطق اليمن منذ بداية الأزمة».
وأكد السفير اليمني لدى الأمم المتحدة أن الوضع الإنساني تحسن كثيرا بعد وصول عشر طائرات عسكرية (تحمل أدوية طبية ومواد غذائية) وأربع سفن لقوات التحالف حملت أطنانا من المساعدات من المملكة السعودية والإمارات وقطر والبحرين.
وحمل اليماني الأمم المتحدة مسؤولية سقوط المساعدات الإنسانية في أيدي الحوثيين وقال: «على الرغم من الأوضاع الإنسانية والجهود لحلحلة المشكلة وفتح الباب أمام السفن التجارية منذ العاشر من أغسطس الحالي، وإقرار آلية لدخول السفن التجارية لليمن إلا أن هناك استثمارا سياسيا للوضع الإنساني للضغط على التحالف لوقف العمليات العسكرية».
وذكرت «الشرق الأوسط» انها حصلت على نسخة من الرسالة التي بعثتها الحكومة الشرعية باليمن إلى الأمين العام للأمم المتحدة حول الجرائم التي ارتكبتها ميليشيات الحوثي وأتباع المخلوع صالح، إذ أفاد التقرير أن مدينة تعز وهي ثالث أكبر المدن اليمنية تتعرض لقصف شامل بالمدفعية والكاتيوشا من قبل الميليشيات المتمردة للحوثيين، وعمدت منذ أكثر من ثمانية أيام على قصف الأحياء الآهلة بالسكان، وبلغت إحصائيات الوفيات ليوم الثلاثاء الماضي نحو 20 حالة وفاة، و7 وفيات من أسرة واحدة، و5 حالات أخرى لذات الأسرة هم جرحى بحالة خطيرة، كما رصدت الحكومة قصف المصلين في مسجد السعيدة وأوقع عشرة شهداء وثلاثين جريحًا.
من جهته قال وزير في الحكومة اليمنية، إن هناك بوادر إيجابية تجاه حل الأزمة اليمنية بين الحكومة الشرعية مع المتمردين من الحوثيين والموالين للرئيس المخلوع علي عبد الله صالح، عبر المباحثات التي يجريها إسماعيل ولد الشيخ أحمد، المبعوث الأممي لليمن في مسقط، مشيرا إلى أن الحكومة اليمنية تتعامل بروح المسؤولية، وحريصة على إنجاح مشاورات ولد الشيخ هناك.
وأوضح عز الدين الأصبحي، وزير حقوق الإنسان اليمني لـ«الشرق الأوسط»، أن الحكومة الشرعية لمست بوادر إيجابية من مشاورات المبعوث الأممي في مسقط، وأن الحكومة تتعامل بروح المسؤولية، وحريصة على إنجاح المبعوث الأممي إسماعيل ولد الشيخ أحمد، وتقدم كافة الدعم له لنجاح مهمته، مشيرا إلى أن الحكومة «تدعم خطواته في الوصول لأي حل عملي وتنفيذ القرار الدولي، وإعادة المؤسسات كافة إلى عملها».
وأضاف: «نحن على ثقة بأن الرؤية التي قدمتها حكومتنا إيجابية، وانطلقت من روح المسؤولية وحرصت بشدة على اليمن، ونأمل أن يتم التعاطي مع المبادرة من 10 نقاط بشكل إيجابي، كون أن الحكومة اليمنية الشرعية تريد أن تنقذ البلاد من الكارثة الواقعة وعدم استمرار الحرب وحل كافة النزاعات القائمة بما يضمن الحقوق المتساوية ورفض الخروج عن القانون، ورفض منهج إلغاء الآخر».
وقال الأصبحي، إن عودة كافة المؤسسات الحكومية، سيكون من المنطقي استئناف العملية السياسية بطريقة سليمة، وسنتعاطى بإيجابية مع إسماعيل ولد الشيخ أحمد وندعم مهمته وحريصون على نجاح مهمته، ونثق بقدراته.
