وزيرة التخطيط: توسيع نطاق المواطنة ليشمل المرأة المصرية لم يكن إنجازا مجانيا
نظمت وزارة التخطيط والمتابعة والإصلاح الإداري بالتعاون مع وزارة التضامن الاجتماعي والمجلس القومي للمرأة حفل تكريم المرأة المصرية والأم المثالية 2019 وذلك برعاية وحضور السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي رئيس جمهورية مصر العربية تكريماً للمرأة في عيدها وذلك في إطار دعم وتوجيهات القيادة السياسية بتمكين وتكريم المرأة.
ومن جانبها وجهت د/هالة السعيد وزيرة التخطيط والمتابعة والإصلاح الإداري خلال كلمتها التحية إلى أمهات المصريين عامة وأمهات الشهداء بشكل خاص وأشارت د/هالة السعيد إلى الدعم السياسي غير المسبق التي تحظى به المرأة المصرية اليوم والحرص الدائم على تكريمها ومساندتها ودعمها لإكمال رحلة عطاء متميزة.
ولفتت السعيد إلى الرؤية الواضحة التي تمتلكها مصر حالياً والتي تنطلق من أكثر من محور، أهمها محور بناء الإنسان
مؤكدة أن بناء الإنسان يعد طريقاً طويلاً تم بدأه بالفعل وسيتم متابعة المضي فيه للنهاية متابعة أن رؤية مصر هي رؤية تهدف إلى تحقيق أهداف التنمية المستدامة الـ 17 التي وضعتهم الأمم المتحدة، كما تتوافق مع أجندة أفريقيا 2063، من أجل أن يكون لدينا إنسان مصري مكتمل معرفيًا ومتمكن اقتصاديًا وقادر على المشاركة في صنع القرار.
وأضافت السعيد إلى أن وبالتزامن مع الاحتفال بالأم وعيدها فإننا نحتفل هذ الشهر تحديدًا بذكرى مرور 100 سنة على ثورة 1919 والتي تعد البداية لحركة تحرر واسعة للمرأة المصرية متابعه أنه وخلال 100 عام ولكي تصل المرأة المصرية لمنصب النائبة في مجلس النواب والوزيرة والمحافظة وتتقلد معظم المناصب المهمة في الدولة المصرية، ولكي تصبح المرأة المصرية مفكرة وكاتبة وأديبة وعالمة فمن المؤكد أن هذا جاء كنتيجة لتراكم كبير حدث خلال المائة العام الماضية.
وأشارت د/هالة السعيد إلى النماذج المشرفة التي ضمها الفيلم الذي تم استعراضه خلال الفعالية متناولة بالذكر عدد من النماذج المشرفة أيضاً والتي تضمنت السيدة "هدى شعراوي" وزميلاتها ومنهن السيدة "سيزا نبراوي" واللائي بدأن طريق طويل للدفاع عن المرأة إلى جانب الأديبة السيدة "سهير القلماوي"، أول فتاة تدرس في الجامعة، بكلية الآداب.. لتصبح بعدها أول مصرية تحصل على شهادة الدكتوراه، وأول أستاذة ورئيسة قسم للأدب العربي فضلاً عن السيدة "سميرة موسى"، والتي بدأت رحلتها مع الطاقة النووية السلمية، وأصبحت أول عالمة ذرّة مصرية وكذا السيدة "لطفية النادي" التي كانت أول إمرأة مصرية وعربية وأفريقية تحصل على رخصة طيران.
وتابعت السعيد بذكر كوكب الشرق السيدة "أم كلثوم"، أول نقيبة للموسيقيين والسيدة "أمينة السعيد"، والتي كانت أول مصرية تعمل بالصحافة، وأصبحت فيما بعد رئيسة تحرير لمجلة "حواء" مشيرة إلى انه وبعد كل تلك الانجازات أصبح لدينا أول وزيرة مصرية وهي السيدة "حكمت أبو زيد"، وزيرة الشؤون الاجتماعية.
وأضافت وزيرة التخطيط أن توسيع نطاق المواطنة ليشمل المرأة المصرية لم يكن إنجازا مجانيا، بل كان إنجازا انتزعته المرأة المصرية انتزاعا لتثبت أن تحرير المرأة هو الوجه الآخر لتحرير الوطن مشيرة إلى أنه كان هناك ملاحظتين تمثلا في أنه من الممكن القول إن معظم ما سبق هي جهود عظيمة، لكن لها صفة الفردية ولأن التراكم الكمي لابد أن ينتج عنه تراكم نوعي، فأصبح هناك جهد مؤسسي ودعم سياسيين وهذا يمكن أن يحقق للمرأة في عشر سنوات ما تم تحقيقه في مائة عام لافته إلى الملاحظة الثانية والتي تمثلت في الحديث عن الاستراتيجيات والخطط النظرية إلى الإنجاز الحقيقي على الأرض.
