علماء "مصر تستطيع" يشيدون بنتائج مؤتمر "أبناء النيل" التي تم تنفيذها على أرض الواقع
أعرب العلماء المشاركون في المؤتمر الخاص بإعلان نتائج مؤتمر "مصر تستطيع بأبناء النيل"، والذي تم عقده اليوم الأربعاء بحضور السفيرة نبيلة مكرم وزيرة الدولة للهجرة وشئون المصريين بالخارج والدكتور محمد عبدالعاطي وزير الموارد المائية والري، عن سعادتهم لحضورهم النسخة الثالثة من مؤتمر "مصر تستطيع" الذي عقد تحت رعاية السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي بمحافظة الأقصر في فبراير الماضي بمشاركة 23 عالمًا، مؤكدين إنه كان بمثابة حلقة التواصل بينهم وبين وطنهم الأم مصر.
وشارك في المؤتمر الدكتور هشام العسكري أستاذ علوم الأرض بالولايات المتحدة الأمريكية، والدكتور عمرو العجرودي الخبير الدولي في الموارد المائية، والدكتور محمد داوود أستاذ الموارد المائية بهيئة البيئة في أبو ظبي بدولة الإمارات.
وفي كلمة له خلال المؤتمر، أوضح الدكتور هشام العسكري أستاذ علوم الأرض بالولايات المتحدة الأمريكية، أن العالم أجمع يتعرض في الوقت الحالي لتأثير التغيرات المناخية في إحداث الجفاف، كما هو الحال في نهري دجلة والفرات وبعض مناطق جنوب أفريقيا.
وأشار العسكري إلى أن ٨٦٪ من موارد مصر المائية تستهلكها الزراعة، وانخفضت هذه النسبة إلى ٧٥٪ بسبب الزيادة السكانية، ولفت إلى استخدام نظم الأقمار الصناعية لمحاولة ترشيد استهلاك المياه في المجالات الزراعية، موضحًا أنه عند تطبيق ما يُعرف بـ "الزراعات الدقيقة" أو "الزراعات الذكية" فإن ذلك سيقلل بشكل كبير في الفجوة بين كمية المياه والإنتاجية المطلوبة لسد الاحتياجات.
وأكد العسكري أن استخدام نظم علوم الأرض يسهم في تحديد احتياجات النبات من مياه أو أسمدة وإمداده بها، لافتا إلى حدوث نقلة نوعية في عدد من الدول المحيطة التي استخدمت نظم علوم الأرض في مجال الزراعة.
ولفت الدكتور هشام العسكري إلى العاصفة الترابية التي تعرضت لها مصر وأعقبها موجة من الأمطار، وقد تم تحليل هذه الظواهر باستخدام الأقمار الصناعية ونجحت التنبؤات في رصدها قبل حدوثها.
من جانبه توجه الدكتور عمرو العجرودي، الخبير الدولي في الموارد المائية وأحد أبناء مصر المهاجرين بالخارج، في كلمة له خلال المؤتمر الصحفي، بالشكر لمعالي وزيرة الهجرة على فكرة سلسلة مؤتمرات "مصر تستطيع" والذي تعد خطوة حقيقية من الدولة للاستفادة من عقول أبنائها في الخارج.
وقال العجرودي: "إننا نلبي نداء مصر لنا دائما، فدولتنا لديها حق فيما وصلنا إليه، وما نقوم به إنما هو لرد الجميل".
وأضاف العجرودي أن مؤتمر "مصر تستطيع بأبناء النيل" كان فرصة للاستفادة من خبرات أبناء مصر حول العالم ونقل خبراتهم لبلدهم الأم مصر، مؤكدا أن معظم النقاط التي عُرضت تم اتخاذ إجراءات لتطبيقها من بينها إعادة استخدام مياه الصرف الصحي في الري.
وأشار العجرودي إلى أنه تحدث في مؤتمر "مصر تستطيع بأبناء النيل" عن تغطية الترع بألواح للطاقة الشمسية، وقد تم وضع ذلك في الحسبان وتم التنفيذ بمحافظة البحيرة، معربًا عن سعادته بتنفيذ ما يتم طرحه من أفكار للعلماء مما يدل على عزم القيادة السياسية على تعظيم الاستفادة من الكفاءات المصرية المقيمة بالخارج.
وأشار العجرودي إلى إدارة صرف مياه الأمطار، وقال إن معالي وزير الري وجهه بإلقاء محاضرة للمهندسين بوزارة الموارد المائية والري عن الاستفادة من مياه الأمطار بطريقة غير تقليدية، وكذلك إعادة شحن الخزانات الجوفية عن طريق الحقن باستخدام آبار الحقل.
واختتم العجرودي حديثه مؤكدًا أن مصر لا ينقصها شيء، وقال: "نحن نمتلك العلم، والإرادة للارتقاء بهذا الوطن، والدولة تتحرك على أعلى المستويات، فلم نشهد تعاونًا وتنسيقًا بين الوزارات بهذا الشكل من أجل الصالح العام".
من جانبه، أوضح الدكتور محمد داوود، أستاذ الموارد المائية بهيئة البيئة في أبو ظبي، انه بدأ يلمس نتائج وتوصيات مؤتمر "مصر تستطيع بأبناء النيل" بعد تنفيذ بعض منها على أرض الواقع، مشيرًا إلى تكليفه بالتعامل مع العديد من جهات الدولة المعنية، للمساهمة فيما يتعلق بمجال تحلية المياه.
ولفت داوود إلى أنه كأحد نتائج "مصر تستطيع بأبناء النيل"، تم اختياره كعضو في لجنة تحكيم جائزة الشيخ زايد، وكذلك اختاره مركز التميز لتحلية المياه كممثل عن أفريقيا.
والجدير بالذكر أن وزير الموارد المائية والري الدكتور محمد عبد العاطي قد عقب بأن الدكتور محمد داوود، سنّ سُنة حسنة برعاية اثنين من حملة الماجيستير والدكتوراة داخل مصر، متمنيًا أن يحذو حذوه باقي علماء مصر في الخارج.