عضو بالبرلمان العربي في حوار لـ"سبوتنيك": دول ومنظمات تتاجر في أراضي القدس لصالح إسرائيل
قال النائب الأردني خليل العطية، ممثل الأردن في البرلمان العربي، إن عددا من الدول والمنظمات تتاجر في أراضي القدس لصالح إسرائيل.
أجرت "سبوتنيك" مقابلة مع العطية تحدث خلالها عن أهم القضايا، التي تهم الشارع العربي في الوقت الراهن، من القدس إلى سوريا، إضافة إلى الأوضاع السياسية في العالم العربي.
إليكم نص الحوار:
قمت بدعوة البرلمان العربي لتبني مبادرات للمصالحة (العربية العربية) لماذا لم تقدم هذه الدعوة في السابق؟
مستشارة الرئيس الأمريكي إيفانكا ترامب ووزير الخزانة الأمريكية ستيفن منوشين خلال إزاحة الستار عن لافتة السفارة الأمريكية في القدس، 14 مايو/ أيار 2018
ما لفت نظري في هذا التوقيت هو المعاناة، التي يلاقيها النواب القطريين عندما يتنقلون بين الدوحة والقاهرة لحضور المؤتمرات وجلسات البرلمان العربي، ولا يجوز أن نرضى بتلك المعاناة في عملية التنقل بين الدوحة والدول الخارجية، ولا يجب علينا، نحن (البرلمانيين العرب) أن نلتزم الصمت تجاهها لأنها أمور يجب ألا تحدث بين الأخوة، والتناحر الإعلامي بين الدول الخليجية أصبح بشكل لايطاق، ولا يمكن قبوله لأنه يشكل إنهاك للأمة العربية ويزيد الفرقة ويتطلب منا أن نعمل على إنهاء تلك الحالة.
وأخذ البرلمان العربي بتلك التوصيات، لأنه لا يجوز التناحر الإعلامي وتقييد التنقل بين البلدان العربية، فتلك الدول تعتبر جريمة والسكوت عليها خيانة، هذا بجانب ما يحدث في اليمن وليبيا وغيرها من التدخلات، التي تخدم إسرائيل في المقام الأول.
ما هو السبيل لتحقيق المصالحة؟
يجب أن يتم إزالة الخلافات فورا، وهذه خطوة أولى ويجب على الجميع التجاوب معها لأن الخطر سيداهم الجميع.
ربما يرى البعض أن حديثك عن المصالحة (العربية العربية) قد تأخر كثيرا. ما رأيك؟
بعد مقتل الصحفي السعودي جمال خاشقجي، وما رأيناه من استهداف للسعودية واستغلال تلك القضية للنيل من المملكة، نقول: "نحن ضد القتل وضد تلك الجريمة ويجب محاسبة من قام بها.
لكن عملية استهداف السعودية بهذا الشكل، وهذا التناحر الإعلامي، هو ما دعاني للحديث عن المصالحة وتوحد الأمة العربية ضد كل الأخطار المحيطة.
هل تتوقع أن تلاقي دعوتكم هذه قبولا لدى الأطراف العربية؟
علينا نحن (النواب العرب) أن نقدم التوصيات ونشعر القادة العرب والجامعة العربية بما يقوم به نواب الأمة، وأنا فعلت ما يمليه علي ضميري وأتمنى أن يلقى آذانا صاغية لدى الحكام العرب، ويجب عليهم أن يستمعوا لنداءات الشعوب وعدم الانصياع للإملاءات، التي لا تخدم في النهاية سوى أعداء الأمة العربية.
شهدت القمة الخليجية الأخيرة بالرياض أجواء شبه إيجابية بشأن المصالحة الخليجية. هل دعوتكم لها علاقة بتلك القمة؟
ما قرأته في الصحف العربية مؤخرا استفزتني كثيرا، وتلك العناوين بجانب قضية "خاشقجي" جعلتني أطرح القضية.
لماذا عارضت إصدار بيان من البرلمان العربي يدين انتهاكات حقوق الإنسان في فرنسا في ظل الاحتجاجات الأخيرة؟
يجب أن يكون لكل لجنة اختصاصها وبرامجها وأن لا تتعدى لجنة على اختصاصات لجنة أخرى، وما تناولته اللجنة التشريعية وحقوق الإنسان في البرلمان العربي من الدعوة لإصدار بيان يدين انتهاك فرنسا لحقوق الإنسان هو خارج عن اختصاصها ومن اختصاص اللجنة السياسية، ومن ناحيتي أنا مع إصدار مثل تلك البيانات، ولكن من اللجنة المختصة بهذا الأمر.
