وزير الاعلام الفلسطيني: الشعب الفلسطيني سيسقط صفقة القرن والتطبيع وسيفشل كل المؤامرات الاسرائيلية
«مهما كان هناك من مشاريع تستهدف تصفية القضية الفلسطينية مثل «صفقة القرن» او التطبيع وغيره فكلمة السر تبقى في الموقف الفلسطيني وفي القيادة الفلسطينية التي ترفض هذه المواقف والمشاريع وهي قادرة على افشالها كما فعلت في الماضي» ..بهذه الكلمات استهل الوزير المشرف على الاعلام الرسمي الفلسطيني احمد عساف حديثه لـ«المغرب» على هامش زيارته لتونس من اجل الاشراف على افتتاح مكتب التلفزيون الرسمي الفلسطيني والذي سيكون واجهة اعلامية جديدة توصل صوت فلسطين الى كل العالم ..واشار عساف الى ان الشعب الفلسطيني صامد في ارضه وقادر على افشال كل المؤامرات مشددا على اهمية دور الاعلام كسلاح في مواجهة المحتل موضحا ان هناك اكثر من 400 شخص من العاملين في القطاع الاعلامي الرسمي سقطوا ضحايا الاعتداءات الاسرائيلية خلال العام.
وحذر من ان التطبيع مع اسرائيل لا يكون قبل انسحاب الاحتلال من الاراضي التي احتلها عام 67 .. وفيما يلي نص الحوار:
• في خضم الظرف الاقليمي الراهن كيف ترون دور الاعلام الفلسطيني في مواجهة المحتل الصهيوني؟
اكيد الاعلام الفلسطيني هو جزء اساسي وركن من اركان المواجهة مع الاحتلال الاسرائيلي ..في العام الماضي سقط اكثر من 400 شخص جرحى بين الذين يعملون في الاعلام الرسمي الفلسطيني سواء في التلفزيون او وكالة وفا او جريدة الحياة الجديدة ..وهذا الرقم غير مسبوق وقدمنا العديد من الشهداء و قصفت مقراتنا وقصفت ابراج البث التابعة لاذاعة صوت فلسطين ويتم استهداف الاعلاميين بشكل يومي وممنهج في جزء من المعركة الشاملة التي يشنها هذا الاحتلال الغاصب على الشعب الفلسطيني .. وبالنسبة لنا نحن نصر على موقفنا ..وعلى الاحتلال الاسرائيلي ان يعيد قراءة التاريخ، زادت الهجمة الاسرائيلية وزاد الارهاب وهذا التحدي الذي يفرض علينا ، كلما زادت مواقفنا اصرارا على ان نمضي في هذا الطريق التي ارتضيناها لانفسنا اي طريق الدفاع عن شعبنا وايصال صوته الى كل مكان في العالم . وكما فشلت هذه السياسات الاسرائيلية في السابق اكيد ستفشل اليوم امام صمودنا وتمسكنا بأرضنا ومقدساتنا ودفاعنا عن اطفالنا وقيمنا ومشروعنا الوطني .
ونحن قادرون على افشال كل السياسات الاسرائيلية وهذا طبعا مع الدعم الذي نتلقاه من اشقائنا العرب وتحديدا اشقائنا في تونس والمغرب العربي وفي بقية انحاء الوطن العربي ،ونحن نقدر عاليا وقوفهم الى جانبنا طوال السنوات السابقة.
واؤكد ان واجبنا تجاه شعبنا هو ايصال رسالة الشعب الفلسطيني وقضيتنا الى كل العالم وكشف وفضح هذه الجرائم الاسرائيلية وتوثيقها . وسيأتي اليوم الذي تحاسب فيه اسرائيل على كل هذه الجرائم التي اقترفتها بحق شعبنا وقضيتنا وارضنا وكل ذلك يقوم به الاعلام الفلسطيني وهذا يزعج اسرائيل لذلك يتم استهداف الاعلام الفلسطيني .. وقبل يومين تم اقتحام مقر وكالة وفاء الرسمية الفلسطينية ونشرت صور الرئيس ابو مازن على مفترقات الطرق وفي الشوارع مع دعوات لقتل الرئيس ابو مازن واستهدافه وهذا ليس بغريب عليهم . في السابق حاصروا الشهيد ياسر عرفات وحاولوا انتزاع تنازلات من الشهيد ورفض ذلك، واليوم التاريخ يعيد نفسه لان الرئيس ابو مازن متمسك بثوابت الشعب الفلسطيني ويرفض تقديم تنازلات ويتصدى لصفقة القرن ويسعى لإفشالها بالرغم من كل العقبات والضغوطات التي تمارس عليه .
• هناك موجة خطيرة من التطبيع في العالم العربي مع الاحتلال الصهيوني بكل ما تحمله من مخاطر فكيف تنظرون الى ذلك؟
نحن جزء من هذه الامة العربية التي اخذت قرارا في قمة بيروت في عام 2002 حول مبادرة السلام العربية التي بدأت سعودية بمباركة عربية وهي تنص على انهاء الاحتلال الاسرائيلي عن كل الاراضي التي احتلت عام 1967.
