عاجل
الجمعة 22 نوفمبر 2024
رئيس مجلس الادارة
رجب رزق
رئيس التحرير
سامي خليفة
الرئيسية القائمة البحث

سفير الصين في القاهرة: نتطلع لتعاون قوى فى ظل رئاسة السيسى لمصر.. وهذا مصير السياحة بين البلدين

سفير الصين لدى مصر
سفير الصين لدى مصر سونج آيقوه

زيارة الرئيس السيسى للصين دفعة قوية لمسيرة العلاقات الاستراتيجية بين البلدين
مصر حققت نجاحا كبيرا فى الإصلاح الاقتصادى على نحو لفت أنظار العالم
زيادة متواصلة في تدفق السائحين الصينيين لمصر

أكد سفير الصين لدى مصر، سونج آيقوه، أن الزيارة المرتقبة للرئيس عبدالفتاح السيسى للصين والتى سيشارك خلالها فى أعمال منتدى الصين إفريقيا للتعاون على مستوى القمة تمثل خطوة مهمة على طريق دعم العلاقات الاستراتيجية بين البلدين وتوطيد أواصر التعاون المشترك.


وأكد سفير الصين أن الزيارة تدعم علاقات التعاون الصينى الإفريقى بريادة مصرية، خصوصا وأن مصر بقيادة الرئيس السيسى ستكون رئيسًا للدورة المقبلة للاتحاد الإفريقى وفى ضوء العلاقات الوطيدة بين مصر ومختلف الدول الإفريقية والتى شهدت اهتماما كبيراً من جانب القيادة المصرية على مدى السنوات الأربع الماضية.

وأعرب السفير سونج آيقوه، فى حوار لوكالة أنباء الشرق الأوسط، عن خالص تهنئته لشعب مصر على الإنجازات الكبيرة التى حققها على مدى السنوات الأربع الماضية خصوصًا فى حفظ الأمن وتحقيق الاستقرار والتنمية وإقامة العديد من المشروعات العملاقة والتى لفتت أنظار العالم بعد أن نجح خلال فترة وجيزة فى تحويل مرحلة الاضطرابات إلى الاستقرار والتنمية والرخاء.



وقال السفير آيقوه إن الصين تتطلع بكل حماسة وترحيب بتلك الزيارة والتى تعد زيارة الدولة الثانية للرئيس السيسى للصين إذ كانت الأولى له عام 2014 فضلًا عن كونها الزيارة الخامسة له لبكين والتى سبقها 4 زيارات سابقة أسفرت نتائجها عن تطوير كبير فى مسيرة العلاقات بين البلدين فى ظل تبادل الزيارات بين رئيسى البلدين والتشاور الدائم والمتواصل والمستمر بينهما فى كل ما من شأنه خدمة قضايا بلديهما ودعم مسيرة الأمن والتنمية والاستقرار بين دول العالم، مؤكدًا أن الاتصالات والمشاورات والزيارات المتبادلة بين قيادتى البلدين هى أبرز علامة لقوة ومتانة العلاقات بينهما وأن الشعبين المصرى والصينى يتطلعان لنجاح تلك الزيارة.


وأشار السفير إلى أن القمة المرتقبة بين الرئيسين عبدالفتاح السيسى، وشى جين بينغ، ستعطى دفعة قوية لتعزيز التعاون المشترك بين البلدين خصوصًا فى ضوء الارتقاء بالعلاقات بينهما إلى علاقات استراتيجية شاملة منذ الزيارة الأولى للرئيس السيسى للصين عام 2014، موضحًا أن القمة ستبحث العديد من القضايا الدولية ذات الاهتمام المشترك والعلاقات الثنائية ومجالات التعاون المختلفة خصوصًا فى المجالات الاقتصادية والتجارية وكذلك المجالات التعليمية والتكنولوجية والثقافية وغيرها، منوهًا بأن مختلف الوزارات والجهات المعنية فى كلا البلدين تعمل بكل قوة على مدى الفترات الماضية على التحضير من أجل نجاح تلك الزيارة لكى تسفر عن نتائج إيجابية وعملية لدعم مسيرة التعاون المشترك بين البلدين.

وأضاف سفير الصين لدى مصر، أن من أهم القضايا التى سيتم بحثها تنسيق المواقف بين البلدين حول ربط "مبادرة الحزام والطريق" بقناة السويس، مشيرًا إلى أن منتدى التعاون الصينى الإفريقى على مستوى القمة والذى يشارك فى أعماله الرئيس السيسى، يُعد أكبر مناسبة تقيمها الصين خلال هذا العام، موضحًا أنه عندما يتم الحديث عن التعاون الإفريقى الصينى فإن أول ما يخطر على الأذهان بهذا الشأن هو التوجه إلى مصر والتعاون والتنسيق معها بهذا الصدد فى ضوء علاقاتها الدبلوماسية القوية مع مختلف دول القارة.

