سفير مصر بالجزائر: القيادة الجزائرية والرئيس بوتفليقة يقدران "السيسي".. وهذا سر انخفاض التعاون بين البلدين
أكد السفير عمر أبو عيش سفير مصر لدى الجزائر أن القيادة الجزائرية، وفى مقدمتها الرئيس عبد العزيز بوتفليقة تقدر الرئيس عبد الفتاح السيسى، مشيدا بالعلاقات المشتركة بين البلدين فى كافة المجالات.
وقال السفير أبو عيش - فى حوار لمدير مكتب وكالة أنباء الشرق الأوسط بالجزائر، بمناسبة انتهاء فترة عمله على رأس السفارة المصرية بالجزائر - "استملت مهامى فى 2014 وكانت الجزائر تتابع ما حدث بمصر فى 2013 باهتمام شديد جدا، وكان الكل يدرك أنه إذا سقطت مصر ستسقط بقية الدول العربية، والجزائر كانت مهتمة بما ستؤول إليه الأوضاع فى مصر".
وأضاف "مجيء الرئيس السيسى للسلطة فى مصر كان مصدر ارتياح كبير جدا للقيادة الجزائرية، وأذكر أننى عندما قدمت أوراق اعتمادى للرئيس الجزائرى عبد العزيز بوتفليقة، وكانت بعد انتخاب الرئيس السيسى للرئاسة فى يونيو 2014، وقبل أن يسمح لى بالجلوس إلى جواره، قال لى الرئيس بوتفليقة "أخيرا عرفت مصر الرئيس الذى تستحقه".
وتابع "هذه الجملة كانت مفتاح لفترة عملى بالجزائر، كما أن اختيار الرئيس السيسى للجزائر لتكون أول محطة خارجية له عقب توليه الرئاسة فى 2014، كان لها أثر طيب للغاية وأزال أى رواسب قديمة فى العلاقات قد تكون موجودة لأى سبب، وشعرت معها بارتياح وأن الطريق أصبح معبدا لتستعيد العلاقات بين البلدين زخمها المعروفة به".
وأشار إلى أن التحدى الذى قابله فى بداية عمله بالجزائر كان الحفاظ على هذه الروح الطيبة والبناء عليها، خاصة وأنه كانت هناك بعض الرواسب فى العلاقات الشعبية بسبب أزمة مباراة كرة القدم فى 2009 ، مضيفا "لكن المسؤولين أكدوا لى أن العلاقات الرسمية لا يمكن أن تتأثر بهذه المشكلة".
وأشار إلى أن المشكلة الرئيسية كان سببها فى الإعلام ووسائل التواصل الاجتماعي، لذلك انتهز فرصة زيارة فريق النادى الأهلى للجزائر فى فبراير 2015، للعب مباراة مع فريق وفاق سطيف، وبالتنسيق مع المهندس محمود طاهر رئيس النادى الأهلى فى ذلك الوقت وكان هو رئيس البعثة، وكان هناك حرص شديد من المسؤولين الجزائريين على أن تمر المباراة بسلام، رتبنا زيارة للبعثة لمقام الشهيد (النصب التذكارى لشهداء الثورة الجزائرية) بوسط الجزائر العاصمة، حيث قام اللاعبون وأعضاء البعثة بقراءة الفاتحة والترحم على أرواح شهداء الجزائر ووضع أكاليل الزهور.
ولفت السفير أبو عيش إلى أن الإعلام الجزائرى والمصرى كانا حاضرين لتغطية الحدث بقوة، وهذا الحدث عكس لدى الرأى العام الشعبى فى الجزائر تقدير مصر والمصريين بصفة عامة والنادى الأهلى بصفته أكبر أندية القارة الأفريقية للجزائر والجزائريين، وأن ما يربط البلدين هو الاحترام المتبادل، وقد تلقيت شكر خاص من وزير الخارجية الجزائرى فى ذلك الوقت وقال لى "وفرت علينا جهد ووقت كبير جدا فى استعادة العلاقات الشعبية".
ونوه إلى أنه طوال فترة عمله بالجزائر حرص طاقم السفارة على تنمية وتدعيم المجالات التى تربط الشعوب ببعضها البعض، مثل الفن والثقافة والاقتصاد والسياحة والإعلام.
كما نوه بأن هناك تنسيقا سياسيا مستمرا ومباشرا وممتازا بين مسؤولى البلدين، خاصة وزيرى الخارجية، واتصالات قوية على أعلى المستويات وزيارات وزارية متبادلة، مؤكدا أن التعاون السياسى له آلية ممتازة يسير بها.
وقال السفير عمر أبو عيش "بالنسبة للشراكة الاقتصادية كنا نحاول دائما أن نجد حلولا مبتكرة للتغلب على الصعوبات الاقتصادية التى فرضتها الظروف الدولية، وتوجد فى الجزائر 5 شركات مصرية كبرى تستثمر فى الجزائر منذ منتصف التسعينيات، هي: (المقاولون العرب، وبتروجيت، وحسن علام للمقاولات، وأوراسكوم للإنشاءات والأسمدة، والسويدى للكابلات)، ولها شراكات ممتازة وضخمة مع الشركات الجزائرية".
وأوضح أن حجم التبادل التجارى انخفض بين البلدين لأسباب مختلفة، فمثلا الاكتشافات المصرية الكبيرة فى مجال الغاز، قللت ما كانت تستورده مصر من الغاز الجزائري، وأيضا فى الجزائر هناك حظر لاستيراد بعض السلع من الخارج لدعم المنتجات المحلية وهذا اتجاه عام للدولة الجزائرية وليس مقصودا به مصر، وبالطبع تأثرت الواردات المصرية للجزائر نتيجة هذا القرار، لكن بعد الاتصالات تم السماح لأكثر من 60% من الواردات المصرية بالعودة إلى ما كانت عليه.
وأضاف "فكرنا فى حل بديل لهذا الأمر، فكانت الشراكات الاقتصادية بين كيانات مصرية وجزائرية فى مختلف المجالات، وهناك استثمارات جزائرية دخلت السوق المصرية مثل مجموعة (كوندور) التى تنتج الأجهزة المنزلية، التى ستفتح مصنعا لها فى مصر، وسيكون 20% من الإنتاج مخصص للسوق المصري، و80% منه سيصدر إلى الأسواق الأفريقية التى ترتبط معها مصر باتفاقيات تجارة حرة، وهو ما وفر للشركات الجزائرية سوق يفوق 400 مليون نسمة، وهذا ما اعتبره نوعا من "مشروعات رابح - رابح" فرأس المال الجزائرى وفر استثمارات وفرص عمل فى مصر، كما وفر فرصة تصدير إلى أسواق جديدة، أى أن المكسب منها سيعود على الجميع".