وهي لا تنحصر فقط في الاراضي الفلسطينية بل الاراضي اللبنانية والسورية ايضا التي لا تزال تحت الاحتلال ...عندها فقط يتم انشاء علاقات طبيعية مع الدول العربية ولكن اسرائيل تسعى الى عكس هذه المعادلة وتسعى الى اقامة علاقات مع الدول العربية مع ابقاء الاحتلال الاسرائيلي وهذا امر خطير واذا ما تم ذلك فسنفقد ادوات الضغط التي ستمارس على اسرائيل ونسعى من خلالها الى اجبارها على انهاء احتلال لذلك فما يحدث خطير جدا ..فكل ما نطلبه من اشقائنا العرب هو الالتزام بالمبادرة التي اقرت واصبحت مبادرة عربية في قمة بيروت وفي سنوات لاحقة تم اعتمادها كمبادرة اسلامية ولم تعد عربية فقط وتمثل اكثر من 56 دولة اسلامية في هذا العالم يعني نصف العالم يتبنى هذه المبادرة التي تقضي بان تنسحب اسرائيل من الاراضي التي احتلتها عام 67 وبعدها تقام العلاقات الطبيعية ولكن تطبيع العلاقات قبل ذلك، ستكون له تداعيات خطيرة على القضية الفلسطينية.
• وما هي الخطوات القادمة لمواجهة صفقة القرن ؟
صحيح ان صفقة القرن جاءت من قبل الولايات المتحدة ورئيسها دونالد ترامب وتسعى اسرائيل الى تطبيقها بكل ما اوتيت من قوة لكن امام صلابة الموقف الفلسطيني ومواقف الرئيس ابو مازن ستتكسر هذه الصفقة وتفشل لان شعبنا الفلسطيني لن يغادر ارضه وسيبقى متمسكا بهذه الارض مهما كان الثمن . الولايات المتحدة الامريكية تعترف بان «القدس عاصمة لاسرائيل» وهذا لا يعني اي شيء لان الشعب الفلسطيني الموجود في القدس هو المدافع الاول عنها وهم سند المقدسات المسيحية والاسلامية ، وهناك اكثر من 300 الف فلسطيني متواجدين داخل المدينة المقدسة ويدافعون عنها بأرواحهم وصدورهم العارية.
وحتى لو تخاذل من تخاذل ..وتواطأ من تواطأ .. لكن الشعب الفلسطيني بصموده ومواقفه قادر على افشال كل هذه الصفقات وان يردها صفعات على وجه من يقوم بها . والدليل على ذلك اننا شاهدنا الالتفاف الدولي حول الموقف الفلسطيني بشأن التصويت الذي جرى في الامم المتحدة ، فقد كان هناك مشروع امريكي لم يقف الى جانبه اكثر من 5 دول من بينها «اسرائيل» وبعض الجزر غير المعروفة . ورغم ان فلسطين دولة تحت الاحتلال ولا تمتلك الدبابات والطائرات والصواريخ العابرة للقارات او امكانيات مادية لشراء بعض المواقف ، ولكن رغم ذلك فان العالم الحر الحقيقي الذي انتصر للمبادئ والحق هو الذي وقف الى جانبنا، واذا عدتم الى نتائج التصويت ستجدون ان ثلاثة ارباع العالم وأكثر صوتوا الى جانب المقترح الفلسطيني وبالتالي الحقنا عشرات الهزائم بالولايات المتحدة الامريكية في كل التصويت الذي جرى في الامم المتحدة خلال العالم الماضي ..اكثر من 10 مرات حاولت خلالها امريكا ان تمرر هذه المشاريع وفشلت فشلت ذريعا ونجح المقترح الفلسطيني وكان هناك تأييد عربي واسلامي حول هذه المواقف الفلسطينية .. ومهما كان هناك من مشاريع تستهدف تصفية القضية الفلسطينية مثل صفقة القرن او التطبيع وغيرها فكلمة السر تكمن في الموقف الفلسطيني وفي القيادة الفلسطينية التي ترفض هذه المواقف والمشاريع وقادرة على افشالها كما فعلت في الماضي ..لذلك نجد استهدافا مباشرا للرئيس ابو مازن بكل ما يمثله من موقف فلسطيني مشرف نلتف حوله.
وهناك دعوات اسرائيلية لتصفيته من اجل استهداف كل هذه المواقف الفلسطينية الرافضة لهذه الصفقات ... فشعبنا الذي تحت الاحتلال استطاع ان يهزم اسرائيل ومؤامراتها ...والدليل ان دير الاحمر ما زال صامدا بالرغم من التعديات الاسرائيلية للشهر الرابع على التوالي وهذا ان دل على شيء فانه يؤكد بان شعبنا الفلسطيني صامد في ارضه وقادر على افشال كل المؤامرات التي سيكون مصيرها مزابل التاريخ.