وأشار وزير حقوق الإنسان إلى أن الحكومة اليمنية قدمت تقريرا للأمم المتحدة ترصد من خلاله سلسلة الجرائم التي ارتكبها الميليشيات الحوثية وأتباع المخلوع صالح في محافظة تعز، صباح أمس .. موضحا أن التقرير جرى بثه لكافة المنظمات الإنسانية المعنية في مجال حقوق الإنسان.
وبين الأصبحي، أنه برغم من سوداوية الوضع والمأساة الإنسانية فإن القصف الذي مارسته القوى المتمردة يعطي مؤشرا على تقهقر عسكري في صفوفهم، مفيدا «أن المتمردين الحوثيين يضربون المدنيين على بعد 20 إلى 30 كيلومترا باتجاه الأحياء السكنية المكتظة بالعزل، وهم لا يريدون أن يدخلوا المدينة بل ينوون إحداث الأذى الشديد لهم».
وذكر الوزير في الحكومة الشرعية اليمنية أن كافة الجبهات القتالية للمتمردين للحوثيين وأتباع المخلوع صالح «منهارة بالكامل»، وأن القوى المتمردة نفذت قرابة 49 حالة قصف على محافظة تعز وحدها باستخدام مدفعية الكاتيوشا.
وتطرق الأصبحي إلى أن القوى المتمردة اتجهت إلى تدمير المناطق الأثرية عبر قصف قلعة القاهرة والمساجد القديمة وسط مدينة تعز، فى محاولة استنساخ فكر «داعش» المتطرف، وجر اليمن إلى منزلقات طائفية، كما أن الانقلابيين بحسب الوزير اليمني يتعمدون ضرب المنشآت الصحية بطريقة ممنهجة، حيث رصدت الحكومة ضرب مستشفى الثورة بمحافظة تعز قرابة 18 مرة متتالية.
من جهة أخرى كشف أحمد مهدي فضيل محافظ لحج بأن 70% من أهالي المحافظة عادوا إلى منازلهم وأصبحوا يمارسون حياتهم بشكل طبيعي بعد أن تم تحرير لحج بالكامل وإعادة الخدمات لأجزاء كبيرة منها بفضل الدعم والمساندة التي لقيتها المحافظة من المملكة ومن دول الخليج.
وقال فضيل في تصريح ل"الرياض" إن الجهود قائمة على إعادة تأهيل المحافظة جراء النكبة التي حلت بها ونزوح أكثر من ثلثي سكانها جراء العدوان الذي شنه الحوثيين والألغام التي زرعوها قبل طردهم من المدينة مشيرا الى التركيز على إزالة الألغام في المناطق المأهولة بالسكان وتحديدا في الطرقات والمنازل والمستشفيات والمؤسسات الحكومية بعدها سيتم إيصال الماء والكهرباء إلى الأهالي، وفي هذا الجانب استطاعت الحكومة تأمين 40% من الخدمات لتوفير بيئة مناسبة لعودة النازحين والحياة الطبيعية.
وأوضح فضيل أن الحوثيين ما زالوا على مشارف "كرش" ويحاولون التسلل بين الفينة والأخرى لكن المقاومة دحرت مساعيهم الخبيثة أمام تقهقر قواتهم المستمر، مبينا أن الحوثيين لجأوا إلى خطف المواطنين الذين يتواجدون على حدود "كرش" في مساعي لتحقيق نصر إعلامي زائف، مفيدا بأن هناك خطوات تقوم بها الحكومة نحو تعزيز القوة في "كرش" بالإضافة إلى الاستفادة من المقاومة في لحج لتقديم العون لإخوتهم في تعز ومن ثم الاتجاه لتحرير المناطق الشمالية.
وأضاف أن الحوثيين يواجهون صعوبات في أكثر من محافظة، وخسائرهم كبيرة لكنه أشار إلى ازدياد وتيرة استهداف الميليشيا للمواقع على الحدود اليمنية السعودية خلال الفترة الماضية. قائلا "من خلال هذه العمليات يريد الأنقلابيون تحقيق انتصارات إعلامية، بعد خسائرهم الفادحة في مدن اليمن".
