أصحاب الملايين والملاليم
- عندما بعثت لي رساله مكتوبة علي الفيس بوك فتشت في صفحتها كي أتفحصها لأري هل هي من الأصدقاء ونسيت ؟ حيث عوامل الزمن والتعريه لذاكرتي التي أصبحت مهلهلة ؟ لكني لم أجدها منهم فسارعت ورددت عليها بكلمه واحده ( كلميني ) لما لمسته من رسالتها من ضيقِ ولهفه للمساعده وكذلك يأس صريح وما زاد الأمر إثاره هو محاوله إتصالها بي دون سابق معرفه مُطلقه وبالفعل وقفت بسيارتي علي جانب الطريق لأستمع لشكوي فتاه في العشرينات من عمرها تخرجت منذ سنوات قليله من كليه الإعلام وكانت مُقبله علي الحياه مُشرقه لكنها علي حد قولها صُدمت أيما صدمه فلقد تدربت في أكبر القنوات وتنحدر من أسره مصريه كريمه حصلت فيها والدتها علي الأم المثالية طرقت كل الأبواب علي حد قولها لتجد عملاً في مجالها الذي أختارته بعنايه وحُب لكنها فشلت ، فشلت عندما رأت أنه لا مكان لمجتهد دون واسطه لا وظيفه لشاب حيث تسمر الكهول في كراسيهم لا يريدون أن يبرحوها قط حتي يتخطفهم الموت علي غير رغبتهم لا عمل لفتاهِ أو شاب بمرتبِ مقبول يُعينه علي بدأ مستقبله وحياته حيث أخذ ومازال الكهول الملايين وتركوا لمئات بل ألاف الشباب الملاليم التي لا تُغني ولا تُسمنُ من جوع وتسائلت ألم يكتفي مُقدم البرنامج الفُلاني من ملايين كل عام ألم يأتي له ولو مره واحده خاطر أن يتبني مجموعه من الشباب ويُقدمهم ليحملوا الرايه عما قريب؟! ألم تُجهد عيناه من الإضاءة اليوميه لسنوات وَيُرِيد أن يستريح قليلاً ؟! لهذه الدرجه يعشقون وفي مجال الإعلام علي وجه الخصوص لا يُفرطون في كراسيهم ويريدون أن يموتوا عليها؟! مع العلم أننا لا نري في إعلامنا ما يشرح صدورنا أو نحتسبه ماده إعلاميه تُنافس حتي ما نُشاهده في الإعلام العربي ناهيك عن الأجنبي إلا مَن رحم ربي ، أليس في مصر كلها موهبه تستحق الفُرصه لنُعطي ممثلاً أو ممثله ملايين الجنيهات وقد تكون الدولارات لا نعلم ليقدم برنامجاً تلفيزيونياً بجانب مسلسلين مشترك فيهم وبرنامجه الذي يقدمه أسبوعياً في الراديو ولا يفوته أن يكون كذلك ضيفاً في أكثر من برنامج لينتهي العام بمحصله لا بأس بها من البرامج التلفزيونيه والمسلسلات والسينما والمسرح وتمتلئ جيوبه أكثر وأكثر وأخرون تشققت أقدامهم بين القنوات والمكاتب ليجدوا فرصه واحده .
- خففت من ألمها ببعض الكلمات وزرعت فيها الأمل قدر المستطاع فلقد كنتُ غير مقتنع تمام الإقتناع بما أسرده لها من عبارات ( لابد وأن تبدأي من جديد ، لا تتركي نفسك لليأس، أبهريهم بما ستقدميه ) حيث أنني أعلم أنه كيف لفتاهِ مثلها تري منذ ولادتها نفس الوجوه علي الشاشات وخلفها ومالا يذيد عن مائه شخص يحصدون الملايين وهي ومَن علي شاكلتها يأخذون الكُفاف من الملاليم ؟!!
- فجأه جاء القطار وأنهيت المكالمه سريعاً معها علي وعد بأني سأهاتفها في الغد وسأجد لها حلاً مازلتُ أفكر فيه حتي الأن وأعلم أني لن أَجِد.