وأوضحت السعيد أنه وإن تم تلخيص بعض جوانب كفاح المرأة المصرية في 100 عام في فيلم متميز في حوالي 10 دقائق، فهناك حوالي 20 رقم يلخصوا وضع المرأة المصرية الآن متابعة ان صورة المرأة المصرية تنعكس على ثلاث مرايا تتمثل في التمكين المعرفي، والتمكين الاقتصادي، ووضع المرأة في مراكز صنع القرار.
وأكدت د/هالة السعيد أن أساس بناء أي مجتمع هو المرأة، لأنها الأم التي تقوم بالتربية وبناء المرأة يبدأ من عقلها وبناء العقل يحتاج تمكين معرفي والتمكين المعرفي هو أهم أنواع التمكين لأن العلم هو الطريق الوحيد الذي يوسع مدارك الناس ويحرر عقولهم من أية خرافات والعلم هو الذي يساعد على توجيه الإنسان للطريق السليم.
وفيما يخص التمكين المعرفي أشارت السعيد أن هناك حوالي 57% نسبة الإناث بين طلاب الجامعات مقارنة بنسبة 48% منذ أربع سنوات متابعة أنه كان لدينا سنة 2015 نسبة 45% منهم سيدات، واليوم أصبح لدينا أكثر من 50% سيدات بين أعضاء هيئة التدريس في الجامعات المصرية.
وفي السياق ذاته أشارت السعيد إلى أهمية التركيز على بناء القدرات وذلك اعتماداً على أن الاستثمار في البشر هو أهم وأغلى أنواع الاستثمار مشيرة إلى اهتمام البرنامج الرئاسي لتأهيل الشباب على القيادة بالعنصر النسائي، لتتطور نسب مشاركة الفتيات والسيدات فيه من 33% في مرحلته الأولى إلى 45% في مرحلته الثانية، إلى أن وصلت إلى 57% في المرحلة الثالثة.
كما لفتت وزيرة التخطيط إلى المنح المقدمة من جامعة إسلسكا الفرنسية، فزادت مشاركة المرأة فيها من 36% سنة 2014 إلى 45% في آخر دفعة فضلاً عن وصول نسبة المستفيدات من العاملات في الجهاز الإداري للدولة من البرامج التدريبية إلى 65%
وأكدت السعيد على أن تحقيق المساواة في التعليم والتدريب والعمل تُزيد من فرص تشغيل المرأة وتمكينها، مما ينتج عنه تمكينًا اقتصاديًا، ينعكس على عملية التنمية الاقتصادية والاجتماعية حيث تناولت بالذكر عدد من المؤشرات منها وصول معدل البطالة بين الإناث إلى نحو 21.5% وانخفاضه في الربع الأخير لأول مرة لأقل من مستوى الـ 20% ووصل لنسبة 19.6%، كل هذا مقارنة بنسبة 24% سنة 2014 فضلاً عن وصول نسبة السيدات في الجهاز الإداري للدولة إلى 44.5%.
وتابعت د/هالة السعيد أنه على مستوى المحافظات فتوجد ثلاث عشرة محافظة بها نسبة إناث من العاملين تتخطى الـ 50%، منها محافظة البحيرة بنسبة حوالي 51%، ومحافظة السويس بنسبة حوالي 69% متابعة فيما يخص القطاع المالي والمصرفي مشيرة إلى وصول نسبة المستفيدات من الخدمات المصرفية في سنة 2017 لنسبة 27% مقارنة بنسبة 9% سنة 2015.
كما أشارت وزيرة التخطيط إلى أن نسبة المشروعات الصغيرة ومتناهية الصغر الموجهة للمرأة تعد مؤشرًا هاماً عن وضعها في المجتمع حيث أن نسبة المشروعات الصغيرة الموجهة للمرأة كانت 23% سنة 2015، لتصل الآن لنسبة 46% فضلاً عن وصول والإقراض متناهي الصغر الموجه للمرأة إلى نسبة 51% الان مقارنة بنسبة 45% سنة 2015 موضحة أن نسبة تعثر المرأة في سداد القروض أقل من 1% فضلاً عن تسجيل نسبة 30% مستثمرات في البورصة المصرية.
وأوضحت السعيد خلال كلمتها أنه ومن أجل أن يكون التمكين الاقتصادي شامل لكل المستويات، وجهت الدولة المصرية برامجها للحماية الاجتماعية للفئات الأكثر احتياجًا ليصل عدد المستفيدات من برنامج "تكافل وكرامة" لحوالي اثنين مليون مستفيدة بنسبة 89% وعدد المستفيدات من البطاقات التموينية حوالي 35 مليون مستفيدة بنسبة 50%.