عارضت بعض الآراء إصدار بيان يدين انتهاكات لحقوق الإنسان بحق المحتجين في فرنسا واستندوا في ذلك للفارق الشاسع بينها وبين الدول العربية في هذا المجال. ما رأيك؟
هذا ما قام به بعض الزملاء، ونحن في الأردن أعطينا مثلا في التعامل مع المتظاهرين بحيث يتم تزويد المتظاهرين ببعض المتطلبات ويتم احترام آرائهم، ومن المفترض على كل دولة أن تحترم آراء مواطنيها، التي تنسجم مع الدستور والقانون.
المواطن يرى في البرلمان العربي صورة أخرى من الواقع السياسي العربي، الذي لا يعرف سوى بيانات الشجب والإدانة؟
أخالفك في ذلك، ألا ترى أن الانتصار، الذي حققته غزة الصمود والفداء، بالوقوف في وجه القرار الأممي الذي أراد أن يصنف الحركة منظمة إرهابية وفقا لقرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الذي أراد أن يلصق "المقاوم" بالإرهاب.
وهذا إنجاز كبير للدبلوماسية العربية والدور الكبير، الذي لعبته الخارجية الأردنية والكويتية.
سبوتنيك: قلت أن هناك دولا لم تسمها تقوم بشراء أراضي القدس وتعيد بيعها لإسرائيل. ما الدلائل التي لديك؟
الملك عبد الله الثاني
© AFP 2018 / MARTY MELVILLE
ملك الأردن: مسألة القدس يجب تسويتها ضمن قضايا الوضع النهائي
خضت تلك المعركة، التي تبنتها الحكومة الأردنية ضد جهات محلية، كما سمعت أن هناك دولا تقوم بـ"تسريب عقارات" في القدس، يتم شرائها بمبالغ كبيرة وبيعها لمنظمات يهودية، وكان لا بد لي أن أطرح الأمر، وتم وضع ذلك في تقرير اللجنة بمقترح مني وقد نجحت في ذلك.
في أي طريق تسير القضية الفلسطينية في تلك المرحلة؟
كان هناك عمل سيئ من الأمانة العامة للبرلمان، وأعلم من الذي قام بإسقاط العبارات، التي تتحدث عن الدور الأردني في الحفاظ على المقدسات والموقف الرسمي الأردني، وعدم ذكر الوصاية الأردنية والتأكيد عليها من جانب لجنة فلسطين، التي يترأسها رئيس البرلمان، وهو ما تم الاعتذار عنه، وقال إن تلك الأمور سقطت سهوا.
الأردن وفلسطين يتنفسان من رئة واحدة، وقضية فلسطين هي قضية عربية بامتياز وقضية أردنية خاصة وما يمس أي فلسطيني يمس الأردن، وكان موقف الملك عبد الله من قرار ترامب واضح وأنه ضد نقل السفارة إلى القدس وضد صفقة القرن المزعومة وهذا موقف واضح وصريح.
طالبت بعودة سوريا للبرلمان العربي. هل ترى الوقت مناسبا؟
كان لي شرف طرح الموضوع على اللجنة السياسية وتم إقراره من جانب المجلس بغض النظر عما قامت به الحكومة السورية، ويجب أن تكون هناك مصالحة لكي تعود سوريا إلى الحضن العربي ونرى البرلمانيين السوريين واللبنانيين حاضرين بيننا، وأن ينال الشعب السوري حقوقه كاملة وحتى لا نرى سوريا مقسمة ومنهوبة من الدول الخارجية.
لماذا لم توجه نداء المصالحة مع سوريا من البرلمان الأردني؟
بالفعل كانت هناك زيارة لوفد برلماني أردني، وهي الزيارة الأولى منذ اندلاع الحرب، نحن مع الوحدة العربية وترك حرية الاختيار للشعوب العربية.
ما الدور الذي يمكن لروسيا أن تلعبه في المنطقة؟
كان هناك قرار أممي بعدم تجريم المقاومة الفلسطينية في غزة ووصفها بالإرهاب ونحن نقدر الدول التي وقفت ضد القرار وعلى رأسها روسيا الاتحادية.