إلي أين أنا ؟
إن المشاكل الزوجية الموجودة في المجتمعات المصرية زادت بصورة كبيرة جدًا في الآونة الأخيرة والتي تؤدي للطلاق
فقد إستقبلت (العربية نيوز) امرأة في أواخر العشرينات من عمرها ويبدو على ملامحها الحزن والشقاء لتحكي لنا قصتها التي تمر بها في حياتها وصفتها بأنها أسود أيام حياتها, وقصت لنا قصتها:
أبلغ من العمر 28 عام من أسرة فوق المتوسطة، وأنا أصغر أخوتي وتشغل عائلتي مراكز مرموقة في الدولة ونقيم في إحدى محافظات الدلتا، ونشأت في جو أسري ملئ بالمودة والمحبة والتعاون وكسنة الحياة تزوج أخوتي ولم يتبقي سواي مع والداي وأعتبر أن هذه نعمة من الله أنه أخصني أنا بالبقاء مع والداي لكي أرعاهم وأهتم بهما خاصة بعد ما كبر السن بهما وبلغا سن المعاش وتمكنت الأمراض منهما, وتوفي والدي من خمس سنوات وكانت أول مصيبة أواجهها في الحياة فقد أطفئت الحياة أنوارها.
ومن بعد وفاة والدي تقدم لي الكثير من العرسان ومنهم إبن قريبه لوالدي وهم من أسرة متوسطة فبدأت أفكر في الأمر بأنه من إني لن أجد من يخاف علي مثل هذه الأسره التي تدين بالكثير بالفضل لوالدي ، وهذا الشاب خريج كليه تمريض ويعمل في عدد من المستشفيات الخاصه بالقاهره وخاصه بمدينه السادس من أكتوبر ، ولم يكن لدي شروط في الزواج إلا أن يكون مسكن الزوجيه في بلدتنا وقد رحب هو وأهله بهذا الشرط خاصة أنهم من نفس بلدتنا ، وما نعرفه عن هذه الأسره وخاصه من ناحيه الأب وجود إعاقه بأكثر من شخص وخاصه أخت العريس الذي تقدم لي وعندما سألناهم عن تلك الأسباب وهل هي وراثيه أم لا؟ أجابوا بالنفي القاطع وأخذوا يرصدوا سبب كل إعاقه على حدا في عائله الأب ، وإتفق أخي ووالدتي علي كل التفاصيل مع والديه وتمت خطوبتنا وعشت فيها أيام سعيده ولم تدم خطوبتنا كثيرا فعقد القران والزفاف بعد بضعة شهور, ومر أول شهر بكل سعادة وسرور وكان يذهب إلى عمله بالقاهرة ثم يأتي أجازه كل أسبوعين، ثم فوجئت بتغير المعاملة من أخته ووالدته، وبعد الشهر الأول بدأت المعاملة تتغير من تجاهه وإكتشفت أنه على علاقة تعدت حدود الزمالة أو العمل مع فتيات من خلال مكالماته التليفونية ومن خلال حساباته على مواقع التواصل الإجتماعي وبدأت معاملته تتغير معي وبدأت الإهانة أمام أهله، وفي ثالث شهر ربنا كرمني وحملت ولكن لم أجد الفرحة التي كنت أتوقعها منه أو من أهله، ولم تتحسن المعاملة سوى بعض أيام ثم بدأ تطاوله عليّ بالأيدي أمام اهله وتحملت في بادئ الأمر وأبديت القليل من الإعتراض على تلك المعاملة لكي يعرف أني لست من الزوجات التي ترضي بالإهانة ولكنه لم يبالي ولا أهله الذين كانوا يقولون كل واحدة لازم تستحمل ، وكنت أحكي لإخوتي البنات وأخفيت الأمر علي أخي ووالدتي ، وبعد أن سمعت منه مشاكل أصدقائه المتزوجين وكيفية إجبار زوجاتهم على الطلاق وعدم خسارتهم أي شئ من نفقة أو متعة أو قائمة بأن أحدهما زور لزوجته ورقه زواج عرفية، وآخر عمل لزوجته بصورها موقع إباحي على النت وكان يقص تلك القصص والفرحة تملؤه، وقتها أحسست بعدم الأمان معه وقصصت لأخي الذي جلس معه ووقتها أنكر زوجي معاملته السيئة لي وواقعة ضربي أمام أهله، وعندما تحدث أخي مع والدته ووالده قالوا إزاي أختك تحكي اللي بينها وبين زوجها دي مش واحدة عايزة تعيش المفروض الواحدة تستحمل اي حاجه جوزها يعملها فيها عشان الدنيا تمشي ، فذهب أخي لأقارب لنا لكي يتدخلوا ليفهموا الزوج كيفيه التعامل مع زوجته وإن حد يقوله غلط اللي إنت عملته وعندما تكلموا مع والديه تحججوا بعدم قدرتهم علي مقابلتهم لمده أكثر من شهرين ، كل هذا الوقت وأنا أجلس مع والدتي وتركت منزل الزوجية