عاجل
الجمعة 22 نوفمبر 2024
رئيس مجلس الادارة
رجب رزق
رئيس التحرير
سامي خليفة
الرئيسية القائمة البحث

المستشار الأديب حسام العادلي في حوار لـ"أ.ش.أ": تحويل رواية أيام الخريف لعمل سينمائي "مطروح".. وهذا تأثري بالعمل القضائي

نيوز 24

أجرت وكالة أنباء الشرق الأوسط حوارًا مع المستشار حسام العادلي مؤلف رواية "أيام الخريف"، تابعه "العربية نيوز" كشف فيه عن عدد من التأثيرات التي نتجت عن عمله القضائي في كتابته للروايات.

وقال العادلي -في حوار مع النشرة الثقافية بالوكالة- إن عمله كقاض جعله يحتك بشكل مباشر مع الشارع بكافة طوائفه وفئاته، ما مكنه من الإطلاع على حالات نادرة للطبيعة البشرية أمام العدالة وهو ما كان له عظيم الأثر في تكوين الخبرات التي ساعدته في عمله الأدبي في مجال الرواية والقصة.

وبين أن الرواية تحتاج أن ترصد مشاعر الأشخاص ومشكلاتهم، موضحًا أن ذلك هو المعيار الذي
من خلاله يكون السرد نفسه نابضًا بالحياة.

وأكد أن "القضاء عالم ثرى بشكل كبير يسمح لك بالإطلاع على حالات الغموض والضعف في النفس البشرية، القاضي يتمكن من خلال عمله التعرف عن قرب عن أدق تفاصيل النفس البشرية بكل ما تحتويه من عوامل إنسانية، وهذا يضيف كثيرا للقاضي في عمله كأديب".

وأضاف العادلي أن رواية "أيام الخريف" أخذت أربعة أعوام من الكتابة، بدأت أولى مسوداتها في 2014 وتم إنجازها في 2018.

وتابع أن أثناء عمله على الرواية نشر مجموعة قصصية "لمحات" كان يكتبها بالتوازي مع "أيام الخريف".

وحول ظروف الرواية والدوافع الإبداعية التي ألهمت قلمه لكتابة الرواية، قال المستشار حسام العادلي إن الصورة الأولى للرواية جاءت أثناء الزخم المتواجد في مصر بعد أحداث 25 يناير، وهو ما دفعه إلى كتابة عدة خواطر ومشاهدات وأفكار من أجل الاستفادة منها لعمل أدبي في وقت لاحق.

وأكد أن الرواية تتضمن شقين، الأول سياسي والآخر اجتماعي، وبين أن الشقين يتداخلان بشكل
قوي في كل بؤرة بمسار الأحداث.

وأوضح أن الرواية في شقها الأول يغلب عليها الطابع السياسي، ثم تنتقل إلى الحالة السياسة الغالبة على الصفحات في ستار خلفي للأحداث الدارمية وقصة بطلة الرواية الدكتورة ليلي المرعشلي، ذات الأصول الأرستقراطية -وحفيدة المرعشلي باشا، رئيس الوزراء في العهد الملكي- وهي الأستاذة الجامعية المرموقة، والشخصية السياسية المهمة في الفترة السابقة.

ولفت إلى أنه في الرواية ناقش القضية الاجتماعية السياسية من خلال شخصية كامل الحلواني الذي يشعر بأنه وضيع، ورغم أن الثورة نفعته على المستوى الشخصي وكانت ذات فائدة لطبقته الاجتماعية، إلا أنهم يتنصلون منها، لدرجة أنه يستعر من أخته ويختبئ منها، بينما يتزوج "ليلى" ليحاول أن يوهم نفسه والناس أنه ابن بشوات، وهذا هو ما يقوم به من يهاجمون ثورة يوليو الآن، فمع الوقت ينسى كامل الحلواني ومن على شاكلته، أن قرارات ثورة 52 هي صاحبة الفضل عليه، ولولاها لكان مصيره أن يرعى في أرض الباشا الإقطاعي، ولكنه يهرب من الماضي ويتزوج بنت الإقطاعي رغم أنه يعلم أنها تحتقره، وهي مستمتعة بالانتقام لأسلافها من هذا الشخص وأمثاله بهذا الشكل، لأنها ترى أنهم نزعوهم ملكهم وأرضهم ونفوذهم.

وعن زمن الرواية، أشار العادلي إلى أن الكتابة عن حقب الثورات تتطلب صبرًا وروية إلى أن تتضح خيوط المشهد، إذ أن الأمور أثناء الثورات تكون متشابكة وغير واضحة.

وأكد أنه لم يبد رأيه في ثورة 23 يوليو خلال الرواية، وإنما أراد فقط أن يسرد البواعث التي أدت
إليها.