ونوه بإن الصين تُعتبر أن إقامتها لعلاقات دبلوماسية مع مصر عام 1956 هو فى ذات الوقت بداية لتأريخ جديد للعلاقات مع دول القارة الإفريقية، مؤكدًا أن مساهمة مصر ودورها فى إفريقيا محفور فى الأذهان، خصوصًا وأن مصر دولة كبيرة ومؤثرة فى تلك القارة إلى جانب أن مصر حريصة على دعم العلاقات الصينية الإفريقية ونظمت لهذا الهدف اجتماعاً عام 2009.



وأضاف السفير سونج آيقوه: "إننا على ثقة بأن الرئيس السيسى سيقوم بدور فعال خلال رئاسته للاتحاد الإفريقى فى تنفيذ النتائج التى ستسفر عنها قمة المنتدى الإفريقى الصينى الذى سيقعد خلال الأيام القليلة القادمة بمشاركة 20 من قادة دول القارة.


وأكد السفير أن قناة السويس تعد ممرًا بالغ الأهمية للتجارة العالمية وأنه يمر عبرها العديد من السفن الصينية بصوره يومية والتى تمثل جزءا كبيرا من التجارة الصينية المتجهة إلى أوروبا، موضحاً أن قناة السويس تكتسب أهمية كبيرة للتعاون الصينى المصرى لكونها جزءًا مهمًا للحزام والطريق خصوصًا طريق الحرير البحرى إذ تمر البضائع من آسيا إلى أوروبا.



وقال السفير سونج آيقوه" إنه بفضل تطوير محور قناة السويس لم تعد قناة السويس مجرد ممر بحرى وحسب، بل ستكون قاعدة تجارية وصناعية ولوجستية بالغة الأهمية على المستوى العالمى"، منوهًا بأن هذا الأمر يعنى مجالاً جديداً للتعاون المصرى الصينى فى إطار "الحزام والطريق" خصوصًا فى جنوب قناة السويس بالعين السخنة إذ توجد منطقة التعاون الاقتصادى والتجارى الصينى المصرى وهى منطقة صناعية تبلغ الاستثمارات فيها أكثر من مليار دولار أمريكى معظمها استثمارات صينية.

وأشار إلى أن هناك شركة صينية لديها استثمارات تقدر بنصف مليار دولار أمريكى تقوم بإنتاج الألياف الزجاجية على نحو يجعل من مصر ثالث دولة على مستوى العالم تنتج الألياف الزجاجية بعد الصين والولايات المتحدة الأمريكية.

وتابع السفير سونج آيقوه قائلا: "أتوقع أن تسفر زيارة الرئيس السيسى ضمن نتائجها عن الإعلان عن ضخ استثمارات جديدة من الجانب الصينى فى تلك المنطقة"، مشيرًا إلى أهمية الدور البناء لمصر كركيزة أساسية للحزام والطريق بفضل قناة السويس، منوهًا بأن منطقة التعاون الاقتصادى والتجارى المصرية الصينية تعد نموذجاً يحتذى للتعاون بين الجانبين الصينى والإفريقى.


وأشار السفير إلى أن التعاون المشترك بين البلدين فى كل المجالات يسير بكل سلاسة فى ضوء تعميق الثقة المتبادلة بين قيادتى البلدين والتى تعد علاقات التعاون الاقتصادى والتجارى أبرز ملامحه، موضحًا أنه فى إطار التعاون العملى بين الجانبين يوجد للصين مساهمات فى المشروعات الكبرى على مدى أكثر من عام مضى من أبرزها مشروع كهرباء مدينة العاشر من رمضان ومشروع إنشاء منطقة الأعمال المركزية بالعاصمة الإدارية الجديدة وإنشاء الشبكة الوطنية للكهرباء وغيرها.

وأعرب السفير الصينى لدى مصر عن أمله فى أن تسفر نتائج زيارة الرئيس عبد الفتاح السيسى للصين عن الاتفاق على المزيد من المشروعات المشتركة بين الجانبين فى المرحلة القادمة إلى جانب التوقيع على العديد من الاتفاقيات الثنائية التى جرى التحضير لها بمعرفة الخبراء والمعنيين فى كلا البلدين .

وقال السفير سونج آيقوه إن الدورة الحالية لمنتدى التعاون الصينى الإفريقى هى استمرار للقمم السابقة إذ سبق وأن عقدت الدورة الأولى ببكين 2006، والدورة الثانية بجوهانسبرج بجنوب إفريقيا عام 2015 وهذه هى الدورة الثالثة التى ستعقد خلال أيام ببكين، مشيرًا إلى أن هذه الدورة ستركز على المشاورات بين قادة الصين والدول الإفريقية حول سبل تعزيز التعاون بين الجانبين، كما سيصدر عن القمة إعلان سياسى وبرنامج تنفيذى.



وأشار إلى أنه كان قد تم فى القمة السابقة التى عقدت عام 2015 الإعلان عن دخول الصين وإفريقيا عصرًا جديدًا بعد الإعلان عن شراكة استراتيجية شاملة، بينما سيتم فى هذه القمة الإعلان عن برنامج تنفيذي لهذا التعاون خلال السنوات الثلاث المقبلة إلى جانب أنه سيتم خلال أعمال القمة استعراض نتائج تنفيذ قمة جوهانسبرج وكذلك بحث إجراءات جديدة لتعزيز التعاون فى المرحلة المقبلة، وكذلك قيام الرئيس الصينى بتقديم اقتراحات للتشاور بشأن هذا التعاون وأيضا سيطرح قادة إفريقيا المشاركون فى أعمال القمة أفكارهم حول سبل تعزيز ذلك التعاون.


