نجم ليفربول بريان روبيرتسون يتحدث عن تسريحه من سيلتك.. ويؤكد: هذه أهدافي مع الريدز
في قلب العاصمة الأسكتلندية "جلاسكو"، وتحديدا في مارس 1994، جاء الخبر السعيد إلى بريان روبيرتسون، حظى بريان بفتى أسماه "أندرو"، ورأى فيه قدرته على تحقيق ما تطلع لتحقيقه في شبابه ولم ينجح.
ويقول روبيرتسون عن ذلك في حوار مطول له مع مجلة FourFourTwo: "قلت لنفسي أنه رأي شخص واحد فقط. كنت لا أزال في سن صغير ولم أعتبر ذلك داعيا للاستسلام. أحببت اللعبة وأردت ممارستها على أي مستوى متاح"
بعد تسريحه من سيلتك، انتقل الفتى الصغير إلى نادي كوينز بارك، وهو نادي محلي ينشط في الدرجات الأدنى في المسابقات الأسكتلندية.
يتابع أندي: "لم يكن الموسم الأول لي في كوينز بارك جيدا. عند لحظة معينة بدأ يتسرب لي إحساس ممارسة تلك اللعبة بغرض الاستمتاع وليس بغرض أن تكون مهنتي الرئيسية. تابعت العمل بجد على كل حال وتغيرت الأمور تماما".
ويستكمل فخورا بمسيرته: "لست أول لاعب يتم تسريحه من مكان ما بسبب ضئالة حجمه. يظل الأمر غريبا بالنسبة لي. ولكن رأي وحيد لم يكن كافيا لإنهاء مسيرتي. أظن أنه من العيب على آخرين أن يوقفوا مسيرتهم لسبب مشابه".
رحلة صعود سريعة بدأت في ذلك النادي المحلي في جلاسكو في 2012، ومع اقتراب عام 2018 من الانتهاء، أصبح الشاب الأسكتلندي البالغ من العمر 24 عاما الظهير الأيسر الأساسي لنادي ليفربول بعدما مر بدندي يونايتد في أسكلتندا ثم هال سيتي في إنجلترا، ومنه إلى "أنفيلد".
الحصول على شارة قيادة منتخب بلاده كان حدثا شخصيا رائعا كذلك لروبيرتسون، حيث مدح المخضرم أليكس ماكليش، المدير الفني لمنتخب أسكتلندا، قائده الجديد بأنه "مثال رائع لكل شاب في أسكتلندا".
مجلة FourFourTwo البريطانية في عددها الجديد لشهر أكتوبر 2018 خصصت جزء كبيرا للحديث عن مشروع ليفربول الجديد تحت قيادة يورجن كلوب، وخصصت 3 صفحات من أجل حوار مطول مع إحدى كنوز المدير الفني الألماني المستكشفة، أندي روبيرتسون.
بعد سنوات من التألق ورحلة الصعود الشخصية لـ آندي مع دندي يونايتد في أسكلتندا ثم مع هال سيتي في إنجلترا ما بين الدرجة الأولى والدوري الإنجليزي الممتاز، وبعد هبوط هال إلى الدرجة الأولى من جديد، جاء انتقال اللاعب سلسا إلى ليفربول في صيف 2017، بمقابل لم يتجاوز الـ8 ملايين جنيه إسترليني.
"خطوة كبيرة أخرى ضمن رحلة صعود رائعة في فترة زمنية قصيرة"
هكذا كان تعليق يورجن كلوب عند إعلان انضمام لاعبه الجديد حينها، تعليق يدل على متابعة عن كثب.
كيف كانت البداية في "أنفيلد" وما هي الأهداف التي وضعها لنفسه عند بداية محطته الجديدة؟
يتحدث روبيرتسون لـ FourFourTwo، والأسطر القليلة التالية نقلا عن لسانه.
