عاجل
الخميس 21 نوفمبر 2024
رئيس مجلس الادارة
رجب رزق
رئيس التحرير
سامي خليفة
الرئيسية القائمة البحث

لو أتيح لي شرائه لن انتظر "ولكن ما نيل المطالب بالتمني"

نيوز 24

الحلم ‘ الأمنية ‘ الهدف ‘ كل تلك المعاني لا تقتصر أبداً علي التمني لكنها دائما جزء لا يتجزأ من أفكارنا ‘ وشخصيتنا ‘ كلا منا يسعى لتحقيقه ‘ فكلا منا يراوده حلم ويسعى وراءه كالخيل الذي يعرف صاحبه ‘ كلا منا يرسم أمنيته كرسم السحاب في السماء ‘ كلنا نبحث عن تحقيق واقعها .

كثيرا من الأحيان تقف أمام تلك الأماني والأحلام مكتوفي الأيدي ‘لا تقدر على تحقيق شئ ليس ضعف منك أو تقصيرا لكن الأصعب ان يفرض عليك ذلك ‘ من شخص او بيئه بل احيانا مجتمع كامل خصوصا اذا كان من يبحث هي نصف ذلك المجتمع وهي الأنثى ‘ ومن تبحث عنه هو محور أساسي للمجتمع وهو الرجل ‘ فيصبح كلاً منا أمنية.

نعم أمنيتنا رجلاً..
منذ الصغر كنت اسمع الفرق بيني وبين النصف الآخر أنني أنثى وهو ذكرا ‘ لكن عندما كبرت أيقنت وتمعنت أن الرجل غير الذكر ‘ فكلهم ذكورا لكن قليلا منهم رجالا ‘ فالرجل هو صناعة الموقف ‘ تيقنت أن الرجل صفة تكمن كلها في فعله ‘ ولظهور وانتشار الواقع العكسي ‘اثبت وجود الكثير من الذكور وقلة من الرجال ‘ أصبحت أمنية الأنثى بالحصول على رجل ما هي الا أمنية تود مصادفتها يوما ما ‘ لكنني حقا في واقع الأمر قبل أن أتحدث عن حقي كأنثى بالحصول علي رجل ‘ لا أنسى أبدا أن أكون منصفة وأن أيضا من حق الرجل الحصول على أنثى بحق .

تراودني مقولة " كوني له أنثى يكن لكي جميع الرجال "
فمن المؤسف أن يختلط علينا الأمر وهو مثل الزيت والماء لن يختلطا ‘سوا رجالا ام إناث ‘ لقد أصبح العثورعلي كليهما أمر صعب ‘ في حقيقة الأمر كيف أكون له أنثى قبل أن يكون هو لي رجل وقبل أن يكون هو ولي ‘ لماذا لم يعلموا أن الرجل جعله الله قواما على الأنثى ‘ لماذا لا يعلمون ان الأنثى مهما كانت قوية إلا أنها دائما تخضع لمن يجعلها اثيرة له بكل مافيها ‘سوا قلبها او عقلها او روحها ‘ لماذا لا يعلمون أن الرجل هو المحرك الأساسي لبداية أي علاقة وأنه صاحب خيط فرطة السبحة ‘ وإنها إذا احبتك عند هذا فقط كانت لك كل الإناث .

