"موليبر.. مؤلف يحتفل به جوجل".. لماذا رفضت الكنيسة دفنه على التعاليم المسيحية؟.. وهذه أبرز مسرحياته
يحتفى مؤشر البحث جوجل، اليوم 10 فبراير، بالكاتب الفرنسى الشهير موليير المولود فى 15 يناير 1622 والذى رحل فى 17 فبراير 1673.
ومن أبرز أعمال موليير كانت مسرحية البخيل التى أعادتها وقدمتها كل الثقافات الأخرى، وتتناول المسرحية الساخرة حياة البرجوازى الغنى (هاربجون) الذى يتصف بالبخل الشديد على أسرته التى عانت منه، فحبه للمال جعله يرفض حق ابنه وابنته لاختيار شركائهما فى الحياة ويسعى لتزويجهما من أغنياء حتى وإن كانوا يكبرهما سنا.
هذه المسرحية كتبها موليير 1668، وعن هذه المسرحية كتب الدكتور على خليفة "لا شك أن هذه المسرحية من روائع المسرح العالمى فى كل عصوره وربما كانت أفضل مسرحية كوميدية كتبها عبقرى الكوميديا موليير وربما أيضا كانت أفضل مسرحية كوميدية كتبت على الإطلاق".
وأضاف (خليفة): "أظن أن موليير فى هذه المسرحية قد أعد لها طويلا ورسم شخصياتها بعناية وصنع المواقف المثيرة للفكاهة فيها ببراعة ونوع فى أساليب الفكاهة فيها ما بين الرسم الكاريكاتورى لبعض الشخصيات بها خاصة شخصية هاربجون وحبك المواقف المضحكة كاكتشاف كليانت أن الشخص المرابى الاستغلالى الذى سيقترض منه هو أبوه واكتشاف هاربجون أن ابنه هو من يسعى للاقتراض منه عن طريق وسيط بينهما لم يكن يعرف صلة القرابة بينهما.
ونرى فى هذه المسرحية المواقف الكوميدية التى تنشأ من سوء الفهم وقد أحسن صياغتها فلا يسع المشاهد وهو يراها إلا أن ينفجر بالضحك كالموقف الذى يتهم فيه هاربجون فالير بأنه سرق صندوق نقوده فى حين يظن فالير أن كلام هاربجون يعنى به حبه ابنته دون علمه حتى يتضح الموقف بعد ملابسات مثيرة جدا للضحك.
أما عن الأنماط الكوميدية فى هذه المسرحية فلم يكتف موليير بوضع نمط واحد فيها بل نرى فيها عدة أنماط كوميدية تبعث فينا الرغبة فى الضحك بتصرفاتها الغريبة ومنها شخصية فالير وكيل هاربجون فى بيته وهو متنكر فى هذا العمل ليحتال على هاربجون عساه يوفق فى الزواج من بنته - والتنكر وسيلة من وسائل الفكاهة تحدث عنها برجسون فى كتابه الضحك - ونراه ينافق أرباجون ويحسن له أفعاله الغريبة حتى إنه ليوافقه فى أن زواج الفتاة بغير دفع مهر لها من أبيها للزوج أهم شيء فى الحياة وفى سبيل ذلك يهون كل شيء.
وفى عام 1673 بينما كان الكاتب والممثل الفرنسى موليير يشارك فى تقديمه العرض الرابع لمسرحيته "مريض الوهم" سقط فوق خشبة المسرح، وبعد ساعات قليلة رحل بعدما صار أشهر كاتب مسرحى فى زمانه.
ورغم المكانة الاجتماعية التى حظى بها موليير لكنه حُرم من حقه فى أن يدفن وفقاً لتعاليم الدين المسيحى لأن المسرح آنذاك كان ينظر إليه نظرة دونية.
وظل رجال الدين حانقين على موليير حتى بعد وفاته، إذ ظلت مسرحيته «طرطوف» ماثلة فى أذهانهم، وتباطأ القس الذى استدعى فى المجئ ولم يصل إلا بعد إلحاح طويل، بعدما فارق موليير الحياة، ورفضت الكنيسة أن يدفن فيها، فاضطرت زوجته للالتجاء للملك ملتمسة منه التدخل لدى كبير أساقفة باريس، وأذنت الكنيسة بالدفن على أن يتم ليلاً دون صلاة على الجثمان ولا احتفال دينى، وكانت حياته قد اكتملت وهو فى عمر الواحد والخمسين.