عاجل
الجمعة 22 نوفمبر 2024
رئيس مجلس الادارة
رجب رزق
رئيس التحرير
سامي خليفة
الرئيسية القائمة البحث

المسرح والابطال الجدد في الشرق الاوسط


عندما يخلق المسرح الجديد العديد من الابطال ولكنهم ابطال بحجم "ابطال الورق" وعلى رأسهم إيران! الكل ينتظر مني الان ان اكون متماشياً ما يحدث في إيران من احتجاجات شعبية وان اظل طوال الوقت اقوم بالتنظير الاستراتيجي على الوضع الايراني، فإنني لن اتحدث عن هذا بل سأتحدث عما هو اهم وهو تداعيات النظام الايراني الحالي على الوضع القائم في المنطقة العربية بل والشرق بأكمله بكافة توازناته، ولأنهي قصة الثورة الايرانية واقوم بالاستطراد ان تسمحوا لي بان اقتبس من استاذي احمد عز الدين الكاتب الاستراتيجي الكبير مقولة عبقرية له "إن الشعوب لا تطلب التغير دفعا للملل، ولا تطلبه على غرار طلب الناس لعصير الليمون في قيظ الصيف، فطلب التغيير شعبيا عندما يتبدّى في دوائر واسعة من الغضب والرفض" اي ان هناك انقلابا واسعاً في معدلات التوازن والسلم الجمعي حتى يعيش المجتمع وينعم بالاستقرار المعنوي.

