المؤتمر العالمى للإفتاء يناقش "ضوابط الإفتاء تأصيلًا وتطبيقًا" في جلسته الثانية
واصل المؤتمر العالمى للأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء في العالم ، المنعقد تحت مظلة دار الإفتاء المصرية ، فعالياته بالجلسة النقاشية الثانية تحت عنوان " ضوابط الإفتاء تأصيلًا وتطبيقًا".
ترأس الجلسة الدكتور سعيد مكرم عبد القادر زاده، مفتى طاجيكستان، وشارك فيها أصحاب الفضيلة؛ سماحة الشيخ / عبد اللطيف دريان مفتي الجمهورية اللبنانية، والأستاذ الدكتور / السيد علي بن السيد عبدالرحمن آل هاشم مستشار الشؤون القضائية والدينية قصر الرئاسة – أبوظبي عضو مجمع البحوث الإسلامية بالأزهر الشريف، وفضيلة الشيخ الدكتور/ سالم بن هلال بن سالم الخروصي مستشار الوعظ والإرشاد لمعالي وزير الأوقاف العماني، ومعالي المستشار/ منصور مأمون النياس مستشار الرئيس السنغالي، وفضيلة الشيخ الدكتور/ إسماعيل بن ناصر بن سعيد العوفي بمكتب معالي وزير الأوقاف العماني، وفضيلة الأستاذ الدكتور / مصطفى سيرتش رئيس العلماء في البوسنة والهرسك، وصاحب الفضيلة الأستاذ الدكتور / محمد البشاري أمين عام المؤتمر الإسلامي الأوروبي.
وتحدث سماحة الشيخ/ عبد اللطيف دريان مفتي الجمهورية اللبنانية عن موضوع الفَتْوَى وَحُقُوْقُ الجَنِيْن قائلًا: " إن الفقه الإسلامي قد عني ببيان أحكام الجنين وحقوقه المعنوية والمادية على حد سواء، وكان للفقهاء دور كبير في إظهار هذه الأحكام من خلال الاستنباط من النصوص الشرعية ،وذلك تحقيقا لمقاصد الشريعة الإسلامية وخاصة الضروريات والحاجيات منها فضلا عن التحسينيات كذلك.
وأشار الشيخ دريان إلى ماهية الفتوى وضوابطها باستعراض نبذة عن معنى الفتوى وشروط وأهلية المفتي وأهمية وجوده وفوائد الفتوى الصحيحة، ثم تطرق لحقوق الجنين في الإسلام ببيان معنى الجنين وماهيته في المذاهب الفقهية، ثم بين بعضًا من حقوق الجنين في الإسلام كضرورة الاختيار السليم للزوجين، كما استعرض كيف اهتمت الشريعة بالمحافظة على صحة الجنين وأمه.
ولفت الشيخ دريان النظر إلى أن الشريعة الإسلامية قدمت حقوقًا أخرى للجنين وهي بإجماع الفقهاء أن المرأة الحامل إذا ارتكبت جناية موجبة للحد تستوجب العقوبة فلا تنفذ عليها، سواء أكان ذلك الجرم سرقة أو زنا أو قتلا أو ردة حتى تضع حملها وتتعالى من نفاسها، وكذلك فهناك حقوقًا للزوجة ما دامت في عصمة زوجها لها النفقة وهي واجبة على زوجها فإن طرأ على الحياة الزوجية طلاق وقد تكون الزوجة حاملا فلها النفقة.
كما أشار الشيخ دريان إلى أقوال فقهاء المذاهب الإسلامية في حق الجنين في الحياة وحرمة إجهاضه، كما نبّه على اهتمام الإسلام بحفظ حق الجنين في النسب حيث أنه من نعم الله العظيمة مشيرًا لبعض الطرق التقليدية والتي اهتم بها الفقهاء في تحديد النسب كالقيافة وغيرها.
كما استعرض الشيخ دريان الشروط التي اشترطها العلماء في حق الجنين في الميراث، وحالات نصيبه في التركة، والوصية له ، والوقف عليه، وحقه في الصلاة عليه.
وختم الشيخ دريان كلمته بالتأكيد على أن عناية الإسلام بحقوق الجنين إنما يدل على عظمة الإسلام في تشريعاته السمحة، وعلى كرامة الإنسان في كنف هذا الدين العظيم ، سواء قبل خروجه إلى الدنيا ، بل حتى قبل علقوه في رحم أمه ، فضلا عن كونه حملا وجنينا، إلى أن يخرج إلى دار التكليف، وهذه رحمات الإسلام بالإنسان ، وعناية الرحمن كذلك في حفظ الحقوق لذويها ولتحقيق مقاصد الشريعة الإسلامية، في حفظ النفس والنسب والمال والدين والعقل.