صحف السعودية تتناول الاتفاق النووي الإيراني وتطورات الأحداث في اليمن
تناولت صحف السعودية في افتتاحيتها اليوم /الأربعاء/ الاتفاق بين مجموعة دول( 5 + 1) وإيران بشأن برنامجها النووي كما اهتمت بتطورات الأحداث في اليمن.
فمن جانبها وحول الاتفاق النووي قالت صحيفة "الوطن" إنه بعد هذا الاتفاق، سيتمكن الإيرانيون من بيع النفط والغاز، وستعود الأصول الإيرانية المجمدة إلى العمل، وسيخرج الاقتصاد الإيراني من الركود، هذا الأمر قد تكون تداعياته شؤماً على دول المنطقة، لذا فإن التحرك في مواجهة إيران من باب "النووي" قد انتهى ، ولا بد من عمل آخر لمواجهة المطامع الإيرانية في المنطقة.
وأضافت "لذا فإن التقارب السعودي الروسي كان صحيحاً، وفي الوقت المناسب، ولذلك أيضاً، ينبغي على دول الخليج أن تنوع تحالفاتها في زمن تعدد الأقطاب، الذي رضخ واستسلم له أوباما وإدارته الحالية".
وتابعت الصحيفة:"ينبغي - لمواجهة الخطر الإيراني - اعتماد رؤى عربية جماعية تجاه ما يحدث في سوريا والعراق ، تماماً كما حدث في اليمن ، إيران تتسلل من أخطاء العرب ليس إلا ، لكن نجاح "عاصفة الحزم" و"إعادة الأمل"، وإنقاذ اليمن وسحبها من النفوذ الفارسي ، والتأييد الدولي لهذا الاتجاه العربي ، أوجد الطريق العربي الذي يمكن من خلاله الوقوف لأي خطر إيراني محتمل".
من جانبها تساءلت صحيفة "عكاظ" ماذا بعد الاتفاق.. هل ستدخل إيران مرحلة جديدة تصبح فيها دولة عضوا في الأسرة الدولية تخضع للقانون الدولي والأعراف الدبلوماسية لتسهم في معالجة القضايا الإقليمية والدولية بالطرق الدبلوماسية المتعارف عليها أم ستعتبر الاتفاق انتصاراً لمنهجها السابق والتقدير بأنه سيوفر لها الإمكانيات الاقتصادية لتمضي في سياستها التوسعية؟.
وقالت وزير خارجيتها تحدث عن الأمل وتساءلت:"فهل يشير إلى أمل للجميع في التعاون لإزالة أسباب التوترات أم يتحدث عن "أمل إيراني" خاص في أن تظل دولة مصدرة للقلاقل في المنطقة وتتبنى سياسة عدوانية ضد جيرانها؟".
وقالت الصحيفة إن إيران تحتاج إلى جهود حقيقية لاستعادة الثقة بها، وهو ما ينتظره العالم.
بدورها أكدت صحيفة الرياض أن "المملكة ودول الخليج، التي طالما رأت في البرنامج النووي الإيراني أمرا يبعث على الريبة والشك والقلق بسبب عدائية طهران وإمعانها في خلق بؤر التوتر هنا وهناك ، ستكون اليوم مجبرة على تحصين نفسها استراتيجيا وعدم الانتظار لما ستؤول إليه الأمور لعشر سنوات مقبلة.. تقول واشنطن ودول كبرى إنها كفيلة بأن تقوم السلوكيات الإيرانية".
وأضافت أن الاتفاق النووي الإيراني يمكن اعتباره ضوءا أخضر من أجل أن تطور دول الخليج وعلى رأسها المملكة برنامجاً نووياً يمكنها من حيازة دورة الوقود النووي، وأبعد من ذلك، بما يحقق الردع ويضمن استقرارا في موازين القوى ويمنع اختلالها.
وفى الشأن اليمني، قال مدير مكتب رئيس الجمهورية اليمني لـ"الرياض" إن الرئيس عبدربه هادي سيؤدي صلاة العيد في عدن. وأوضح الدكتور محمد علي مارم أن الرئيس هادي يعتزم أداء الصلاة في ساحة العروض بخور مكسر وذلك بعد نجاح المقاومة الشعبية في طرد المتمردين من عدن.