وتابع "قيادة التحالف سوف تتخذ كل الإجراءات، ولن تعطي الحوثيين فرصة الاستمرار بهذه العمليات العبثية، وهناك تدرج أفقي من الجنوب إلى الشمال، وانتقلت إلى الخط الوسط في اليمن، كما هو حاصل في تعز ومآرب".
من ناحية أخرى أشارت صحيفة "الرياض" إلى انه قد وصلت لمحافظة مآرب أمس الأربعاء، طائرات أباتشي تابعة لقوات التحالف، في إطار تعزيز دول التحالف لجبهة المقاومة والجيش ضد الحوثيين وصالح.
ونقلت الصحيفة عن مصادر عسكرية وفي المقاومة، أن ثماني طائرات مروحيات "أباتشي" لدول التحالف وصلت إلى مطار شركة صافر بمآرب وهو المطار الذي جرى تجهيزه مؤخرا في إطار التجهيزات الجارية مع تدفق قوات عسكرية كبيرة إلى مآرب استعدادا لشن حملة عسكرية كبيرة .
كما أشارت إلى أنه وصلت خلال اليومين الماضيين تعزيزات عسكرية ضخمة قدمتها دول التحالف مكونة من عشرات الدبابات والعربات وحاملات جند، بهدف حسم المعركة. وشهدت جبهات القتال في مآرب معارك عنيفة أسفرت عن سقوط قتلى وجرحى من الطرفين.
وذكرت الصحيفة أن ذلك يأتي بعد وقت قصير من وصول قوة عسكرية سعودية إلى مطار عدن الدولي، وذلك في إطار عملية "إعادة الأمل" الساعية إلى دعم الشرعية وعودة الاستقرار إلى البلاد.
ونقلت الصحيفة عن مصادر عسكرية، إن القوة التي وصلت إلى عدن تضم 100 جندي سعودي، مدعومين بآليات منها كاسحات ألغام.
وكانت المقاومة الشعبية والقوات الشرعية نجحت في تحرير محافظة عدن في منتصف يوليو الماضي، وذلك بعد أيام قليلة على إطلاق التحالف العربي عملية "السهم الذهبي". وفي هذا الإطار، بدأت فرق نزع الألغام عمليات مسح للكشف عن الألغام، التي زرعها المتمردون، في مدينة عدن وعدد من المدن اليمنية الأخرى.
من جهة ثانية استبعد نائب رئيس هيئة الأركان العامة اليمني اللواء ناصر الظاهري أن تشن قوات التحالف هجوما بريا على صنعاء.. وذكر أن تطهيرها سيتم من داخلها، بواسطة رجال المقاومة الشعبية والضربات الجوية التي تستهدف ميليشيات الحوثي وقوات الرئيس السابق.
وقال الظاهري لـ"الحياة" إن تحرير صنعاء ستقوده المقاومة الشعبية بمساندة من قوات التحالف، من خلال ضرب الأهداف العسكرية التابعة للمتمردين، وبسند من القوات الموالية للشرعية التي تقف على مشارف صنعاء إذا تطلب الأمر تدخلها". وزاد: "نحن على يقين بأن المقاومة قادرة على شل حركة المتمردين واستعادة العاصمة من أيديهم".
من جهة أخرى كشفت مصادر في الأمم المتحدة عن أن المبعوث الدولي إلى اليمن إسماعيل ولد الشيخ أحمد، يحاول إقناع الحوثيين عبر المشاورات التي يجريها معهم في مسقط منذ يوم الأحد الماضي، بإعلان هدنة إنسانية تتيح وصول المساعدات الإنسانية، وإقناعهم بالانسحاب من المدن خاصة من تعز وإب، وإطلاق سراح المعتقلين وفقًا للبنود الواردة في القرار الدولي 2216.
