سعد الحريري في حوار لـ "وام": لن نسمح باستهداف دول الخليج.. وهذا رأيي في الهجوم على أرامكو السعودية
أكد رئيس مجلس الوزراء اللبناني سعد الحريري في حوار مع وكالة أنباء الإمارات (وام) أنّ "حكومة لبنان تقف ضد أي أنشطة عدائية تستهدف دول الخليج العربي"، وقال: "أؤكد بصفتي رئيسا للحكومة، أنني أرفض أي تورط لبناني في النزاعات الدائرة حولنا، كما أشدد على أن الحكومة اللبنانية ترفض التدخل أو المشاركة في أي أنشطة عدائية لأي منظمة تستهدف دول الخليج العربي".
وأضاف الحريري: "لقد اتخذت الحكومة اللبنانية قرارا بعدم التدخل في النزاعات الخارجية أو في الشؤون الداخلية للدول العربية، ولكن مع الأسف يتم انتهاك هذا القرار، ليس من قبل الحكومة ولكن من قبل أحد الأطراف السياسية المشاركة في الحكومة"، مشدّداً على أنّه ينبغي توجيه الاتهام إلى "حزب الله" بوصفه "جزءاً من النظام الإقليمي وليس بصفته أحد أطراف الحكومة اللبنانية".
وأكّد أن لبنان يمثّل "جزءا لا يتجزأ من العالم العربي، ويرتبط استقرارها باستقرار وأمن العالم العربي بشكل عام، ولاسيما فيما يخص الجوانب السياسية والاقتصادية"، مشيراً إلى أنّ زيارته الى الامارارت "تمثّل أيضاً فرصة للالتقاء بالجالية اللبنانية في الإمارات، التي تعتبر أكبر الجاليات اللبنانية في منطقة الخليج العربي".
وأكّد أنّ الجالية اللبنانية في الإمارات تعتبر "ثروة إستراتيجية للبنان والإمارات"، مضيفاً أنّه "من المهم للغاية أن تجد الدولتان سبلا للاستفادة من شبكات الجاليات اللبنانية في أفريقيا وفي مناطق أخرى لتعود بالنفع على لبنان والإمارات".
وعبّر الحريري عن امتنانه للدعم الخليجي للمواهب اللبنانية، لافتاً إلى أنّ "منطقة الخليج أصبحت منطقة في منتهى الأهمية للموظفين ورجال الأعمال والمساهمين اللبنانيين".
كما أشار إلى أنّ "دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية تعتبر لبنان واحة عربية ومركز جذب للأعمال التجارية ورأس المال، وقد ساهمت هذه العوامل في تعزيز المصالح المشتركة بين لبنان ودول الخليج"، مؤكداً أنّ "القيادة السياسية في الإمارات تولي أهمية كبرى لأمن واستقرار لبنان" مضيفاً أنّه "يتطلع لتعزيز علاقات بلده بالإمارات".
وتعليقاً على هجمات الطائرات المسيرة على منشأتين نفطيتين في المملكة العربية السعودية في 17 أيلول الماضي، قال: "لقد كانت خطوة متهورة وضعت الخليج العربي والسلام الإقليمي على شفا الانفجار وأدت إلى ارتفاع مستوى التوتر في المنطقة".
وأضاف: "نحن في لبنان نثق في حكمة قيادة المملكة العربية السعودية، التي سلطت الضوء على الأهداف المتعمدة من هذا العدوان ولم تستجب لمحاولات استفزازها من قبل الجانب الآخر".
واقترح الحريري حلّاً سياسيّاً للأزمة عبر الحوار، مؤكداً أنّه "يتعين على المجتمع الدولي تحمل مسؤولياته لوقف التدخل في الشؤون الداخلية للدول العربية".
كما عبّر عن أمله في أن يساهم "مؤتمر الاستثمار الإماراتي - اللبناني" في جذب الإستثمارات الإماراتية إلى لبنان ولا سيما في قطاعات الغذاء، والبنية التحتية، والنفط والغاز، والطاقة المتجددة"، موضحاً أنّه "سيناقش مع المسؤولين كيف يمكن للبنان المساهمة في تحقيق أهداف استراتيجية الأمن الغذائي في الإمارات".
وأشار إلى أنّ "الوفد المصاحب له سيستعرض فرص الاستثمار المتعددة في قطاع النفط والغاز"، مشيراً إلى أنّه "سيتم إجراء نقاشات جادة بشأن فرص الاستثمار في قطاع الطاقة المتجددة والمشروعات ذات الصلة".
وفيما يخصّ قطاع البنية التحتية، أوضح الحريري أنّ "لبنان قدّم برنامجاً لاستثمار رأس المال في بلاده خلال مؤتمر "سيدر" الاقتصادي الذي انعقد بمشاركة 50 دولة بهدف دعم اقتصاد لبنان، في باريس العام الماضي"، مشيراً إلى أنّ "استثمارات بقيمة 17 مليار دولار ستتدفق لدعم قطاع البنية التحتية خلال 8 إلى 10 سنوات من الآن".
وأنهى الحريري حديثه قائلاً: "نأمل من خلال استعراض بعض مشاريعنا أن نجذب استثمارات إماراتية إلى هذا القطاع " البنية التحتية".