"مثل أي لاعب جديد، أود أن أضع بصمتي سريعا وأن ألامس أرض الملعب وأركض باستمرار. هذا ما نجحت في فعله مع دندي وهال مسبقا. أعلم أن الانتقال إلى ليفربول خطوة هائلة، ولكن الحصول على فرصة المشاركة المستمرة في المباريات أخذ وقتا أكثر مما أحب"
"الأمر في البداية كان صعبا. كان وضعا جديدا بالنسبة لي وأعتقد أنني لم اتعامل مع الأمر بالشكل الأفضل. عادة، أكره أن أكون غير مساهم في المشهد"
"لدي ثقة كبيرة في قدراتي وأحب دوما أن أظهر وأن أساهم، لذا فإن مشاهدة المباريات رفقة عائلتي من المدرجات خلال الأشهر الأولى لي في "أنفيلد" لم تكن بتجربة رائعة"
"لم تكن رحلتي من خلال التخرج من أكاديمية ما. الشباب هناك ربما معتادون على الدخول والخروج من التشكيلة الرئيسية. ولكنني اعتدت خلال مسيرتي على اللعب باستمرار وثبات. هذا ما ساعد على تقدم مستواي. أعلم دوما أنه حينما تحين الفرصة، فعليّ أن أتشبث بها"
روبيرتسون ليس أول لاعب ينفض كلوب عنه الغبار ويلمعه ويخرج أفضل ما لديه خلال مسيرته التدريبية، وللأسكلتندي رأي في ذلك.
"ربما يلاحظ الكثيرون أن لدينا أجواء رائعة ونحظى بكثير من المرح في التدريبات يوميا. لا شك أن لدينا مناخ رائع في غرف تبديل الملابس، والفضل في ذلك يعود بالتأكيد للرجل الأول في القيادة"
"أعتقد أنه من المهم لديه أن يكون الجميع في الفريق سعداء ومرتاحون بشكل يومي. بالنسبة لي، من الرائع أن أحظى بمدرب يظهر شغفه كما يفعل. كل شخص لديه طريقته لإظهار ذلك الشغف، ولكن أعتقد أن طريقته تعمل بشكل جيد بالنسبة له ولنا"
هل من السهل التعود على أسلوب لعب يورجن كلوب في الملعب والضغط المتقدم على الخصوم؟ يجيب روبيرتسون عن ذلك أيضا.
"من الصعب التأقلم على ذلك ولكنك تعتاد بعد فترة. الأمر الأهم هو أنه عندما يتحرك شخص للأمام للضغط فيجب أن تتبعه مباشرة. الثلاثي الأمامي لدينا يقوم بالأمور بشكل رائع والأمر يبدأ من هناك"
"يمكننا أن نسبب الأذى للمنافسين عندما ننجح في استخلاص الكرة. يعتقد الكثيرون أن الأمر لا يزيد عن مجرد الركض في الأنحاء، ولكن في الحقيقة هناك تفاصيل أعمق من ذلك"
لم يصعد ليفربول لمنصات التتويج في الموسم الماضي، وهو الأول لروبيرتسون مع ليفربول، ولكنه كان موسما مليئا بالكثير من اللحظات الهامة ما بين السعيدة والحزينة. فأي منها يظل عالقا أكثر في ذهن آندي؟
"اللعب في نهائي دوري أبطال أوروبا يظل هو الحدث الأهم. ولكن أعتقد أن هناك بعض الأحداث الأخرى المميزة كذلك"
"سأتذكر باستمرار عندما تقابل والدي مع كيني دالجليش في موقف السيارات. يظل كيني أسطورة في أعين الجميع، ولكنه كان مثالا يحتذي به والدي منذ أن كان لاعبا في صفوف سيلتك ومنتخب أسكتلندا. كان من الرائع أن أرى ردة فعله، قلما يفقد الكلمات لوصف مشاعره مثلما حدث في ذلك اليوم"
ليفربول كان أحد الفرق القليلة التي نجحت في التغلب على مانشستر سيتي في موسمهم الأسطوري الماضي.
في الواقع، نجح كلوب في التغلب على جوارديولا في 3 مناسبات جمعتهما من أصل 4. الأولى منهم كانت في الدوري الإنجليزي الممتاز حينما نجح الـ "ريدز" في التفوق بنتيجة 4-3، وكانت ليلة عظيمة لروبيرتسون.
أداء دفاعي هائل في تلك الليلة للظهير الأسكلتندي الذي ساهم في إبقاء النتيجة لصالح تفوق فريقه، ولكن اللقطة الأشهر التي انتشرت كانت لاندفاعه من أجل الضغط على لاعبي مانشستر سيتي من أجل استرجاع الكرة قبل ربع ساعة من النهاية، وحينها كانت النتيجة تشير إلى تفوق ليفربول بنتيجة 4-1.
