الخلافات الدفينة بين الخرطوم و القاهرة
ما يلبث عام يمضي و عام يهل إلا و تجد النظام الحاكم في السودان يبحث عن إبرة وسط كوم القش في ليلة مظلمة ليفجر بها بالون العلاقات الدافئة بين البلدين كما يصورها الإعلام من وقت لآخر.
المعروف للجميع في أروقة الخارجية المصرية هو تقلبات الرئيس البشير التي يمارسها من وقت لآخر بحثا عن تدعيم لحكمه الهش لبلاد العفش..
السودان من أكبر دولة عربية مساحة و ثروات و من أكثرها تعدادا للسكان بعد مصر أصبحت لا تملك إلا ثلثي مساحتها بعد انفصال الجنوب ولا تسيطر إلا على ثلث مساحتها بسبب حركات التمرد في شرق وغرب السودان وهاجر معظم سكانه ما بين لاجئ لدول الجوار أو بحثا عن لقمة العيش ولم يتبقى في السودان إلا أعضاء حزب المؤتمر الحاكم ومطبليه ونساء مترملات لجنود هلكوا عبر ٢٠ عاما من الحرب الأهلية أو زوجات لمهاجرين ولاجئين.
النظام مارس تقلباته كاللعوب العاهرة بين احضان ليبيا والسعودية ومصر وتركيا وإيران وقطر واثيوبيا محاولا إصطناع كروت يلاعب بها الدول المجاورة و كل مرة يسقط في مستنقع الفشل.. ولكنه ينجح كل مرة في تصوير مصر كعدو مفترض تفشل نهضة السودان واستقراره في حين أن مواقف مصر من محاكمة رأس النظام واضحة ومن وحدة أراضيه ومن حركات التمرد واضحة أيضا وهادفة لوحدة و استقرار السودان بإعتباره جزء من الأمن القومي المصري.
ملفات الخلافات التي يحتفظ بها النظام و يعلنها من وقت لآخر تدل على حماقة البشير سواء كان تلاعباته الدنيئة في ملف سد النهضة الإثيوبي، او موقفه مثلث حلايب وشلاتين المصري، أو اللهث وراء قطر وتركيا من أجل الاتفاق السوداني بشأن جزيرة سواكن، فضلاً عن تهم معلبة من قبيل اتهامات الخرطوم للقاهرة بدعم حركة تمرد دارفور، واخيرا زعم النظام السوداني بدفع مصر لقوات و حشود على الحدود البرية السودانية الإريتيرية !!!
هراء وعته.. لا يمر مرور الكرام على الأشقاء في السودان الذين يعتبرون نظام البشير يلاعبهم السيجا على الرمال في عصر الفيفا على البلايستيشن ؟!
الكل بات يعرف أنه كلما اشتدت الأزمات والانهيار الاقتصادي السوداني زاد من حماقاته السياسية وخاصة مع مصر لأنه يدرك تماما حجم و قدر الصبر المصري لإعتبارات تاريخية و جيوسياسية...
الجنيه السوداني يمر بمراحل متسارعة من الانهيار .. المخابز توقفت .. الاحتجاجات في كل المدن السودانية .. سقوط صرعى في المواجهات .. فتح الباب على مصراعيه لكل اجهزة المخابرات العالمية للعب بحرية داخل الخرطوم .. مؤشرات على قرب إنتهاء النظام أو الدولة .. و الأيام القادمة ستحمل كل الاجابات ..