وقال ماثيس جيلمان، في مكتب الأمين العام للأمم المتحدة، لصحيفة "الشرق الأوسط" الدولية في طبعتها السعودية إنه «بينما نحاول إحراز تقدم في المشاورات "في مسقط" إلا أنه لا تزال توجد اختلافات كبيرة".
من جانبه، قال السفير اليمني لدى الأمم المتحدة خالد اليماني: إن "المبعوث الخاص إسماعيل ولد الشيخ أحمد حصل قبل أسبوعين على ورقة من الحوثيين تشمل عشر نقاط تحدد موقفهم التفاوضي ومطالبتهم بتسوية سياسية وحصل منهم على وعد بالتعامل بإيجابية مع القرار 2216 وهو ما اعتبره ولد الشيخ أحمد إنجازا كبيرا لكن الحكومة اليمنية رفضت شروط الحوثيين باعتبارهم طرفا معتديا على السيادة اليمنية وقيامهم بقتل ممنهج لليمنيين وفق منهج طائفي، ولوحت الحكومة اليمنية بالتعامل معهم على أساس أنهم فئة إرهابية في حال استمروا في جرائمهم".
وتابع اليماني في تصريحات خاصة لـ"الشرق الأوسط": "ما علمناه من نتائج مشاورات إسماعيل ولد الشيخ أحمد مع الحوثيين وأنصار على عبد الله صالح، إن الطرف الحوثي متردد في التعاطي مع المقترحات التي قدمتها الحكومة اليمنية وإن المبعوث الخاص مستمر في مشاوراته في مسقط".
ورفض اليماني وصف جهود ولد الشيخ أحمد بالفاشلة وقال: "لا أريد أن أحكم على المبعوث الخاص لليمن فهو لا يزال في بداية المهمة المكلف بها وجاء إلى هذا المنصب في ظروف صعبة لكن نص خطاب تعيينه مبعوثا خاصا للأمين العام للأمم المتحدة إلى اليمن - يشير في أول فقرة أن مهمته هي البحث عن كل السبل لتنفيذ قرار مجلس الأمن 2216 وكل القرارات المتعلقة"، وشدد اليماني على أن العملية السياسية برمتها في اليمن قائمة على تنفيذ القرار 2216 وقال: "من يريد تعقيد الأزمة اليمنية هو من يخرج عن الالتزام بالقرار 2216".
وهاجم السفير اليماني الصمت الدولي إزاء عدم تنفيذ قرار مجلس الأمن 2216 الذي صدر تحت الفصل السابع باعتباره قرارا ملزما للأمين العام للأمم المتحدة للقيام بتنفيذه، مطالبا بأن يقوم الأمين العام للأمم المتحدة بجهد أكبر لتنفيذ قرار مجلس الأمن، وقال: "على الأمين العام أن يقوم بإرسال مبعوثيه للحوثيين وإجبارهم على التراجع والتسليم بما ارتكبوه من أخطاء وجرائم، وأن يدفع الدول المعنية للضغط على الحوثيين لتنفيذ القرار 2216".
وأضاف "المشكلة أن القرارات الصادرة تحت البند السابع أحيانا تشهد فتورًا من المجموعة الدولية في الإقدام على تنفيذها لكننا مصرون على متابعة تنفيذ القرار 2216 باعتباره خارطة الطريق لإنقاذ اليمن ويشتمل على كل الخطوات لتحقيق السلام وإنهاء الإجراءات الانقلابية وحظر الأسلحة والإفراج عن المعتقلين وغيرها".
وحول التناقض بين الصمت الدولي والتراخي تجاه تنفيذ القرار 2216 وفي الوقت نفسه صدور تقارير من عدة منظمات تابعة للأمم المتحدة حول الوضع الإنساني المأساوي في اليمن ووقوف اليمن على شفا مجاعة مع نقص الوقود والدواء قال اليماني: «هناك مساع موازية لإسقاط القرار 2216 عن طريق التباكي على الوضع الإنساني واستغلاله كورقة سياسية، فقد حرمت عدن وتعز وإب من المساعدات بسبب استيلاء عصابات صالح على تلك المساعدات. ومنذ تحرير عدن أستطيع أن أجزم أن ما دخل عدن من مساعدات إنسانية من قوات التحالف - منذ التحرير - أكثر بكثير من كل المساعدات الإنسانية التي قدمتها المنظمات الدولية إلى كل مناطق اليمن منذ بداية الأزمة».