وتابعت السعيد أن بعد التمكين المعرفي والتمكين الاقتصادي، فلا تجد المرأة أية عوائق لتشارك في عملية صنع القرار والذي يعد بمثابة فن يقوم على استغلال الفرص ويترتب عليه رسم ملامح المستقبل مشيرة إلى أن عملية اتخاذ القرار لا تأتي سوي من شخص متمكن ومؤهل مؤكدة على قيام المرأة المصرية بهذا الدور بشكل ناجح وأثبتت قدرتها وكفاءتها لتصل نسبة السيدات في مجالس إدارات البنوك إلى 12%، وفي البنك المركزي كجهة رقابية وصلت هذه النسبة إلى 25% وهي نسبة تفوق النسبة الموجودة في كثير من الدول المتقدمة فضلاً عن زيادة نسبة السيدات أعضاء مجالس إدارات الشركات بين عامي 2017 و 2018 بنسبة 6%، وصل عددهم لـ 441 سيدة، بعد أن كانوا 418 سيدة.
ولفتت السعيد إلى نسبة تمثيل المرأة في مجلس النواب المصري والتي وصلت إلى 15% بعد أن كانت 2% سنة 2013
حيث أن كلهن نائبات فاعلات، يقمن بدورهن الرقابي بحكمة، ودورهن التشريعي بكفاءة كما ووصلت نسبة السيدات في الحقائب الوزارية إلى 25%، بعد أن كانت هذه النسبة 20% سنة 2017 و6% فقط سنة 2015.
وأضافت السعيد أن عدم تحقيق المساواة بين الجنسين يحرم المجتمع من نصف طاقته وقوته وناتجه القومي وأشارت السعيد إلى وجود دورًا مختلفًا ومهمًا جدًا للمرأة، قليلًا ما يتم تسليط الضوء عليه متابعه أنه من النادر إيجاد امرأة لا تُمارس عملاً منزلياً حيث أن هناك ٩١% من السيدات يقومون بالأعمال المنزلية دون مشاركة أزواجهن بتلك الأعمال التي لا تشتمل علي الرعاية الصحية والأسرية التي تقدمها نحو ٢٧% من السيدات مشيرة على انه اذا تم ترجمة كل من العمل المنزلي والرعاية الأسرية ماليًا لبلغت قيمتهما المالية حوالي ٤٥٨ مليار جنية للعمل المنزلي و١٦٧ مليار جنيه للرعاية الأسرية.
وأكدت وزيرة التخطيط على تقدير هذا الجهد المجهول والمعلوم في الوقت ذاته للمرأة المصرية والتي تقوم به المرأة وهي تؤدي في ذات الوقت دورها علي أكمل وجه كطبيبة ومهندسة ومحاسبة ومحامية وكيميائية وغيرها متابعه أنه ورغم كل التقدم الذي حدث لوضع المرأة المصرية، فمازال هناك عددًا من التحديات يتمثل أهمها في معدل البطالة، والتي نجحت الدولة المصرية في تخفيضه، لكن مازال المعدل بين السيدات ثلاثة أضعافه بين الرجال وكذلك نسبة الأمية ما تزال مرتفعة بين الإناث، لتبلغ حوالي 31% لمن هن فوق سن العاشرة.
وتابعت السعيد أنه وبوجود اليوم السفيرة فايزة أو النجا مستشارة للسيد رئيس الجمهورية للأمن القومي، والتي تعد واحدة من اثني عشرة شخصية عالمية يشغلن هذا المنصب إلا أنه لا يوجد لدينا مثلًا رؤساء جامعات من السيدات، والذي نتمنى أن نرى في هذا المنصب العديد من السيدات مؤكدة علي أن التعليم يعد بمثابة مفتاحاً سحرياً لفتح أبواب التقدم.
وأضافت السعيد أنه وبجانب التقدم في وضع المرأة المصرية إلى أننا نطمح في المزيد من الخطي الناجحة مما يعد دوراً مجتمعياً تشارك به الدولة مع القطاع الخاص والمؤسسات الثقافية والتعليمية والمجتمع المدني باعتباره عملاً مؤسسياً كبيراً لابد وأن تتضافر فيه كل الجهود، لتغيير الثقافات والمفاهيم قائلة : "فالمرأة كما يقول عنها الفيلسوف اليونانى سقراط: هى مصدر كل شىء " متابعه أن المرأة ليست نصف المجتمع كما يُقال بل هى المجتمع ذاته