والحق والاهم اننا ليس نحن فقط كـ امة عربية من جعلنا لإيران في الشرق الاوسط صوت وكلمة بل انسقنا ودوما ما ننساق وراء التضخيم الاعلاني وأعني بالإعلاني ما اعنيه حرفياً ونحن قولا واحداً استجبنا الي كل المحاولات وأثبتنا اننا نخاف كثيرا من الفزاعة الايرانية ونحن من انسقنا اليها بان تناسينا الوسطية السمحة إذا كنا سنراها من وجهة النظر الدينية وهي ابعد ما يكون عنها وانما هي ازمة سياسية بحت بل العمق فيها انها ازمة انسانية لدي العرب وقد لعبت عليها القوي الدولية بشكل أكثر من ممتاز حيث أقروا ان الوطن العربي ثروات بلا عقول ونحن عقول بلا موارد وما يتوجب فعله هو ان يدر اصحاب العقول هذه الموارد وهو حق اصيل لأصحاب العقول.. وقد صدقناهم وازمة اليمن هي خير شاهد ودليل ففي اليمن قوي كثيرة اصبحت بعد الربيع العربي تتناحر ولكن من هم اكثر قوة في السابق هم أنصار المخلوع علي عبد الله صالح رجل السعودية الاول وقد تعاون مع الحوثيون رجال إيران "حد قول الولاية المتحدة الامريكية" واذ كنت لا اصدق كثيرا الامريكان ولا الخليج صراحة في بعض الأمور وهنا مربط الفرس انه يتم الخلط بين انصار صالح من مليشيات مسلحة وبين الجيش اليمني الأساسي الذي تاه بين السلطة والشرعية ومن كان يحن الي السلطة من يريدها ومين يريد الدفاع عنها باستماته! وان كنت اقول فيجب علي ان اذكر ما نحن فيه من اصدار جديد تم التحضير له منذ اكثر منذ 200 من مصلحة القوي العالمية بخلق اكثر من جبهة قوية مصر قوية تاريخياً وهذا محتوم اما عن الباقي فمع الاسف تم تغذية الحقد لدي البعض منهم وتغذية للحلم بان يكونوا قوي اقليمية عن طريق تنفيذ الاجندات الغربية والعبث بمقدرات البلاد فلم يضرب المد الثوري الا الدول التي لها جذور وعمق تاريخي بل وهوية متفردة ومشتركة بدءاً من العرق ومرورا بسوريا والان باليمن، وهذا ما يجعلني اتساءل قليلا حول ما ان باقي الشعور العربية تريد الحرية مثل اقرانها من الشعوب ام هي هي فكرة دعائية تصدر من مصدر واحد عبر ذراع ممتد الي الشباب العربي! وقد قمنا بإلقاء التهم علي سوريا للجوئهم لإيران التي كانت سوريا مسرحاً ممتازة لخلق دور لهذا الممثل الجديد علي المسرح العالمي في طرزه الجديد، فلماذا نلوم عليهم ونحن او بعضنا من مول بالسلاح لخلق اقتتال مذهبي في سوريا تحت شعار الحرية ومواجهة الفساد، فلجأت سوريا لأشقائها فوجدت منهم المشغول بنفسه ومنهم من يمول هذا العبث فلجأوا الي ايران هذا طبيعي ان يذهب المرء دفاعا عن وطنه لمن يقدم له يد العون وبدأت الحرب لأنه شيعي وكأننا اكتشفنا حديثا انه شيعي حقاً ان اكتشاف هذه المفارقات حديثا والحديث بها يرهقني كثيراً، تمسكنا بتدخل ايران وتناسينا اننا من مولناها ووفرنا البيئة المناسبة لخروجها بشكل غير مباشر او مباشر ! عن جهل منا هذا حقيقي او علم! هذا اصبحت هذه النقطة لا تجدي، فما حدث قد حدث ولكن علينا نتدارك اخطاء الماضي هذا الطبيعي ولكن...! فقد خرجنا يا سادة من نمط الثورات الملونة الي نمت الحروب بالوكالة ومن الحروب بالوكالة الي نظرية الاقتتال الذاتي فلما لما يقاتل الانسان اخيه الانسان؟ العرب يقاتلون قديما من اجل الماء ثم العرق والقبيلة ثم المال ثم الدين! واستناداً الي ما قاله رئيس الاستخبارات الامريكية الاسبق وهو معروف بقوله "سنصنع لهم اسلاما يناسبنا" اي سنصنع منهم اداة اقتتال ديني من الطراز الاول فلم اري صبرا لا ينفذ كصبر عرب البترول ومعهم الامريكان علي الحصار في اليمن فترة طويلة كافية لأنهاء اي شعب، حيث لا تدخل موارد ولا تخرج والحجة المد الايراني وصدقوني لا يوجد مسلم واحد تأتي من نابعة قلبة ان يضرب حجرا تجاه الكعبة المشرفة كما يحاول الاعلام الترويج، فلا اصدق ان الصواريخ اليمنية تتجه احداثيتها الى الكعبة فيدمرها الله تماما قبل ان يفكروا فيها ولا يتحاج الله لأي اسرة حاكمة او جيش مهما كان ليحمي او يحتمي بظله بيت الله الحرام! واليكم بعض الحقائق المريرة نتاج الحصار اعلي اليمن ان الشعب الذي يحاربون من اجل حريته يموت جوعاً من المرض هناك نقص حاد في الدواء والطعام، كل المحاولات تبوء بالفشل ولان الشكل التقليدي يكون فيه اساءة كبيرة لتنفيذ المخططات الامريكية فلابد من وجود شرعنه حقيقية لهذه الممارسات لتبريرها بشكل قوي، وهي إيران امن المنطقة من الخطر الشيعي امن السعودية او امن الكعبة المشرفة! كلمات تبوء بالفشل الذريع وانعدام الرؤية السياسية والانسانية وكأنه يدعوا الجميع بالإمساك كل بمعوله لنقوم بدهم ارضا وشعبا ما تبقي من حطام العروبة الضائعة وكأننا قد اكتشفنا حديثا انه يدين بالمذهب الشيعي مع اختلافنا الجذري في المذهب معهم لكنهم في النهاية بشر ويشهدون الشهادتين ويجب ان لا نختلف انسانياً معهم واذ كنا لم نكفر الارهابيين لخوفنا من ان نكفر احدا يشهد بالله ورسوله الان نفتي بان الشيعة كفرة وكأننا سمعنا عنهم حديثا، او سمعنا عن المصالح حديثاً، الحوثيون يدافعون عن ارضهم وهذا حقهم ضد كل من يعبث بأمن بلادهم العربية بغض النظر عن اي مذهب يدينون حتى لو لم يكونوا مسلمين من الاساس! عبد الملك الحوثي قال في بيان وخطاب مسجل له يشيد بالدور الذي تلعبه مصر لتهدئة الامور وترسيخ السلام في المنطقة، وقال نصاً "اننا لن نرضي بدولة غير مصر قائدة للامة العربية" كل ذلك بالطبع له اسباب، مصر لم تلقي بحجر واحد ضد اي يمني كان مصر في التحالف العربي لحماية باب المندب من العابثين ولكنها لم ولن تذهب الي اي مكان كان عابثة او معتدية بل هي دائما وابدا رسول السلام وتحافظ على السلام من صفقات القرن المشؤومة والتي تضمن لإسرائيل الامن وقبلات الحياة العديدة للإدارة الامريكية الجديدة التي يكون كل همها هو انتعاش الاقتصاد الامريكي عن طريق صناعة السلاح وايجاد من يستخدمه بشرعنة دولية ويكونوا قد ضربوا عصفورين بحجر واحداً الاقتتال والصناعة والتابعية والهدم والانتعاش الاقتصادي وادارة اصحاب العقول لمن لديهم الموارد "على حد قولهم"! النظام القائم في إيران يا سادة وهو ممتد الي ما قبله بسنوات كبيرة هو يلعب دورا هاماً في نظام الحروب بالوكالة وتأجيج الخلاف المذهبي بين أصحاب النفوذ والقوي والمال حيث كان معبودهم وهو الدين والحق يقال هو ان المال يأتي قبل الدين لديهم، والاقتتال اليمني مطلوب لديهم لتدمير نبع العروبة والقومية، ولنسأل نفسنا سؤالا هاماً وهو: "لماذا لم تكن هناك أي مشاكل مصرية مع المذهب الشيعي طوال كل هذه السنوات بالرغم من وجوده في مصر بنسبة!؟" والاجابة بسيطة للغاية لأننا دولة نسيجها الاجتماعي يتميز بالتنوع والتقبل بل واضفاء الروح المصرية على أي من كان وهو ما يسمي بـ "تمصير الهوية الأجنبية" والأجنبية تعني الدخيلة او المحدثات من الأفكار، اننا دولة فيها اعلي درجات التقبل والاحترام رغم كل المحاولات المضنية والميزانيات البراقة لإضفاء روح التعصب علي مصر لكننا نأبي وتأبي هويتنا ان تنصاع لكل هذه الثقافات الصحراوية التي لا تشكل خطراً طالما هناك مضادات معنوية خلقها الله تعالي لدي المصريين.