وتابع: "أنه كتب الرواية بأسلوب الراوي العليم الذي يبدو وكأنه يتلصص على الأبطال"، موضحًا أنه لجأ إلى هذا الأسلوب بسبب تنوع الشخصيات وخلفياتها التي لم تكن لتسمح بوحدة الصوت على مسار السرد الروائي من أجل بناء درامي أكثر شمولية وواقعية.

وأوضح المستشار حسام العادلي أن الشق السياسي الذي تناوله في أحدث روايته "أيام الخريف" والمتعلق بحقبة ما قبل 25 يناير، وكيفية صنع القرار السياسي، كانت يحتاج إلى أن يكون لديه دراية ومعرفة أو على الأقل قريب من دوائر صنع القرار وهذه الفرصة أتيحت له بشكل مباشر وآخر غير مباشر.

وعن العلاقات الإنسانية داخل الرواية قال إنها تجمعت لديه نتاج الخبرة الحياتية التراكمية وهي
الموهبة التي يمتلكها الأديب في التقاط النوازع والبواعث الإنسانية ويعيد تشكيلها إبداعا مرة أخرى.

ولفت إلى أنه اهتدى إلى مسار دراما الأحداث والتعبير عن مشاعر وأفكار شخوصها من خلال تفكير عميق في منطق الرواية، قائلا "أن تقتنع أنت كأديب بهذا المنطق فلو لم تكن مقتنعا به فلن تستطيع أن توصله للناس من خلال عملك الأدبي، فالخيال يجب أن يكون مرتبطا بواقع ومنطق".

وعن الفرق بين القصة والرواية قال المستشار حسام العادلي إن كتابة القصة أصعب بكثير من كتابة الرواية.

وأوضح أن عدد المهرة واللامعين في مجال كتابة القصة القصيرة عالميا قليل حتى في مصر، معددا أسماء مثل: يحيى حقي، ومحمد عبدالحليم عبدالله، ويوسف إدريس، ويحيى طاهر عبدالله، ومحمد المخزنجي.

وأكد أن الرواية أمتع في كتابتها وقراءتها من القصة، لافتا إلى ذلك ما يعطيها جمهورًا كبيرًا.
وألمح إلى أن الرواية أيضًا يجب أن يكون لها بناء أشبه بالبناء الهندسي يضمن التفاعل بين الشخصيات والأحداث وهو ما يمكنك من مواصلة التخيل والنسج الدرامي والأدبي.

وذكر أن أبرز عناصر العمل الروائي هي الشخصية، التي لها محدد يضعه في رحلته نحو تحقيق واقعية وعدم تشتيت القارئ في شخصيات غير منضبطة، وهو أن تكون الشخصيات متوازية وأن يكون هناك حبكة درامية وعقدة، ومراعاة عوامل الجذب والتشويق مع مراعاة أسلوب الكتابة الأدبية الرصينة.

وعن تعاونه مع الدار المصرية اللبنانية، أكد أنها دار نشر كبيرة ولها سمعة عالمية وليس فقط داخل مصر وكتبهم توزع داخل مصر والوطن العربي وأوروبا، وأن أحد أهم أسباب استمراريتهم على القمة هو أن معيار الجودة هو الأساس، مشددا على أنه حينما ذهب إليهم بروايته لم يتعاملوا معه بمنطق أنه مستشار وقاض.

وعن تحويل الرواية إلى عمل سينمائي، أوضح أنه يحبذ تناول الفكرة وحبكتها عبر أكثر من وسيط لأن ذلك يخدم النص كما أن لغة البصر جاذبة، مضيفا أنه تلقى عروض تحويل "أيام الخريف" إلى عمل سينمائي إلا أنه فضل أن ينتظر قليلا حتى تأخذ حقها في سوق النشر كما أن بعض الشروط التي كانت في عقود التحويل لم تكن مرضية.

وقال موضحا وجهة نظره في عملية تحويل النص الروائي إلى سيناريو مرئي: "مثلا فيلم الكيت كات رواية للأديب إبراهيم أصلان بعنوان "مالك الحزين" والفيلم كان أفضل من الرواية وهي حالة نادرة".

وأوضح أن هناك شروطًا محددة لديه وهو عنوان الرواية يكون نفسه اسم الفيلم، لافتا إلى أن كل الأعمال الأدبية التي تحولت إلى سينمائية واحتفظت باسمها كان ذلك في مصلحة النص والفيلم معًا مثل عمارة يعقوبيان والفيل الأزرق على عكس حالة رواية "مالك الحزين" عندما تحولت إلى فيلم الكيت كات.

وأوضح حسام العادلي أنه في طور الانتهاء من رواية جديد تختلف في أجوائها شكلا وموضوعا عن رواية "أيام الخريف".

وكشف أن أحداثها تدور بشكل كبير في أوروبا والريف المصري، ومن المنتظر أن تصدر في منتصف العام القادم.

والمستشار حسام العادلي قاض وقاص وروائي مصري من مواليد 1982، وصدرت له مجموعة قصصية بعنوان "لمحات" عام 2015.