عاجل
الأحد 22 ديسمبر 2024
رئيس مجلس الادارة
رجب رزق
رئيس التحرير
سامي خليفة
الرئيسية القائمة البحث

"أكتوبر73" انتصار دولة ونكسة سينما


مرت 46 عام نصر أكتوبر العظيم، والذي أطلق عليها "حرب العاشر من رمضان" كما تعرف في مصر، أو حرب تشرين التحريرية كما تعرف في سوريا، أو حرب يوم الغفران كما تعرف في إسرائيل، وتعد حرب 73 من أعظم الأحداث في التاريخ المصري الحديث، والتي جعلت العالم على علم بقوة وشجاعة وعزيمة الجيش المصري، وقدرته على الدفاع عن بلدة وتحقيق النصر تحت كل الظروف والضغوط، فقد تمكن الجيش المصري من القضاء على أكذوبة الجيش الإسرائيلي الذي لا يقهر، وكانت حرب تُدرس في جميع المعاهد والكليات العسكرية حتى وقتنا هذا، فكان هذا أنتصار للوطن، وعودة لشموخة وكرامتة أمام دول العالم.

ولكن لاحق هذا الأنتصار نكسة في السينما المصرية، فمن الواضح أن الهزيمة كانت سبباً في الإبداع، حيث أنتج أكثر من 12 فيلم سينمائي، يُرصد من خلالة حرب الاستنزاف، وهي الحرب التي خلخلت صفوف العدو لسنوات طويلة، حتى قضى الجيش المصري على نظيرة بالضربة القاضية في حرب 73، وبعد الأنتصار شهدت السينما المصرية حالة تراخي في الإنتاج، حيث أن السينما المصرية لم تنتج سوى 5 أفلام فقط ترصد النصر العظيم خلال حرب 73، فكيف لنا أن ننتج عن هذا النصر الذي يدرس في جميع المعاهد العسكرية سوى خمس أفلام فقط، فهل نصر أكتوبر يستحق منا ذلك.

رغم الهزيمة التي نالت أمريكا في حرب فيتنام، إلا أنها أنتجت أفلام عالمية عن تلك الحرب، فأمريكا أنتجت من خلال السينما أكثر من 15 فيلم سينمائي طويل، تؤرخ من خلالة أحداث حرب فيتنام، فالعالم أجمع يعرف أن رجال الجيش الأمريكي كانوا بمثابة "الجزارين" في أرض القتال، ولكن في كل الأفلام التي أنتجوها عن تلك الحرب، هم أظهروا الجيش الأمريكي كملائكة تحمل الجرحى إلى أرض السلام، والغرض من كل هذا هو توثيق تاريخ الجيش الأمريكي الأنساني المزيف للأجيال القادمة من الأمريكان والعالم، فنحن نمتلك حرباً كانت بمثابة معجزة إلهية، فكيف لا نوثقها من خلال الكثير من الأفلام الحربية، والبطولات التي لا يعرفها الشعب المصري عن تلك الحرب، فالسينما الحربية ما هي إلا توثيق للتاريخ، وتذكير للعقول، فالفيلم الحربي له عوامل إيجابية لرفع الروح المعنوية عند الشباب المصري، وما حدث من المنتجين ما هو إلا بمثابة نكسه حقيقية من السينما المصرية في حق أنتصار أكتوبر المجيد.

وهناك الكثير أيضاً فالنكسة الكبرى كانت لحظة العبور، فلحظة عبور الجيش المصري لأكذوبة "خط بارليف" لم توثق سينمائياً، فهناك أغراض عسكرية لا أعرفها على الأطلاق، فمن الممكن أن يكون عدم تصوير لحظة العبور من سرية الخطة، وكل ما يعرض لنا من الشاشة الصغيرة للحظة العبور، هي مشاهد تصويرية بعد العبور، قام بها أبطال جيشنا العظام، لمحاولة أنقاذ الموقف وتوثيق التاريخ من خلال شريط السينما.