وجاء أقاربنا ومعهم الزوج ووالديه وراضونا على بعض بعد المشكلة بثلاثة أشهر، وبعد ذهاب الأقارب قال أنا عندي شغل بكره وخليكي عند أهلك وأنا الأجازة الجاية هبقي آجي علي البيت، وذهبت لعمل الأشاعات اللازمة بخصوص الحمل وفوجئت به يقول لي في التليفون متقلقيش الإعاقة عندنا في العيلة بتبقي من الطفل الثاني لكن الأول مفهوش حاجه فبلاش تعملي تحاليل وأشعة، فصدمت طبعا وحكيت لوالدتي التي إتصلت بوالدته وفوجئنا بها تقول إعترضوا بقي علي حكمه ربنا، فذكرتها والدتي بما قالته عندما سألناها عن سبب الإعاقه لبنتها قبل الموافقة على الخطوبة فأنكرت طبعا، وتطورت المشاكل أكثر ووصلت لطريق مسدود، جلس أخي مع زوجي وقال له إحنا زي مادخلنا بالمعروف نخرج بالمعروف وإنت لسه في بداية حياتك وإنت زي أخويا الصغير ويمكن لما نطلع بالمعروف الطفل يكون سبب ترجعوا لبعض في يوم من الأيام بالمعروف وتكون الحياة علمتكم وعقلتكم إنتم الإتنين والحاجة اللي جبتها خدها كلها ونعمل إتفاق تبقي تصرف على إبنك اللي جاي إزاي، وحددوا معاد للرد إلا أننا فوجئنا بحملة إهانة من أهله وخاصة والدته علينا وتطور الأمر كثيرا، مما دفعنا لإقامة دعاوي طلاق القضايا الخاصة بها من نفقة وخلافه، وبالطبع تم تغيير مفاتيح الشقة من قبل والده ولم أتمكن من وقتها منذ أكثر من سنتين من الدخول لشقتي، وعند تدخل المعارف قال هو وأهله أنه لا يريد الرجوع لي.
المشكلة هنا أنه بمجرد أن رفعنا قضايا نفقة قام بالإستقالة من المستشفيات الخاصة وهي من أكبر المستشفيات في 6 أكتوبر بعدها بشهر وذهب إلى المستشفى التعيين الحكومي التي تعين بها واستخرج مفردات مرتب له، واكتشفنا أنه قد قدم عقد عمل خارجي لجهة عمله للحصول على أجازة بدون مرتب، وهذا العقد في إحدى الدول العربية ويتعدى هذا العقد أكثر من عشرة آلاف جنيه مصري، واستطاع أن يستخرج مفردات مرتب له من هذه المستشفي وحتي الآن بأجازة بدون مرتب للعمل بالخارج، وللعلم أنه لم يسافر خارج البلاد حتى وقتنا هذا، فكيف قدم للمحكمة أوراق تفيد أنه حاليا يعمل بمستشفى حكومي؟
حتى الآن لم نستطيع أن نثبت مكان عمله لتنقله من عمل لآخر كل ما نكتشف له مكان عمل يقوم بتغييره، وبعد أن ظهرت شركات التمريض الخاصة والتي تقوم بالتمريض في المنازل أصبحت فرص الحصول علي مكان عمله مستحيلة بالنسبه لنا، فهل هذا عدل؟
أكثر من سنتين في المحاكم وفي الإستئناف تعود القضايا للتحقيقات مره أخري مع إن كل الشواهد والأدلة في صالحي، هل هذه عدالة؟، أكثر من سنتين لا أملك من قائمتي شئ، هل هذا عدل؟
أكثر من سنتين نفقتي هي 600 جنيه في الشهر ووالدتي هي التي تصرف علي أنا وإبني الذي لم يفكر في رؤيته ولا حتي السؤال عنه، هل هذه حياة؟
هل طول فترة التقاضي عدل أم ظلم؟ وهذه ليست مشكلتي لوحدي بل تلك المشكلة تعاني منها جميع السيدات اللاتي يلجئن للمحاكم في مثل تلك القضايا من طول فترة التقاضي وضئالة مبلغ النفقة ولم يتحرك أحد من المسئولين بالدولة أو مجلس الشعب لحل تلك المشكله حتي الآن ؟
هل طوال فتره التقاضي من أجل إذلال المرأه وإجبارها علي الرضاء بالإهانة أم لكي تتنازل للرجل عن حقوقها للحصول علي الطلاق؟
وما هي فائده الجلسات الإجتماعية في محكمة الأسرة التي لم يحضرها الزوج وأثبتت في أوراق القضية؟ هل هو إجراء صوري ليس له أهمية ورأيهم لا يعتد به أمام القاضي؟
إنتهت الزوجه من حكايتها، ونترك لكم وللمسئولين المختصين في الدولة للرد على أسئلة هذه الزوجة والتي تعاني منها جميع من أختاروا طريق القضاء في تلك القاضايا وبإعتراف المسئولين نفسهم بهذه المشاكل ولكنهم لا حلول حتى الآن !