وعبر مارم باسمه وباسم الشعب اليمني عن شكرهم وتقديرهم لمواقف خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وكل قادة دول مجلس التعاون ودول قوى التحالف الذين مدوا يد العون للشعب اليمني.
من جهته قال وزير الخارجية اليمني رياض ياسين لصحيفة "الرياض" إن عددا من المسؤولين الحكوميين سيبقون في اليمن بعد العيد لترسيخ الاستقرار فيما سيعود الرئيس هادي وعدد آخر من المسؤولين اليمنيين إلى المملكة ريثما تتم تهيئة مكان مناسب لإقامتهم في عدن، وتوجه الوزير ياسين بالتحية إلى أهالي عدن وبارك لهم الإنجاز.
وبحسب الصحيفة كانت المقاومة الشعبية والجيش الوطني المؤيد للشرعية قد حققا أمس نصراً مهماً في عدن بعد سيطرتهم على خور مكسر، ونجح أفراد المقاومة في طرد المتمردين بمشاركة طيران التحالف الذي وفر غطاءً جوياً لتتوج الجهود بتحرير مطار عدن الدولي بأكمله.
وذكرت مصادر في المقاومة لـ"الرياض" أن عملية عسكرية واسعة قد بدأت لتطهير بقية أجزاء عدن من بقايا مليشيات الحوثي وصالح.
وقال العميد عبد الله الصبيحي قائد اللواء 15 وقائد عملية التحرير في عدن جنوب اليمن لصحيفة "الشرق الاوسط " الدولية في طبعتها السعودية إن التنسيق في التحرك كان نقطة الارتكاز بين جميع القيادات في المقاومة الشعبية والعسكرية وقوات التحالف من غرفة عمليات مشتركة حديثة لتوحيد آلية المواجهة العسكرية مع المتمردين وذلك بهدف تشديد الضربة العسكرية.
وأشار العميد الصبيحي، إلى أن قوات التحالف العربي الذي تقوده السعودية، له دور بارز في كل المراحل منذ دخول ميليشيات الحوثيين لعدن، وتنوع هذا الدعم الذي يخدم عموم سكان عدن، إضافة إلى قوات التحالف قدمت الدعم العسكري المختلف والذي كان آخره قرابة 75 مدرعة عسكرية عليها رشاش، سلمت عبر البحر بالتنسيق مع القيادة العسكرية والمقاومة الشعبية.
وأوضح الصبيحي، أن التحرير سبقته ضربات مكثفة من قوات التحالف لمواقع تمركز الحوثيين، بالتنسيق مع الوحدات على الأرض التي تحركت بالتزامن مع هذه الضربات نحو الهدف، وقامت بتنفيذ الخطة المعدة مسبقاً، وهذه الضربات أحدثت حالة إرباك لدى الميليشيات الحوثية التي بدت غير قادرة على المواجهة العسكرية على الأرض.
وأضاف الصبيحي ، أن عملية تحرير عدن انطلقت من ثلاثة محاور رئيسية والتي كانت نقطة الانطلاق مع توحيد لحظة الهجوم، وتمثلت هذه الجبهات في "الجسر المؤدي إلى المعلا، ومحور العصيمي ومحور الصولبان"، ومن هذه المحاور تم التوجه للمطار من خلال جبهتين أسهمتا في ضرب الحوثيين وتراجعهم من تلك المواقع التي يسيطرون عليها، وسقط في قبضة الحشد العسكري الكثير من أسرى الحوثيين الذين جاري التعامل معهم ونقلهم إلى مواقع آمنة.
وعن جبهة خور مكسر، قال العميد الصبيحي، إن معركة خفيفة جرت مع دخول اللواء المساند بالمقاومة الشعبية وطيران التحالف، وانهارت معها دفاعات الحوثيين، وفروا من المواجهة بعد أن شاهدوا زحف الحشد الموالي للشرعية ممثلة في الرئيس عبد ربه منصور هادي إلى خط أبين العلم وتبقى مجاميع تم التعامل معها عسكرياً ودحرها في الجبهة.