وهو الحال مع كافة الثقافات المختلفة وليس مع المذهب الشيعي وحده لذلك مصر هي الوحيدة التي تملك حائط الصد المنيع ان ايران والحلم الفارسي يعود وسيعود وكل ما يحدث هناك هو مجرد تحجيم وتذكرة بأن ما طال الجميع ليس ببعيد عن الحلم الفارسي وانهم طالما ملتزمون بما يحاك سوف يستظلون بالأمان الأمريكي "الاستراتيجي"... وبالطبع لا أقوم بنكران الانتفاضة الشعبية التي اعتقد ان ثلاث ارباع العشوب العربية قد فرحت بها وهذا في رأيي اختبار اخر قد فشلنا فيه ويدل على نسبة كبيرة من الوعي الغائب، ويشير الي ان النخبة نصفها لا يملك المعرفة الكافية والنصف الاخر يخاف التحدث طمعاً او خوفاً من السخط والاعتراضات الداخلية حينما يحظى بما كان يطمع به! فيقرر ان يكون داخل دائرة الأمان وما ينتج عنها من سفسطة بلهاء تخرج من السنة لا تجيد سوي التلاعب بالكلمات الثقيلة لإبهار العديد من قلائل المعرفة والبسطاء، وهذا ما نتمنى تغييره في الواقع القريب لان الدولة لا يمكن ان تصرح بكل شيء نتيجة للاستراتيجيات العامة والضغوط والمناخ السياسي الداخلي والخارجي، اما عن النخبة فهم من يكون لابد لهم من رؤية حقيقية تستطيع توعية الشارع بما يحاك به من مخاطر بل وتقود الشارع قيادة صحيحة وترفع من نسبة المعرفة صدقوني وليصدق من يقرأ لي داخل دائرة المسؤولية والسلطة، قيادة شعب واع قد يكون صعباً داخل كتب علم النفس لاجتماعي، لكن شعب كمصر ليس صعباً بل ويقدر تماما قدر الوعي وقدر المسؤولية لأنه شعب يعي تماما كيف تكون المسؤولية وخرج منه رجال كثيرة تعي تماما قدر الرجال... وإذا كانت نخبتنا غير واعية ومجتمعنا المدني منقسم بين ويلات المصالح والاعمال التافهة لحشو ملف متابع التضامن وبين محاولة السيطرة على عناصر المجتمع من شباب وعمال ومرأة والحال بظن البعض علي الشباب من قشرته بأنه ساقط، ولكن مازال الخير موجود وبكثافة مازالت القوة الناعمة المصرية تسطيع استرجاع ريادتها من جديد فالمصري اسد قد يمر بوعكة لكنه لا يمرض ولا يموت ابداً هذه هي إرادة الخالق فينا، كل الآمال مازالت ممكنة قيد التحقيق ولا تحتاج الا قرار واستنزاف شرعي لبعض قطرات من حبر المسؤول علي ورقة تم هدر منها كثير في السابق لتعود الريادة من جديد، لان العناصر موجودة بالفعل وجاهزة تنتظر من يقوم بإخراج اجمل ما فيها فيتبعها جميع الأمة العربية من بعدها... فلم يحتاج السادات للتحرير سوي قرار تبعه جرأة في الترتيب والاعداد فكانت المعجزة بكل المقاييس الحربية من هزيمة الي نصر في اقل من ست سنوات، ولم يحتاج عبد الناصر لقادة الامة سوي ضمير ورغبة وصدق فما كان علي المصريين سوى استعادة الريادة والقوة فتبعه الجميع من عناصر المنطقة العربية، كما لم يحتاج عبد الناصر الكثير حينما قرر الارتفاع بمعدل الثقافة والفكر سوي إرادة وشخصية مبدعة كـاللواء ثروت عكاشة، ان الامر ليس بالعسير طالما العناصر حاضرة وجاهزة وان تم اصدار الامر فهم يعون جيدا انهم ليس عليهم سوي الانصياع وطرد جرذان العاصمة الفكرية والنخبوية من مسرح العمليات وطرهم لا يحتاج الكثير من الجهد يكفي ان يقال لهم "اننا لدينا حرب وعلينا الانتصار" ستجدهم جميعاً لاذوا بالفرار.

اعي انني قد خرجت عن المضمون قليلاً ولكنها رسالة ولم تبتعد كثيرا عن العجائب التي نراها في الشرق وأهله والتدابير المحكمة التي تحاك ضدنا وتسبب لنا المتاعب وضيف التنفس وتضغط علينا في الحياة، فمازالت الأمان باقية والأيام مقبلة "فــســاعــدونــا إن اردتم أو أغـِـــثـونــا"