"الكثير من الناس ذكروا ذلك الموقف كلما شاهدوني وقتها. لقد كان طريفا نوعا ما ولكن لم أخطط لأي من ذلك. المدرب يطلب منا دوما أن نسترجع الكرة من الخصم بأسرع ما يمكن"
"رغم ذلك فربما كان يتساءل حينها إلى أين أتجه بعيدا عن مركزي الأساسي في ذلك الموقف، ولكنني استمريت في الضغط وانتهى المشهد باحتساب خطأ لمانشستر سيتي"
يعود الحديث إلى نهائي دوري أبطال أوروبا من جديد، وكان السؤال عما يدور في رأس آندي قبل بداية هذه المباراة الأهم في مسيرته.
"بأمانة، فيما يخص المباراة نفسها، فإنها لا تختلف بأي شكل عن خوض مباراة نهائي كأس أسكتلندا مع دندي يونايتد أو مباراة الصعود للدوري الممتاز مع هال سيتي. كل ما عليك هو الخروج إلى هناك في الملعب وأن تقوم بواجبات مركزك"
"الأمر الأكثر صعوبة كان يخص أجواء ليلة المباراة. حظيت برسائل عاطفية عديدة من أشخاص قريبين لي مما زاد من توتر الحدث"
"الجزء الأصعب على الإطلاق كان بعد نهاية المباراة. بعد أن انخفض مستوى الادرينالين. شعرت بإحباط كبير ولم أكن في مزاج جيد للتحدث. عدنا سريعا بعد المباراة إلى ليفربول، وكانت ليلة رائعة في النهاية لأنني حظيت بالكثير من الأصدقاء وأفراد العائلة بجانبي، ولكن أي كلمات منهم لم تكن كافية للتخفيف من وقع ما حدث في المباراة".
ليفربول قدم مباراة رائعة في تلك الليلة، ولكن ريال مدريد ظفر بلقبه الأوروبي الثالث على التوالي. أحد المشاهد البارزة كانت بعد التعادل بنتيجة 1-1، ومن ثم ركلة مقصية رائعة لجاريث بيل منحت التفوق للفريق الأسباني من جديد.
ويعلق آندي على ذلك: "إن كنت تشاهد ذلك الهدف من منزلك، فستنبهر من روعته. ولكن في الملعب لم يكن الأمر كذلك".
"تلك اللقطة قضت على معنوياتنا. لقد حاولنا بجد وعادلنا النتيجة وضغطنا من خلال خطوطنا الأمامية، ورغم ذلك تأتي تلك اللقطة. أعتقد أنها قتلتنا. أعتقد أنه بعدها كان هناك إسما واحدا واضحا سيتم حفره على كأس البطولة".
تجاوز روبيرتسون أحزان نهاية الموسم الماضي، حاله كحال باقي زملائه في الفريق، والآن بدأ الفريق موسمه الجديد مع الكثير من التدعيمات والتطلعات.
ما التطلعات التي يرى روبيرتسون أن موسم 2018/2019 سيكون رائعا إن تحققت؟
"علينا أن ننافس بشكل أقوى على الدوري الممتاز وأن نحاول الظفر بلقب. حاولنا ذلك في الموسم الماضي وكنا قريبين من دوري أبطال أوروبا ولكن الأمر انتهى بإحباط شديد في بطولات مثل كأس الإتحاد وكأس رابطة المحترفين."
"في الدوري، أنهينا في المركز الرابع وكان بالإمكان تحقيق مركز أفضل ولكننا ضحينا ببعض المباريات من أجل مسيرتنا في دوري الأبطال. مانشستر سيتي سيطر على مجريات الدوري طوال الموسم الماضي، وأعتقد أنه علينا أن نقترب منهم وننافسهم قدر الإمكان".