أمنيتنا رجلاً ..
رجلاً يعلم كيف يجعل أنثاه تكتفي به ‘ رجلاً يعرف كيف يحتوي ‘ يعلم معنى الاحتياج ‘ الاهتمام ‘السند ‘ الحنيه ‘ رجلاً يعلم كيف يشعرها بخوفه عليها ولا يزعرها بقفصة المقفول ‘ رجلاً يشعرها أن الأمان يوجد حيثما كان وجوده هو ‘ رجلا يعلم متى يكون صديق ‘ واخ ‘ واب ومتى يكون حبيبا وزوجا ‘ رجلاً يعلم أن العوض في وجوده معها وفي رسمه بسمتها ‘ رجلاً يحظى بمعرفة قيمة النعم قبل زوالها فيحافظ عليها ويعطيها رونقها ‘ رجلاً يعلم أن الثقة جزأ لا يتجزأ من العلاقة ‘ وان الغيرة شئ مقدس يحدث بحدوث ذلك الحب والفرق بين الغيرة المحمودة و الشك الذي ماهو إلا طاعون يفسد العلاقة ‘ رجلا يعلم أن عقاب المحب يختلف تماما عن عقاب غيره ‘ كيفما يفعل الطبيب في الجراح ويداويه في وقتها ولا يدعة ينزف أبدا ‘ رجلا يعرف أن تفاصيلها حياة أخرى تأخذه بعيدا الى عالم آخر ليس به أحدا سواهم ‘ حائطه فكرهم ومبانيه كيانهم وغذائهم من روح واحدة ‘ رجلا يعرف أن قوتة أمامك هو ضعفه ‘ وأن غضبه رماد أمام ابتسامتك ‘ رجلا يقدر الصغيرة قبل الكبيرة ‘ وأن احترامه لفكرك المختلف عنه هو فرض عليه لأحترامه لذاته ‘ رجلاً يعلم مقصدك دائما ويسعى لحسن الظن بك حتى في غلطك ‘ يكن له القدرة علي الاستماع ‘ رجلاً يعلم كيف يدعمك نفسيا ‘يعرف ان المهم ليس البدايات الحلوة بل في استمرارية تلك البداية ‘ رجلاً يعرف أن التعامل الوسطي فالحياه بينهم هو الخيط المنسوج لقوة تلك العلاقة وأن كلما كان بينهم العقل والوضوح والصراحة ‘كلما كان الخيط صلبا عنكبوتيا اكثر في العلاقة ‘ كلما مضت الحياة معا بحلوها ومرها.

شئنا أم أبينا أن تلك هذه الصفات لقد جعلها المجتمع سرابا جيل خلف جيل ‘ الغريب فالأمر أننا مازلنا نبحث عنها بين طيات الزمن‘ والعمر يمضي بين البحث والآخر ‘ لكنني عند نفس أمنيتي ‘فهل ياتري سيأتي ؟ حتى وأن كان به ع الأقل نصف هذه الصفات .

للأسف في ذلك الواقع المرير ومن الحقائق التي أراها صادمة هو رتم الحياة السريع ‘ أصبح كل شئ لم يأخذ وضعه الطبيعي ولا مساحته الخاصة في قلب كل منا سواء معشر الرجال او النساء ‘ أصبحنا في عالم العولمة والتكنولوجيا الخطر الذي يهدد هرم العلاقات ‘ لقد أصبح كل شيء بارد المشاعر والإحساس ‘ لقد فقدنا طعم النقاش أو حتي المشاجرة ونحن نلتف حول ترابيزة القهوة نستمع لكل منا مايقول ‘ فقدنا المعرفة الواقعية لكل من ملامح بعضنا لبعض عند الحزن والفرح ‘ فقدنا التفقد المواقف والافعال بعضنا البعض ‘ وبالتالي فقدنا الشعور بكل شيء حولنا واصبحنا نتناسى أمورا كثيرة تتوقف عليها حياتنا مستقبلا ‘ الأدهى والأمر أننا أصبحنا نحكم علي بعضنا من خلال هذا العالم الافتراضي الوهمي ‘ كل تلك الأمور جعلت من صفاتنا كبشر صفات متبلدة ‘ أصبحنا عالم واحد بل أصبحت تلك الصفات لا تأخذ حيز في كيان الرجل ‘ وبالتالي أصبح الرجل غاالي جدا واصبحت الرجولة مسؤولية لا يقدر على حملها من كان ذكر.

لكنني حقا لن أتنازل عن أنوثتي مثلما لن اتنازل عن رؤيتي لتلك الرجولة ..

تلك الحياة عبارة عن أرض خصبة لا تقدر على خصوبتها دون بذرها الطيب‘ الرطب ‘ اللين ‘ والماء ‘ وهكذا الرجل لا يقدر على العيش دون أنثى تجتمع فيها صفات الأنوثة وكذلك الأنثى ‘ لا تقدر على العيش دون قبطان الحياه.

آتمني أن لو يرجع هذا الزمان ليقدر كلا منا حقا صفاتة.