تقرير رسمي تركي يصفع أردوغان: طائرات «إف-16» لم تقصف أنقرة
كشفت صحيفة "الزمان"، التركية المعارضة، كذب ادعاء الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، المزعوم عن وقوع انقلاب في تركيا 2016، مؤكدة وجود تقرير رسمي وصفته بالصادم يقلب رواية أردوغان عن الانقلاب رأسًا على عقب، بحسب الصحيفة.
وقالت "الزمان"، التركية، إن تقريرا تركيا رسميا لـ"خبراء مكلفين رسميًّا" كشف أن طائرة "أف-16"، التي زعمت السلطات حينها أنها قصفت مقرّ مديرية أمن أنقرة ليلة انقلاب 2016 المزعوم، لم تقلع أبدًا في تلك الليلة، وأن الطائرة التي زعمت أنها قصفت مقر البرلمان كانت على الأرض أثناء حدوث القصف".
وكانت القنوات الفضائية التركية أعلنت ليلة 15 يوليو 2016، أن مقر البرلمان ومديرية أمن أنقرة تعرضا للقصف من قِبل الانقلابيين، لكن بحسب التقرير الأولى الذي أعده الخبير من القوات الجوية التركية الرائد "أوجراش توبجو"، فإن الطائرة رقم 110 ألقت قنبلة من نوع (جي بي يو-10) على شعبة الطيران التابعة لمديرية أمن أنقرة في الساعة 23:18 من ليلة الانقلاب.
ووضعت النيابة العامة هذا التقرير الأولى في صفحة رقم 532 ضمن لائحة اتهام قاعدة آكينجي، بالرغم من أنه لم يتضمّن المعلومات الخاصة بالصندوق الأسود للطائرة.
وتبين لاحقًا أن الضابط أوجراش توبجو، كان في مطار "دالامان" بمدينة موجلا، التي كان أردوغان يقضي فيها عطلته، أثناء أحداث الانقلاب، بالرغم من أنه كان في إجازة صيفية رسميًّا.
وقالت الصحيفة إنه بحسب ملف القضية، فإن نيابة أنقرة التي وضعت يدها على قاعدة آكينجي، المزعوم أنها كانت معقل الانقلابيين، كلّفت بعد هذا التقرير الأولى لجنتين فنيتين منفصلتين، إحداهما من القوات الجوية، والثانية من الشركة التركية لصناعات الفضاء توساش (TUSAŞ/TAİ)، بإجراء فحص موسع للصندوق الأسود للطائرات التي انطلقت من قاعدة آكينجي في تلك الليلة، والطائرات التي أطلقت القنابل، والمعلومات الخاصة بمواعيد الإقلاع، ومدة البقاء في الجو، والارتفاع، والسرعة، والوقود المتبقي، وتسجيلات الكاميرا المسمى DVR وغيرها.
وفقًا لملف القضية، فإن قاعدة آكينجي حوت، ليلة الانقلاب، 77 طائرة، وقامت شركة توساش لصناعات الفضاء بفحص الصندوق الأسود لـ66 طائرة، بينما لم تسمح النيابة بفحص بقية الطائرات البالغ عددها 11 طائرة، بالرغم أن العقيد أحمد أوزجتين، المتهم بقصف المقرات الرسمية المذكورة، أكد في المحكمة على وجود طائرات أخرى في ليلة الانقلاب، وأنها قصفت تلك المقرات، وطالب بفحص جميع طائرات إف-16 التي أقلعت تلك الليلة.
التقرير الموسع الذي أعدته شركة توساش لصناعات الفضاء، والذي يحمل رقم الملف 165613، كشف أن الطائرة رقم 110، المزعوم بأنها قصفت مقر مديرية أمن أنقرة في مذكرة الاتهام، لا تقع ضمن قائمة الطائرات التي انطلقت ليلة الانقلاب المزعوم، وأكد أن آخر طيران لها كان في 14 يوليو 2016، أي قبل يوم واحد من محاولة الانقلاب.
كما لفت التقرير، القائم على فحص الصندوق الأسود للطائرة بشكل أساسي، إلى أن خزان وقود طائرة رقم 110 كان ممتلئًا، ولم يوجد أي تسجيل للكاميرا DVR وDTC، مع أنه يبدأ التسجيل تلقائيًا عند إقلاع الطائرة، كذلك لم يوجد أي أثر لإطلاق القنبلة بعد فحص قاذفة القنابل للطائرة، لينتهي التقرير إلى عدم إلقاء أي قنبلة من هذه الطائرة ليلة الانقلاب.
وأظهر التقرير استحالة أن تكون الطائرة رقم 105 هي التي قصفت مقر البرلمان، حيث كانت الطائرة على الأرض عندما حدثت عملية قصف البرلمان، وفقًا للمعطيات التي حصلوا عليها خبراء شركة توساش بعد فحص الصندوق الأسود للطائرة، بحسب تأكيدات صحيفة "الزمان" التركية.