وأكد السفير اليمني لدى الأمم المتحدة أن الوضع الإنساني تحسن كثيرا بعد وصول عشر طائرات عسكرية (تحمل أدوية طبية ومواد غذائية) وأربع سفن لقوات التحالف حملت أطنانا من المساعدات من المملكة السعودية والإمارات وقطر والبحرين.
وحمل اليماني الأمم المتحدة مسؤولية سقوط المساعدات الإنسانية في أيدي الحوثيين وقال: «على الرغم من الأوضاع الإنسانية والجهود لحلحلة المشكلة وفتح الباب أمام السفن التجارية منذ العاشر من أغسطس الحالي، وإقرار آلية لدخول السفن التجارية لليمن إلا أن هناك استثمارا سياسيا للوضع الإنساني للضغط على التحالف لوقف العمليات العسكرية».
وذكرت «الشرق الأوسط» انها حصلت على نسخة من الرسالة التي بعثتها الحكومة الشرعية باليمن إلى الأمين العام للأمم المتحدة حول الجرائم التي ارتكبتها ميليشيات الحوثي وأتباع المخلوع صالح، إذ أفاد التقرير أن مدينة تعز وهي ثالث أكبر المدن اليمنية تتعرض لقصف شامل بالمدفعية والكاتيوشا من قبل الميليشيات المتمردة للحوثيين، وعمدت منذ أكثر من ثمانية أيام على قصف الأحياء الآهلة بالسكان، وبلغت إحصائيات الوفيات ليوم الثلاثاء الماضي نحو 20 حالة وفاة، و7 وفيات من أسرة واحدة، و5 حالات أخرى لذات الأسرة هم جرحى بحالة خطيرة، كما رصدت الحكومة قصف المصلين في مسجد السعيدة وأوقع عشرة شهداء وثلاثين جريحًا.
من جهته قال وزير في الحكومة اليمنية، إن هناك بوادر إيجابية تجاه حل الأزمة اليمنية بين الحكومة الشرعية مع المتمردين من الحوثيين والموالين للرئيس المخلوع علي عبد الله صالح، عبر المباحثات التي يجريها إسماعيل ولد الشيخ أحمد، المبعوث الأممي لليمن في مسقط، مشيرا إلى أن الحكومة اليمنية تتعامل بروح المسؤولية، وحريصة على إنجاح مشاورات ولد الشيخ هناك.
وأوضح عز الدين الأصبحي، وزير حقوق الإنسان اليمني لـ«الشرق الأوسط»، أن الحكومة الشرعية لمست بوادر إيجابية من مشاورات المبعوث الأممي في مسقط، وأن الحكومة تتعامل بروح المسؤولية، وحريصة على إنجاح المبعوث الأممي إسماعيل ولد الشيخ أحمد، وتقدم كافة الدعم له لنجاح مهمته، مشيرا إلى أن الحكومة «تدعم خطواته في الوصول لأي حل عملي وتنفيذ القرار الدولي، وإعادة المؤسسات كافة إلى عملها».
وأضاف: «نحن على ثقة بأن الرؤية التي قدمتها حكومتنا إيجابية، وانطلقت من روح المسؤولية وحرصت بشدة على اليمن، ونأمل أن يتم التعاطي مع المبادرة من 10 نقاط بشكل إيجابي، كون أن الحكومة اليمنية الشرعية تريد أن تنقذ البلاد من الكارثة الواقعة وعدم استمرار الحرب وحل كافة النزاعات القائمة بما يضمن الحقوق المتساوية ورفض الخروج عن القانون، ورفض منهج إلغاء الآخر».
