رئيس فرع المنظمة العالمية لخريجي الأزهر بليبيا في حوار لـ"أ.ش.أ": دور مصر رئيسي في إعادة الاستقرار لطرابلس
أكد أكرم الجراري رئيس فرع المنظمة العالمية لخريجي الأزهر بليبيا، أن نجاح التجربة المصرية في إنهاء العنف الذي شهدته البلاد عقب إفشالها لمحاولات قوى الظلام اختطاف السلطة، والحفاظ على تماسك المؤسسات وترابطها، أصبح نموذجا ملهما لكل الدول التي مُنيِّت بآفة الإرهاب.
وقال الجراري -في حوار خاص لوكالة أنباء الشرق الأوسط، اليوم السبت- إن أهم الأسباب التي دفعت مصر إلى تجاوز أزمتها، يكمن في الفهم العميق للقيادة السياسية، وقرارها خوض حرب ضد الإرهاب على الصعيدين الأمني والفكري، حتى تمكنت من القضاء عليه.
وأوضح أن الأزهر الشريف والمنظمة العالمية لخريجي الأزهر لعبا دورا أساسيا في هذه الحرب، بعد أن حملا لواء التنوير وتصحيح الأفكار المغلوطة التي عمدت التنظيمات المتطرفة إلى بثها داخل المجتمع.
وأشار إلى مساندة مصر الدائمة لليبيا على مر العصور، مدللا على ذلك بالدعم الذي تلقته المقاومة الليبية خلال فترة الاستعمار الإيطالي وعلى رأسها عمر المختار، من أجل إنهاء احتلالها، لافتا إلى مواصلة مصر لدعمها حتى الآن، وتنسيقها مع السلطات الشرعية لإنهاء الإرهاب الذي يعصف ببلاده.
وأعرب الجراري عن تفاؤله بتولي مصر حاليا رئاسة الاتحاد الإفريقي، مؤكدا أن ذلك سيكون له أكبر الأثر على مواجهة قضايا الإرهاب، وإنهاء العديد من المشكلات والأزمات التي تعاني منها شعوب القارة.
وعن دور الأزهر في مواجهة العنف والغلو والتطرف حول العالم خاصة في ليبيا، قال الجراري إن الأزهر الشريف قلعة الإسلام، وهو أقدم وأهم مؤسسة إسلامية حول العالم، مشيرا إلى دوره اللافت منذ تأسيسه في نشر الفكر الوسطي حول العالم، ومواجهته للغلو والتطرف، وجهوده في تصحيح الصورة المغلوطة عن الإسلام في الغرب، والتي تولدت من ممارسات جماعات التطرف والإرهاب.
وأضاف أن للأزهر مسيرة مضيئة تجاه ليبيا، خاصة بعد أن سقطت في عام 2011 فريسة للإرهاب، وانتشرت في ربوعها الجماعات الإرهابية والمتطرفة وأطلقت دعاوى من أجل نشر العنف والقتل والتدمير باسم الدين، لافتا إلى أن هذه المسيرة بدأها بتدشين فرع لخريجي الأزهر في ليبيا، والذي كان له أكبر الأثر في مواجهة التطرف والغلو وتصحيح المفاهيم المغلوطة.
وأوضح أن فرع المنظمة في ليبيا نظم العديد من الندوات والدورات التدريبية المختلفة التي تهتم بنشر تعاليم الدين الوسطي المعتدل ونبذ العنف وتحريم إراقة الدماء خاصة عند النشء، الذين يطالعون مواقع التواصل الاجتماعي التي تنتشر بها دعاوى الجماعات المتطرفة، فيظنون خطئا لغياب وعيهم بأصول الدين وتعاليمه أن هذه الافتراءات هي جوهر الإسلام.
وقال إن الأئمة والخطباء التابعين لفرع المنظمة في ليبيا أدوا دورا مهما في توعية المجتمع، بعد أن استغلت الجماعات المتطرفة الفراغ الأمني، وروجت لأفكارها الباطلة وآياتها الكاذبة، وللكراهية، والعنف، والقتل بتفسير الشريعة الإسلامية على أهوائها بشكل باطل ومناف لتعاليم الدين، مشيرا إلى إسهامهم في دحض وتفنيد الأفكار المغلوطة والباطلة.
وقال الجراري إن المنظمة العالمية لخريجي الأزهر دائمة الاهتمام بالأئمة الليبيين، مدللا على ذلك بتنظيمها للدورة الثانية والتي تم خلالها إعداد 30 إماما وخطيبا يقومون بنشر المنهج الوسطي المعتدل، وتفنيد الأفكار المغلوطة، خاصة التي تطلقها الجماعات المتطرفة عبر قنوات فضائية تحرض على التكفير والقتل والتدمير.
وأكد أن الأئمة الليبيين تلقوا خلال هذه الدورة والتي تنتهي بعد غد الاثنين، تعاليم مميزة، عن ضوابط الفتوى، ومحاضرات عن الإعلام، والانتماء، والوحدة الوطنية.موضحا أن دور الأئمة لا ينحصر في العمل الدعوي فقط بل له بعد اجتماعي يتمثل في الوساطة في تحقيق المصالحات بين القبائل.