عرض استراتيجية مصر فى تعزيز بناء قدرات الذكاء الاصطناعي بالصين
عرض الوفد المصرى، الذى يشارك فى المؤتمر الدولى الذى تنظمه وزارة التعليم بجمهورية الصين الشعبية، استراتيجية مصر فى تعزيز بناء القدرات المصرية والإفريقية فى مجال الذكاء الاصطناعى خلال جلسة نقاشية بعنوان بناء قدرات الذكاء الاصطناعى فى إفريقيا.
وأشار الوفد المصرى، إلى أنه فى ضوء زيادة سعة الحوسبة وتوافر البيانات أصبح الذكاء الاصطناعى واحدًا من التقنيات الاستراتيجية فى القرن الحادى والعشرين، حيث يقدم الذكاء الاصطناعى مكاسب هائلة فى الكفاءة والأداء لمعظم القطاعات الصناعية ودعم صناعة القرار من خلال الاستخدام الأفضل للمعلومات، حيث قامت مصر مؤخرًا بنشر استراتيجية رؤية مصر 2030 للتنمية المستدامة، والتى يتم فيها توسيع الركيزة الثالثة الخاصة بالمعرفة والابتكار والبحث العلمى لتشمل إنتاج ونقل المعرفة بجميع أشكالها فى مختلف مستويات التعليم، وآليات رعاية الشباب، ورعاية المواهب، وكذلك تشجيع الابتكار والبحث العلمى والمساهمة المعرفية الأكاديمية.
وتابع الوفد :"تعد مصر حاليًا الاستراتيجية الوطنية للذكاء الاصطناعى فى مصر لضمان اتباع نهج منسق يستفيد إلى أقصى حد من الفرص التى يتيحها الذكاء الاصطناعى والتصدى للتحديات، والتى تؤدى إلى تحقيق مكاسب فى زيادة الإنتاجية، وزيادة الناتج المحلى الإجمالى (GDP) والأجور وبالمثل سيكون بناء ثقة الجمهور وثقته أمرًا حيويًا للتطوير الناجح لصناعة الذكاء الاصطناعى فى مصر.
كما أكدوا أن أحد أهداف الاستراتيجية المصرية فى مجال الذكاء الاصطناعى هو بناء قدرات الموارد البشرية فى هذا المجال من خلال زيادة القدرة البشرية على التعليم الأساسى والعالى، وتشجيع خريجى التعليم العالى للاحتراف فى مجال الذكاء الاصطناعى،
وأنه فى إطار السعى لتذليل العقبات أمام التحول الرقمى فى مصر فإن وزارة التعليم العالى نفذت شهادة تسمى شهادة أساسيات التحول الرقمى لحل مشكلة محو الأمية الرقمية، وهو برنامج تعليمى مدى الحياة يتألف من 12 وحدة، وحدتان منهم تغطى مهارات التواصل والعرض والتفاوض، وتغطى الوحدات الـ10 الأخرى مهارات التحول الرقمى، وتستلزم الشهادة تلقى 150 ساعة تدريبية تستمر أكثر من ستة أسابيع، تستهدف الشهادة الطلاب المسجلين فى الجامعات المصرية والعاملين فى القطاعات الحكومية المختلفة.
وعلى صعيد التعاون بين مصر والعالم فى مجال تكنولوجيا المعلومات، والذكاء الاصطناعى، وعلوم البيانات، والإنترنت، تم الإشارة إلى أن مصر لديها تعاون دولى وإقليمى مع العديد من البلدان بما فى ذلك المشاريع البحثية الممولة، وإرسال الباحثين للحصول على شهادات الدراسات العليا فى التخصصات ذات الصلة، حيث تشجع مصر الباحثين على المشاركة فى مختلف المؤتمرات الدولية المتخصصة فى مجالات الذكاء الاصطناعى والتطبيقات ذات الصلة.
وفى الآونة الأخيرة، تم إجراء تعاون مع اليابان وألمانيا لتطوير الاستراتيجية الوطنية للذكاء الاصطناعى لدعم بناء قدرة الذكاء الاصطناعى المصرى.
وعلى الصعيد الإفريقى، إن إفريقيا لم تكن بعيدة عن الاهتمام العالمى بالذكاء الاصطناعى فقد عقدت اليونسكو أول منتدى لها حول الذكاء الاصطناعى فى إفريقيا خلال الفترة من 12 إلى 13 ديسمبر 2018، فى مدينة بن جرير، المغربية، حيث تم تنظيم هذا المنتدى بالتعاون مع جامعة محمد السادس للفنون التطبيقية، وضم خبراء دوليين من مختلف المجالات، وكانت القضايا والتحديات والفرص المتعلقة بالذكاء الاصطناعى فى بؤرة اهتمام المؤتمر.
وأشار الوفد إلى أنه فى ختام المناقشات، اعتمد المشاركون بالإجماع إعلان بن جوير، واتفقوا على الحاجة إلى تعزيز الذكاء الاصطناعى كأداة للتنمية التى تركز على البعد الإنسانى وترتكز على مبادئ ومعايير حقوق الإنسان، كما حث المشاركون فى المؤتمر الاتحاد الأفريقى والمجتمعات الاقتصادية الإقليمية والحكومات والمؤسسات الأكاديمية والجمعيات المهنية والقطاع الخاص والمجتمع المدنى والمنظمات الدولية على تعزيز الذكاء الاصطناعى كأداة لتمكين الشعوب الأفريقية.
بالإضافة إلى ذلك، وجه جميع الخبراء نداءً قوياً إلى الاتحاد الأفريقى وشركاء المجتمعات الاقتصادية الإقليمية لوضع استراتيجية قارية للذكاء الاصطناعى تستند إلى نهج يشمل جميع الجهات الفاعلة فى هذا المجال، ومن المتوقع أن تتخذ القارة إجراءات مثل تنظيم المنتديات التى تشجع على زيادة استخدام الذكاء الاصطناعى على الصعيدين الوطنى والإقليمى.