وقال الأصبحي، إن عودة كافة المؤسسات الحكومية، سيكون من المنطقي استئناف العملية السياسية بطريقة سليمة، وسنتعاطى بإيجابية مع إسماعيل ولد الشيخ أحمد وندعم مهمته وحريصون على نجاح مهمته، ونثق بقدراته.
وأشار وزير حقوق الإنسان إلى أن الحكومة اليمنية قدمت تقريرا للأمم المتحدة ترصد من خلاله سلسلة الجرائم التي ارتكبها الميليشيات الحوثية وأتباع المخلوع صالح في محافظة تعز، صباح أمس .. موضحا أن التقرير جرى بثه لكافة المنظمات الإنسانية المعنية في مجال حقوق الإنسان.
وبين الأصبحي، أنه برغم من سوداوية الوضع والمأساة الإنسانية فإن القصف الذي مارسته القوى المتمردة يعطي مؤشرا على تقهقر عسكري في صفوفهم، مفيدا «أن المتمردين الحوثيين يضربون المدنيين على بعد 20 إلى 30 كيلومترا باتجاه الأحياء السكنية المكتظة بالعزل، وهم لا يريدون أن يدخلوا المدينة بل ينوون إحداث الأذى الشديد لهم».
وذكر الوزير في الحكومة الشرعية اليمنية أن كافة الجبهات القتالية للمتمردين للحوثيين وأتباع المخلوع صالح «منهارة بالكامل»، وأن القوى المتمردة نفذت قرابة 49 حالة قصف على محافظة تعز وحدها باستخدام مدفعية الكاتيوشا.
وتطرق الأصبحي إلى أن القوى المتمردة اتجهت إلى تدمير المناطق الأثرية عبر قصف قلعة القاهرة والمساجد القديمة وسط مدينة تعز، فى محاولة استنساخ فكر «داعش» المتطرف، وجر اليمن إلى منزلقات طائفية، كما أن الانقلابيين بحسب الوزير اليمني يتعمدون ضرب المنشآت الصحية بطريقة ممنهجة، حيث رصدت الحكومة ضرب مستشفى الثورة بمحافظة تعز قرابة 18 مرة متتالية.
من جهة أخرى كشف أحمد مهدي فضيل محافظ لحج بأن 70% من أهالي المحافظة عادوا إلى منازلهم وأصبحوا يمارسون حياتهم بشكل طبيعي بعد أن تم تحرير لحج بالكامل وإعادة الخدمات لأجزاء كبيرة منها بفضل الدعم والمساندة التي لقيتها المحافظة من المملكة ومن دول الخليج.
وقال فضيل في تصريح ل"الرياض" إن الجهود قائمة على إعادة تأهيل المحافظة جراء النكبة التي حلت بها ونزوح أكثر من ثلثي سكانها جراء العدوان الذي شنه الحوثيين والألغام التي زرعوها قبل طردهم من المدينة مشيرا الى التركيز على إزالة الألغام في المناطق المأهولة بالسكان وتحديدا في الطرقات والمنازل والمستشفيات والمؤسسات الحكومية بعدها سيتم إيصال الماء والكهرباء إلى الأهالي، وفي هذا الجانب استطاعت الحكومة تأمين 40% من الخدمات لتوفير بيئة مناسبة لعودة النازحين والحياة الطبيعية.
وأوضح فضيل أن الحوثيين ما زالوا على مشارف "كرش" ويحاولون التسلل بين الفينة والأخرى لكن المقاومة دحرت مساعيهم الخبيثة أمام تقهقر قواتهم المستمر، مبينا أن الحوثيين لجأوا إلى خطف المواطنين الذين يتواجدون على حدود "كرش" في مساعي لتحقيق نصر إعلامي زائف، مفيدا بأن هناك خطوات تقوم بها الحكومة نحو تعزيز القوة في "كرش" بالإضافة إلى الاستفادة من المقاومة في لحج لتقديم العون لإخوتهم في تعز ومن ثم الاتجاه لتحرير المناطق الشمالية.