محللون يتوقعون تأجيل رفع الفائدة في بريطانيا بسبب مخاوف التباطؤ الصيني
توقع خبراء ومحللون اقتصاديون بريطانيون تأجيل رفع أسعار الفائدة في بريطانيا وسط تراجع البورصات العالمية بسبب استمرار الغموض حول الاقتصاد الصيني، والخوف من دخول الاقتصاد العالمي في ازمة مالية جديدة.
وكانت بورصة شنجهاي قد أغلقت اليوم الاربعاء على انخفاض بنسبة 1.3%، بينما اغلقت يوم الاثنين، على تراجع بلغ 8.49% في أكبر خسارة يومية لها منذ 8 سنوات، والأسبوع الماضي بلغت خسائر هذه البورصة 11%.
وقال محافظ بنك انجلترا مارك كارني في وقت سابق هذا الشهر إن توقيت رفع معدلات أسعار الفائدة يقترب، مشيرا إلى أن تزايد التكهنات بشأن رفع أسعار الفائدة إشارة مرحب بها بإن الاقتصاد يعود الى حالته الطبيعية، حيث تتوقع الأسواق زيادة أسعار الفائدة مع بداية العام القادم.
ورغم ذلك، توجد مخاوف بشأن تأثير الاضطرابات الأخيرة في الأسواق المالية على الاقتصاد البريطاني.
وقالت فيكي ريدوود كبيرة المحللين الاقتصاديين في مؤسسة "كابيتال ايكونومكس" إن الأحداث الحالية ستدفع البعض في لجنة السياسة النقدية في بنك انجلترا للحذر من زيادة اسعار الفائدة.
واوضحت لشبكة "آي تي في" الاخبارية بالقول "هذا ليس تغييرا كبيرا في التوجهات، ولكن ما يحدث حاليا سيؤجل قليلا مناقشة رفع اسعار الفائدة".
واضافت "سيعطي ذلك فرصة لأعضاء اللجنة لدفع قرار رفع اسعار الفائدة الى ما بعد بداية عام 2016".
وقالت "توقعنا رفع أسعار الفائدة في الربع الثاني من العام القادم ونحن ملتزمون بذلك.. بالطبع إاذا استمرت الاضطرابات ولم يحدث تعاف خلال الشهرين القادمين او تم تبرير حالة القلق من الاقتصاد الصيني، فان ذلك سيؤجل قرار لجنة السياسة النقدية".
من جانبه، قال آلان كلارك المحلل الاقتصادي في "سكوتيا بنك" إن السوق يشعر بأن الأحداث الأخيرة ستؤخر زيادة أسعار الفائدة أكثر من الوقت المعلن، متسائلا حول سبب التسرع في رفع اسعار الفائدة، مؤكدا على أن الحالة النفسية للمستثمرين في وضع صعب، وهناك حاجة لبذل المزيد لاستعادة ثقة المستثمرين.
وقال اندرو جودوين الخبير والمحلل الاقتصادي في مؤسسة "أكسفورد ايكونوميكس ليميتد" إان مؤسسته توقعت استمرار التباطؤ الصيني بالفعل، وأن الموقف الاخير يعمق تلك النظرة.
وأضاف "وجهة نظرنا اننا نؤجل اي رفع في اسعار الفائدة من الربع الاول الى الربع الثاني العام القادم.. الامر يعتمد على الوقت الذي سيستغرقه الموقف الحالي والاثر السلبي الذي سيتركه، ولكننا متشائمين بالفعل تجاه الوضع في الصين وهذه الاحداث تعزز ذلك"، مشيرا الى انه اذا لم تستطع الصين منع استمرار التباطؤ، فان آثارها ستمتد الى جميع دول العالم.