تدعيمات قوية قام بها ليفربول هذا الصيف، ولعل في مقدمتها البرازيلي أليسون الذي أصبح حارس المرمى الأغلى في العالم. كيف يرى روبيرتسون ذلك؟
"الوقت مبكر للغاية للحكم، ولكن أعتقد أن أليسون يتأقلم معنا بشكل جيد. سعره المعلن يمكن أن يكون عامل ضغط، ولكنه تجاوز الأمر سريعا ولا يمكنه تغيير شئ حيال التقارير المعلنة. هو يتمتع بثقة كبيرة للغاية، وأعتقد أنه أمر هام في شخصية حارس المرمى الجيد"
"تدعيمات الصيف تمنحنا ثقة أكبر. المدرب حدد بشكل مسبق احتياجاته وقام النادي بعمل جيد على إثر ذلك. حسم أمور السوق مبكرا جعلت الأيام الأخيرة من الانتقالات بدون ضغوط بالنسبة لنا، وذلك ما نريده تماما. ذلك الأمر يجعلك تشعر بقوة كبيرة".
الآن، روبيرتسون في مقدمة نجوم ليفربول ويحظى بإشادة كبيرة على الدوام. ولكن مع بلوغه لنهائي دوري الأبطال قبل أشهر قليلة، ظهرت إلى المقدمة تدوينة قديمة له على موقع التواصل الاجتماعي "تويتر"، وتحديدا في عام 2012 حين كان يبحث عن عمل.
وجاء محتوى التدوينة كما يلي: "الحياة تبدو كالقمامة بدون أموال. أحتاج إلى عمل".
نجح روبيرتسون في الحصول على عمل في مقاطعة "كوينز بارك" على سيارة "رينو كليو" كانت تحتاج إلى كثير من الإصلاحات، ولكنه استمر في ذلك حتى نجح في الانتقال إلى دندي يونايتد.
هل تفاجأ روبيرتسون من ظهور هذه التدوينة القديمة؟
"لقد تفاجأت بالفعل. لم أصدق أن هناك شخص استمر في البحث في تدويناتي القديمة، فلا شك أن هناك بعض المحادثات المملة هناك"
"أعتقد أنه من الجيد أن يعلم الناس كيف كانت حياتي سابقا، مثلي مثل الكثير من الشباب في هذا العمر، بحاجة إلى عمل!"
"توقفت عن العمل على تلك السيارة بعد انتقالي إلى دندي يونايتد، ولكنها لا زالت تعمل بكفاءة. أعطيتها لجدي، لذا فإن ذلك الإرث باق"
بعض اللاعبين يملكون تميمة حظ أو عادات يتفائلون بها. حول هذا الشأن، فإن روبيرتسون يمتلك بعض الذكريات الطريفة في دندي يونايتد، والتي أوشى بها زميله السابق ولاعب سبورتنج لشبونة الحالي ريان جولد.
يقول آندي ضاحكا: "لم نكن نمتلك أدوات للطهي في المسكن الخاص بنا، لذا فإن في كل ليلة مباراة كنا نطلب الطعام من الخارج"
ويتابع: "في إحدى الأيام، طلبت أنا وريان حلوى بالكاراميل لنتناولها بعد وجبة الغداء. في اليوم التالي أديت بشكل جيد حقا. سجلت 4 أهداف خلال 3 مباريات، وأقنعت نفسي حينها أن ذلك كله بسبب تناول تلك الحلوى"
لكل لاعب قرينه الذي يلتصق به دائما في مكان ما، ولعل أقرب الأشخاص إلى روبيرتسون بين جدران "أنفيلد" هو المخضرم جيمس ميلنر.
يعلق آندي على ذلك: "أرى ميلنر دائما كمثال كبير بسبب ما حققه في مسيرته. اللعب في الدوري الممتاز باستمرار منذ أن كان في الـ16 من عمره هو أمر هائل حقا"
"من المذهل حقا النظر إلى كم المباريات التي لعبها، ومن ثم تحفيزه لنفسه بشكل يومي. إنه لا يفوت أي حصة تدريبية أو مباراة. كل اللاعبين هنا يتطلعون إلى مسيرته"
إذن، هل يمكن أن يحدد آندي روبيرتسون 3 أشياء لا يمكن أن يعيش بدونها؟
يختتم آندي حواره الشيق مع FourFourTwo: "العائلة بالطبع. والفاجيتا، أستطيع طهي وجبات فاجيتا رائعة. لا يمكنني الاستمرار لـ6 أيام متواصلة دون جرعة من تلك الطاقة. وبالتأكيد، جيمس ميلنر".