وقال إن الجانب الصينى سيطرح خلال أعمال القمة بناء مجتمع المصير المشترك للبشرية فى العالم والذى يشمل مجالات كثيرة سياسية وأمنية واقتصادية وتجارية شاملة، منوهًا بأن بلاده ستعمل على اتخاذ خطوت تنفيذية لبناء مجتمع المصير المشترك للصين والدول الأفريقية ليكونوا فى مقدمة دول العالم.

وأضاف أنه من بين الخطوات التنفيذية لبناء مجتمع المصير المشترك للبشرية هو مراعاة هموم الدول خلال تحقيق المصالح الذاتية لكل دولة بما يساهم فى تطوير مختلف الدول الأخرى وتحقيق التعاون والكسب المشترك، مشيرًا إلى أنه من أخلاقيات هذه الدورة أنها ستبحث فى سبيل بناء مجتمع مصير مشترك صينى إفريقى بشكل أوثق وكذلك ستعمل على الارتقاء بمستوى التعاون بين الجانبين.

وقال إنه فى العصر الحالى هناك تيار معاد للعولمة والجانب الصينى والإفريقى سيبذلان جهودهما لإقامة منظومة دولية أكثر عدالة وإنصافا، معربًا عن تطلعه لنظام متعدد الأطراف وتجارة حرة معًا لأنه لا يمكن تحقيق مكاسب مشتركة دون منظومة متعددة الأطراف وتجارة حرة ومن ثم فإنه على الصين وإفريقيا مسئولية كبيرة فى هذا الصدد.


وأكد تقدير الصين لجهود وخطوات الإصلاح الاقتصادى التى تقوم بها مصر والتى تكشف عن أنها تسير فى طريق صحيح فى هذا المجال وأنها ستنجح فى تحقيق التنمية الاقتصادية والتقدم الاجتماعى المنشود، مشيرًا إلى أن الشعب سيجنى فوائد ونتائج ذلك الإصلاح بصورة تلبى طموحاته وتطلعاته.



وقال السفير سونج آيقوه إن قانون الاستثمار الجديد واللوائح المتعلقة به تمثل خطوة هامة فى طريق الإصلاح، منوهًا بأن المستثمرين الصينيين وكذلك المستثمرين حول العالم أبدوا اهتمامًا كبيرًا بإقرار قانون الاستثمار، موضحًا أن هناك إقبالًا كبيرًا من جانب الشركات الصينية للتعرف على قانون الاستثمار الجديد ولوائحه من خلال التواصل مع المكتب التجارى الصينى فى القاهرة انطلاقًا من قناعتهم بأن هناك أهمية كبرى باللوائح التنفيذية المتعلقة بهذا القانون فى جذب الاستثمارات وتيسير عمل المستثمرين على أرض الواقع.

وأكد أن تحسين بيئة الاستثمار وبناء المناطق الاقتصادية تمثل خطوة هامة فى سبيل الإسراع بخطوات التنمية الاقتصادية فى الدول النامية، مشيرًا إلى أن الإصلاح عملية مستمرة بلا نهاية وأن بلاده كانت قد بدأت جهود الإصلاح الاقتصادى منذ 40 عامًا وأنها مازالت متواصلة ومستمرة.

السائحون الصينيون

وأكد سفير الصين لدى مصر أن هناك تطورًا كبيرًا فيما يتعلق بتدفق السائحين الصينيين إلى مصر لزيارة معالمها الأثرية والسياحية، موضحًا أن عدد السائحين الصينيين بلغ عام 2017 حوالى 280 ألف سائح فيما كان عددهم فى عام ذروة السياحة الوافدة إلى مصر عام 2010 حوالى 100 ألف سائح فقط، منوهًا بأن نوعية السائح الصينى تمثل الأكثر مساهمة من حيث جنسيات السائحين فى منظومة السياحة بسبب حرصهم على زيارة أكبر عدد من المواقع الأثرية والجولات السياحية والإقبال على شراء البضائع والمقتنيات المحلية.



وقال إن السائحين الصينيين لديهم دراية كبيرة بأهمية السياحة إلى مصر فى ضوء معرفتهم بتاريخها العريق وآثارها الفريدة التى تعكس وتجسد لحضارتها العريقة، متوقعًا أن تشهد السنوات المقبلة تزايدًا مستمرًا لأعداد السائحين الوافدين من بلاده إلى مصر.

وأشار إلى أن الرئيس الصينى شى جين بينغ عندما زار مصر توجه لزيارة معبد الأقصر الذى وصفه بأنه "تحفة عالمية ثمينة وفخر لمصر"، منوهًا بأن الانطباع اللصيق للشعب الصينى تجاه مصر هو أن معالمها السياحية فى مقدمة المعالم السياحية فى العالم.